وفي التنزيل: "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"، فسمى بعثة النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم منة، وأعظم بها من منة!!.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
"ولولا الرسالة لم يهتد العقل إلى تفاصيل النافع والضار في المعاش والمعاد فمن أعظم نعم الله على عباده وأشرف منة عليهم: أن أرسل إليهم رسله؛ وأنزل عليهم كتبه؛ وبين لهم الصراط المستقيم. ولولا ذلك لكانوا بمنزلة الأنعام والبهائم بل أشر حالا منها فمن قبل رسالة الله واستقام عليها فهو من خير البرية ومن ردها وخرج عنها فهو من شر البرية وأسوأ حالا من الكلب والخنزير والحيوان البهيم. وفي الصحيح من حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير. وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وانتفعوا وزرعوا. وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ. فذلك مثل من فقه في دين الله تعالى ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به} متفق على صحته. فالحمد لله الذي أرسل إلينا رسولا من أنفسنا يتلو علينا آيات الله ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة وإن كنا من قبل لفي ضلال مبين وقال أهل الجنة: {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق}. والدنيا كلها ملعونة ملعون ما فيها إلا ما أشرقت عليه شمس الرسالة وأسس بنيانه عليها ولا بقاء لأهل الأرض إلا ما دامت آثار الرسل موجودة فيهم فإذا درست آثار الرسل من الأرض وانمحت بالكلية خرب الله العالم العلوي والسفلي وأقام القيامة. وليست حاجة أهل الأرض إلى الرسول كحاجتهم إلى الشمس والقمر؛ والرياح والمطر ولا كحاجة الإنسان إلى حياته؛ ولا كحاجة العين إلى ضوئها والجسم إلى الطعام والشراب؛ بل أعظم من ذلك؛ وأشد حاجة من كل ما يقدر ويخطر بالبال فالرسل وسائط بين الله وبين خلقه في أمره ونهيه وهم السفراء بينه وبين عباده". اهـ
وتعظيم قدر النبوات: قدر فارق بين أصحاب المناهج التوحيدية من جهة، ومن خالفهم من أصحاب الشرائع المحرفة والمناهج الأرضية الوضعية من جهة أخرى، فالتوحيد شعار الرسل عليهم السلام، فلسان البلاغ: "يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ").
ثم يقول، (أي: دوركاييم وهو من محال الشواهد): إنه دائم التغير ..... يحل اليوم ما حرمه بالأمس ..... ويحرم غدا ما أحله اليوم .... بلا ضابط ولا منطق معقول! (فهو مقرر للشرائع ناسخ للأحكام!!).
ويقول وهو بيت القصيد: إنه لا يمكن من ثم تصور ثبات شيء من القيم على الإطلاق: لا الدين ولا الأخلاق ولا التقاليد، وإن النظر إلى هذه الأمور على أنها أمور قائمة بذاتها هو تفكير غير معقول!
ويقول: كان المظنون أن الدين والزواج والأسرة هي أشياء من الفطرة ولكن التاريخ يوقفنا على أن هذه النزعات ليست فطرية في الإنسان!
أرأيت إلى العالم الكبير! إنها ليست فطرية في الإنسان!.
وبكلمات قليلة معدودة يلغي العالم الكبير كل مقدسات البشرية". اهـ بتصرف.
انظر: "مذاهب فكرية معاصرة"، ص117، 118.
والبديل هو: العقل الجمعي الذي يتولى اليهود بآلتهم الإعلامية تشكيله وفق مصالحهم، والمصلحة العظمى والضرورة الأولى في بروتوكولاتهم: إفساد دين وأخلاق ومجتمعات الأمميين، وإعادة صياغتها وفق نظريات حيوانية تمجد الجسد، فتعقد ألوية الولاء والبراء لشهوات البطون والفروج.
&&&&&
وأما الديمقراطية: الابتكار الغربي الجذاب الذي قال عنه أحد منظريه ما معناه: "نحن نصنع الديمقراطية للاستهلاك المحلي لا للتصدير، فشعوب العالم الثالث ليس لها من الديمقراطية نصيب إلا تأمل النموذج الأوربي الباهر"!!!.
¥