تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفساد في غاية العلم:

فأصبح العلم في المعسكر الغربي:أفلاطونيا على طريقة: "العلم للعلم" فقط، كما قرر فلاسفة اليونان، فليس العلم للعمل كما قررت النبوات، فاللذة العقلية غاية في حد ذاتها، ولا ينكر عاقل لذة العلم، ولكنه بلا عمل محض رسوم زائفة، وفي حديث كعب بن مالك، رضي الله عنه، مرفوعا، عند الترمذي، رحمه الله، وفي إسناده نظر: "مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ".

وفي المعسكر الشيوعي:

"العلم للحزب"، فكل الوسائل العلمية والعملية مسخرة لنصرة مقررات ماركس الإلحادية.

يقول صاحب رسالة "العلمانية":

"وإذا كان علم القرن العشرين فى أوروبا عامة يرفض التحالف مع الدين فإن للعلم داخل الستار الحديدى وضعاً أشد تطرفاً وأسوأ استخداماً … ففى الوقت الذى يرفع فيه علماء الغرب الديمقراطى شعار: "العلم للعلم" نجد العلماء السوفييت يرفعون شعار: "العلم للعقيدة" وفى أوقات أكثر صراحة يقولون: "العلم للحزب" وقد صرح أحد علماء روسيا قائلاً:

(العلم السوفيتى إنما هو علم حزبى، علم طبقى). وأخذ يندد بما عدا ذلك من الشعارات معلناً أن ما يقال عن دولية العلم وكليته كلام فارغ تستخدمه الطبقة البرجوازية ومن يصوغون لها مذاهبها.

ويقول رئيس أكاديمية العلوم السوفيتية سنة 1929:

(إن الفيزياء السوفيتية كالعلم السوفيتي دخلا فى حياة الدولة منذ زمن بعيد ووجها كل قواهما إلى خدمة بلدنا هذا لاستيفاء كل الحاجات اللازمة لبناء مجتمع شيوعى.

والفيزياء الشيوعية تبنى عملها على ما اعتنق العالم من المادية المنطقية تلك التى رفع من آمرها تأليف لينين وستالين وهى تأليف أمدتهما العبقرية فيها بروح منها) ". اهـ

"العلمانية"، ص343، 344.

وما الذي ضمن العصمة لمقررات ماركس ولينين وهي التي عدل الشيوعيون أنفسهم فيها، فاضطروا رغما عنهم إلى الاعتراف بالدين لضمان غاية تقاتل الجيوش من أجلها حتى اضطرت موسكو يوما ما، كما يقول أحد الكتاب المعاصرين إلى إرسال بعثة حج إلى مكة!!، ومن يدري ربما لو عاش ماركس إلى تلك اللحظة لأصيب بسكتة دماغية وهو يرى الرفقاء ينسفون نظريته المناقضة للفطرة والعقل نسفا لضمان ولاء الجند وبقاء كيان الدولة الهش، ولم يشفع لهم ذلك، إذ النظرية في نفسها تحمل بذور فنائها، فهي قاتلة لكل غاية نبيلة يكافح من أجلها البشر، وحدات المجتمع، سواء أكانت دينية آجلة أم دنيوية عاجلة.

وما كان ذلك ليقع أيضا لولا ضحالة المقررات العلمية الكنسية التي شجعت كل مارق أو ملحد، أو حتى حسن النية طالب للمعرفة الطبيعية بأسبابها التجريبية، شجعتهم على نقض مقررات الكنيسة، فهي فاسدة بفساد أصلها، إذ أقيمت على شفا جرف هار في الإلهيات، أصل كل علم نافع وعمل صالح، فتفرع عنها ما هو فاسد حتى في العلوم الطبيعية التجريبية.

يقول صاحب رسالة "العلمانية":

"وكما عرف الناس ورأوا واقع ما قاله (كويت) من: (أن كل خطوة إلى الأمام فى البحث عن المعرفة قد حوربت باسم الدين)،، فقد بدا لهم مصداق ما قاله (ألفرد هوايت هد):

(ما من مسألة ناقض العلم فيها الدين إلا وكان الصواب بجانب العلم والخطأ حليف الدين).

(فالدين المحرف عائق أمام التقدم العلمي لا الدين الصحيح الذي يحث معتنقيه على طلب العلم النافع، وأنفعه: علم الإلهيات الصحيح الذي جاءت به النبوات وفي التنزيل: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ"، فزكى أولي الألباب معرضا بمن عطل لبه عن التدبر في آيات الكتاب المسطورة وآيات الآفاق المنظورة)

وما لهم لا يصدقون بذلك وقد رأوا بأم أعينهم سلسلة الهزائم المتلاحقة التى منيت بها الكنيسة أما العلم يضاف إلى ذلك طغيانها البغيض الذى يقابل المنجزات العلمية والتيسيرات المذهلة التى حققها العلم فى وسائل الحياة:

قالت الكنيسة:

إن الأرض مسطحة وهى مركز الكون – لأجل عملية الخلاص – وقال كوبرنيق: إنها كروية وتدور حول الشمس وثبت لهم أن الكنيسة كاذبة والعلم مصيب!

وقالت الكنيسة:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير