سؤال نصه:
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله
في ليلة رأس السنة الميلادية قامت بعض الجماعات بجمع الناس - في مصر- إلى المساجد وقاموا بإنشاء صلاة وذلك بحجة مخالفة المشركين ومحاولة حجب الناس عن الفتن. أليس ذلك من البدع وهل يعني ذلك أنه كلما كان عيد للكفار أنشأنا عبادة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز تخصيص أيام أعياد الكفار بنوع من أنواع العبادة، لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك، وفي حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد" رواه مسلم.
ويكفي مخالفةً لهم أننا لا نشاركهم في أعيادهم بأي نوع من المشاركة، وأننا نبغض أفعالهم المخالفة للشرع وعقائدهم الضالة.
ثم إنه يُخشى أن يعتاد الناس على هذه العبادة في أعياد الكفار الباطلة، فيعتقد العوام بعد ذلك أنها سُنَّة، فتكون بذلك قد أحدثت بدعة من حيث لا تشعر، بل قد يكون تخصيص أعيادهم بالعبادة نوعاً من المشاركة لهم في تعظيم أيامهم دون قصد منك، ولذلك كره العلماء صيام أيام أعيادهم.
قال ابن قدامة في المغني: ويُكره إفراد يوم النيروز، ويوم المهرجان بالصوم، لأنهما يومان يعظمهما الكفار، فكره كيوم السبت، وعلى قياس هذا كل عيد للكفار، أو يوم يفردونه بالتعظيم.
وقال الكاساني في بدائع الصنائع: وكذا - يعني يكره - صوم يوم النيروز والمهرجان، لأنه تشبه بالمجوس. اهـ.
والله أعلم.
فهو خطأ يقع فيه بعضنا من باب رد الفعل العكسي، فيرد البدعة ببدعة، وإنما الصحيح عدم تخصيص تلك الأيام بأي نوع من الاحتفال، سواء بالتوسعة دنيا أو التعبد دينا.
وقد أثر ذلك عن بعض السلف كزبيد اليامي وجماعة، كانوا يقولون كما روى البيهقي، رحمه الله، في "شعب الإيمان": "إن هؤلاء قد اعتكفوا على كفرهم، واعتكفنا على إيماننا فاغفر لنا".
ولكن الراجح خلافه، كما ورد في الفتوى.
وهو عيد غريب: نصراني، فارسي، بهائي أخيرا، فهو يوم فطر الطائفة االبهائية المارقة كما جاء في فتاوى الأزهر، فهو أشبه بالمناسبة العالمية!!!
ومن مصنف ابن أبي شيبة رحمه الله:
حدثنا وكيع قال ثنا الحسن بن حكيم عن أمه عن أبي برزة الأسلمي أنه كان له سكان مجوس فكانوا يهدون له في النيروز والمهرجان، فيقول لأهله: ما كان من فاكهة فاقلبوه، وما كان سوى ذلك فردوه.
فتقبل هديتهم فيه إن كانت حلالا لا على وجه مشاركتهم الاحتفال وهذا من أدب الإسلام الرفيع.
ومن الاختيارات أيضا:
قول صاحب صبح الأعشى في معرض تقرير فرقة الزرادشتية، وهي إحدى فرق المجوس المعروفة:
"ثم المجوس يفضلون الفرس على العرب وسائر الأمم، ويفضلون ما لهم: من مدن وأبنية على غيرها من الأبنية؛ فيفضلون إقليم بابل على غيره من الأقاليم، ومدينته على سائر المدن، من حيث إن أوشهنج أول طبقة الكيانية من ملوك الفرس هو الذي بناها؛ ويقولون: إنه أول من جلس على السرير، ولبس التاج، ورفع الأعمال، ورتب الخراج؛ وكان ملكه بعد الطوفان بمائتي سنة، وقيل: بل كان قبل الطوفان.
ويفضلون الكتابة الفهلوية وهي الفارسية الأولى على غيرها من الخطوط، ويزعمون أن أول من وضعها طهمورث: وهو الذي ملك بعد أوشهنج المقدم ذكره.
ويجحدون سياسة بني ساسان، وهم الطبقة الثالثة من ملوك الفرس منسوبون إلى ساسان، ويسخطون على الروم، لغزوهم الفرس وتسلطهم عليهم ببلاد بابل، ويعبدون النار، ويرون أن الأفلاك فاعلة بنفسها، ويستبيحون فروج المحارم من البنات والأمهات، ويرون جواز الجمع بين الأختين إلى غير ذلك من عقائدهم.
ويعظمون النيروز: وهو أول يوم من سنتهم وعيدهم الأكبر. وأول من رتبه جمشيد أخو طهمورث. ويعظمون أيضاً المهرجان: وهو عيد مشهور من أعيادهم". اهـ
¥