تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"ستالين"!!، وفشل، أيضا، ولكنهما أبيا الإقرار بتفرد الباري، عز وجل، بأوصاف الربوبية القاهرة، فادعيا أن الأجيال القادمة قد تصل إلى ذلك بمزيد بحث، ولعل الجيل الجديد من المستنسخين قد سار على طريقتهم، مع أنهم لم يخلقوا مادة حية، وإنما حقنوا خلية جسدية بمادة وراثية مخصبة، أو أن ذلك قد يتم على كوكب آخر لأن ظروف كوكب الأرض لا تسمح بذلك الآن!!!، في تخرص ولا موضوعية ظاهرة فهي محض تحكم.

انظر: "العلمانية"، ص340_343.

وتلك صورة من صور الحيرة التي يعانيها الغرب بعد انهيار المنظومة الإلهية والأخلاقية الهشة مطلع الثورة الصناعية الحديثة التي عبدت البشر للآلات الصماء.

يقول "ليكونت دي نوي":

"وقد تعاقبت الاكتشافات الرائعة المدهشة بدون انقطاع منذ سنة 1880 إلى سنة 1915 فبهرت عقول الناس كما يبهر أول مشهد من السيرك عقول الأطفال وأنستهم المأكل والمشرب، وقد أصبح هذا المشهد الجسيم رمزاً للواقع وصرف النظر عن القيم الحقيقية وقد طمسها نور الكوكب الجديد ... لقد شعر الكثيرون بالخطر المحدق وأنذروا به غير أن أحدا لم يصغ إليهم، لأن معبوداً جديداً غريباً كان قد ولد ولأن عبادة جديدة قد طغت على الشعب هي عبادة المستحدث". اهـ

فترك الغرب عبادة الإله الذي نسجته الكنيسة من بنات أفكارها، فلم تطفئ مقالة الكنيسة المنحرفة في الإلهيات ظمأ الإنسان الفقير فقرا ذاتيا إلى قوة إلهية عليا تسدد خطاه، فإله الكنيسة عاجز عن دفع أعدائه عنه، عاجز عن مغفرة خطيئة آدم بلا قربان إلهي، فاضطر الغرب إلى عبادة إله صنعته أيدي العمال في المصانع، فانتقل من إلحاد الكنيسة إلى إلحاد الصواريخ والقاطرات والحواسيب وشبكات المعلومات!!.

ويقول أيضا:

"إن القلق العصري ناتج على الأخص عن أن الذكاء حرم الإنسان كل مبرر لوجوده بأن قوض باسم علم لا يزال في المهد أسس التعاليم التي ظلت حتى اليوم تعطي الحياة الفردية معنى الجهاد وتشير إلى هدف سام يجب بلوغه وهي الأديان". اهـ

والتنازل عن الدين الفطري الراسخ في النفوس في مقابل علم تجريبي تتغير نظرياته كل يوم: صفقة خاسرة، إذ يتغير إله العلم المعاصر يوميا، فنظرية تهدم نظرية، والإله كامل من الأزل لا يطرأ عليه كمال بعد نقصان.

وبلسان الحال في أحيان كثيرة، فعقله المضطرب هو المشرع الذي يسن الدساتير في صورة من صور الحرب الضروس بين الله والإنسان، وتلك أيضا، صورة من صور الانحراف في دين أهل الكتاب الذي أقيم على فرضية الصراع بين الإله الذي حرم آدم الأكل من شجرة المعرفة ليظل جاهلا فلا ينازعه الأمر إذا تعلم، تماما كما تحرص الدول الكبرى اليوم على تخلف الدول النامية لتظل تحت سيطرتها!!:

وفي سفر "التكوين":

"وأخذ الرب الإله الإنسان وجعله فى جنة عدن ليفلحها ويغرسها وأمر الرب الإله الإنسان قائلاً من جميع شجر الجنة تأكل أما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها. فإنك يوم تأكل منها تموت موتاً". "وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية الذى صنعه الرب الإله فقالت للمرأة: أيقيناً قال الله لا تأكلا من جميع شجر الجنة؟ فقالت المرأة للحية: من الجنة نأكل وأما ثمر الشجرة التى فى وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منها ولا تمساه كيلا تموتا. فقالت الحية للمرأة: لن تموتا!! إنما الله عالم أنه فى يوم تأكلان منها تنفتح أعينكما وتصيران كآلهة عارفى الخير والشر ورأت المرأة أن الشجرة طيبة للمأكل وشهية للعيون وأن الشجرة منية العقل فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت بعلها أيضاً معها، فأكل فانفتحت أعينهما! فعلما أنهما عريانان فخاطا من ورق التين وصنعا لهما مآزر".

"وقال الرب الإله: هو ذا آدم قد صار، كواحد منا، يعرف الخير والشر والآن لعله ليمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً ويأكل فيحيا إلى الدهر فأخرجه الرب الإله من جنة عدن".

فقد خرج آدم عليه السلام عن النص فكان لا بد من عقابه لئلا يتجرأ على طلب العلم مرة أخرى، فيظل العلم حكرا على الإله ونوابه من باباوات وقسس روما!!!.

وفي الأسطورة الإغريقية الوثنية الشهيرة:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير