أخرج الإمام أحمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم والناس يتكلمون في القدر، قال: فكأنما تفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب قال: فقال لهم: ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض؟ بهذا هلك من كان قبلكم»
أخوتي الكرام أمر القدر أكبر من نتكلم فيه بأهوائنا ونناقشه بفلسفاتنا
فالله الله في أمور الغيب إما أن نتكلم بعلم على نور القرآن والسنة أو نسكت مسلمين مصدقين بما أخبر عنه شرعنا
"أصل القدر سر الله في خلقه، لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل. والتعمق والنظر في ذلك ذريعة للخذلان وسلم للحرمان ودرج الطغيان. فالحذر كل الحذر من ذلك نظرا وفكرا ووسوسة. فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه ونهاهم عن مرامه كما قال تعالى في كتابه: ((لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ))، فمن سأل: لم فعل؟ فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين. فهذه جملة ما يحتاج إليه من هو منور قلبه من أولياء الله تعالى، وهي درجة الراسخين في العلم، لأن العلم علمان: علم في الخلق موجود، وعلم في الخلق مفقود. فإنكار العلم الموجود كفر، وادعاء العلم المفقود كفر. ولا يثبت الإيمان إلا بقبول العلم الموجود وترك طلب العلم المفقود.
ونؤمن باللوح والقلم، وبجميع ما فيه قد رقم. فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء قد كتبه الله تعالى فيه أنه كائن ليجعلوه غير كائن لم يقدروا عليه، ولو اجتمعوا كلهم على شيء لم يكتبه الله تعالى فيه ليجعلوه كائنا لم يقدروا عليه. جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، وما أخطأ العبد لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليخطئه.
وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه، فقدر ذالك تقديرا محكما مبرما ليس فيه ناقض ولا معقب، ولا مزيل ولا مغير. ولا ناقص ولا زائد من خلقه في سماواته وأرضه، وذالك من عقد الإيمان وأصول المعرفه والاعتراف بتوحيد الله تعالى وبربوبيته، كما قال تعالى في كتابه: ((وخلق كل شيْء فقدره تقديرا))، وقال تعالى: ((وكان أمر الله قدرا مقدورا)).
فويل لمن صار لله تعالى في القدر خصيما، وأحضر للنظر فيه قلبا سقيما، لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سرا كتيما. وعاد بما قال فيه أفاكا أثيما."اهـ العقيدة الطحاوية
رويدك بارك الله فيك أخي الكريم ,
ما أردتُ من تلك الكلمات إلا إيضاح ما التبس عند البعض ,
ومعاذ الله أن نكون من المتكلمين في القدر., ولو بهمس., إنما كما قرأتَ واطلعتَ على الموضوع إنما نحن نحث على السعي ليس أكثر وعدم الخوض في , ماذا لو., ولو لماذا., وياريت., وتلك الأشياء التي يعلمها الجميع., فشكراً لك أخي الكريم على هذا الإيضاح المباشر لموضوع التكلم في الغيب أو القدر , رغم أني كم كنتُ أود أن تنثر لنا مما أنعم به الله عليك من علم بشأن السعي وعدم اليأس من روح الله وما شابه., فهذا ما أشار إليه الموضوع في الأساس واللبنة الأساسية تتحدث في هذا كما أنه لم يتكلم أحد في القدر والغيب ولا أدري لماذا هذا التحامل المعلن والغير مبرر والابتعاد عن الموضوع صراحاً وبالكلية.,على أي حال.,
شاكرٌ مرورك الطيب.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[21 - 03 - 2009, 03:53 ص]ـ
أخي أنت تقول (قِف وقُل للقدر كلمة!!)
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (إذا ذُكر القدر فأمسكوا)
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[21 - 03 - 2009, 03:54 ص]ـ
أستاذ نور رزقنا الله الرضا والإيمان بالقدر خيره وشره ..
موضوع يحتاج للرأي الشرعي من أول العنوان إلى آخر نقطة يتطرق لها المشارك فيه ..
أنار الله بصائرنا أجمعين ..
الأستاذة أحاول أن.,
إن الرأي الشرعي في أمور الغيب والقدر حمداً لله باعتقادي الشخص أن جل المُسلمين يفقهون تلك النقطة., فلا تكلماً في الغيب ولا تفقهاً ولا اعتراضاً., حمداً لله جل المُسلمين لا يقولون إلا حمداً لله رب العالمين., ثمة فرق أخية., فيما ذكر., حيث أن ما ذكرتيه من النظر للرأي الشرعي فيما كتبت., يشير إلى موضوع آخر وليس هذا الموضوع فأنا لم أتكلم في الغيب وما شابه., أما ما ذكرتهُ بالتمعن فيه والتفكر قليلاً., سيتضح وبكل سهولة ويسر أني أتحدث عن الرضا بكل ما هو كائن وما سيكون والأمل دائماً والاستبشار والسعي.,
¥