وصدق مضيفنا؛ فما هي إلا دقائق حتى حضر بعدها خوان متأبطاً يد نائلة، فانطلقت الزغاريد من بعض النساء الفلسطينيّات، وصار العروسان ما يمرّان على أحد من المدعوّين والمدعوّات إلا قبّلاه ...
فالتفت إلى الإمام والدكتور عبد الرحمن وقلت:
أخشى يا أبا ياسر أن يصلنا الدور ... !!!
فقال: لا، أبداً هذا ما يصير.
ونظرت إلى الإمام أستطلع الأمر، فقال:
إنّ من عادتهم أنّ الرجل والمرأة إذا تلاقيا لا بدّ أن يطبع كل واحد منهما قبلة على خدّ الآخر، ولكن لا أظن أن يفعلا ذلك معكم ...
فسألت الإمام ممازحاً: وهل سبق أن فعلت النساء معك هذا؟
فبدا عليه الحرج الشديد، ولكي أقطع عليه الحرج التفت إلى رفيق سفري وقلت:
يا أبا ياسر استعد للتقبيل؛ لأن من عادتهم في أمريكا الجنوبية فعل هذا الشيء.
فقال: لا والله ما يحصل هذا.
فكررت عليه ضاحكاً أن يستعدّ ...
وكلما اقتربوا منا قلت:
وصلوا يا أبا ياسر، والجماعة (تمطيخ) < أي تقبيل > بالضيوف ...
قال: أبداً سيضعون اعتباراً للحيتي البيضاء، وكانت لحيته كثيفة جداً، ولا تكاد ترى فيها شعرة سوداء!!!
وهكذا كلما اقتربوا خطوة منا ارتفعت دقات قلوبنا، وتدفق ماء الحياء على وجوهنا، فما يدري الناظر فينا لماذا مرّة تحمرّ وجوهنا، ومرّة تصفرّ ...
(أبا ياسر وصلونا)
لم أكد أكملها حتى كان خوان يعانقني، وخلفه نائلة تستعدّ بعده، فلما مدّت يدها تمهيداً لمدّ عنقها كنت قد عزمت على الرفض مهما كانت النتائج، فقبضت يدي، وقلت لها:
يا أختي نائلة في الإسلام هذا لا يجوز ...
وبدأت أتحدث، والإمام يترجم، وعبد الرحمن يترقب، وعدد من المدعوين انتبه لما يحصل، فصاروا يتجمهرون علينا، وفجأة جاء أبو نائلة، فقلنا:
الحمد لله جاء الفرج ....
وسمعنا صوته يحاول أن يفرّق المتجمهرين حولنا؛ ليجد له طريقاً يوصله إلينا، فلما بدا وجهه لنا من بين المتجمهرين بدا الشرر والشرّ يتطايران من عينيه، ونسي من شدة الغضب أننا لا نعرف اللغة الإسبانيّة، وصار يزمجر علينا والزَبَدُ يتناثر من بين شدقيه، ونحن لا ندري ماذا يقول؟ والإمام صامت لا يترجم، فحاولت أن أهدئ من روعه حين أدركت أنه غاضبٌ؛ لأننا لم نقبّل ابنته العروس، وقلت له:
إنّ هذا لا يجوز في الإسلام.
فقال: اخرجوا من بيتي؛ فأنتم أصوليّون، أنتم متزمّتون، هيا اخرجوا من بيتي ...
فضحتمونا أمام ضيوفنا، وأفسدتم علينا ليلة الحلم لبنتنا، وجعلتمونا سبّة للتشيليين.
وخرجنا مطرودين نجرّ أذيال المهانة بلا عشاء، لكن بعزّة لا تعرف التهاون في الدين.
ـ[تيما]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 05:54 م]ـ
قصة رائعة تيما
مليئة بالمغامرة والتشويق، حمداً لله على سلامتك عزيزتي
المهم كان لك الفضل في رفع السور وتحصينه أكثر
ما أشد همتهم!
رفعوا السور بسرعة خوفاً على الناس
بارك الله فيك عزيزتي
سلمك الله يا باحثة
"كان يوم":)
وبالنسبة لهمتهم عزيزتي فلا أظنها أتت من فراغ
هل تعلمين أن المواطن له الحق برفع قضية ضد القائمين على الحديقة إن تضرر نتيجة ذلك السياج غير الآمن؟
إن رفع القضية وكسبها- ويكسبها في الغالب- فسيكلفهم الأمر دفع مبالغ طائلة له.
بغض النظر عن الدافع وراء استبدال الزجاج الواقي بالسياج، المهم "المواطن أولا:) "
سعدت بمرورك
.
.
ـ[تيما]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 06:19 م]ـ
يا لطيف، الطف بعبادك:)
تماسيح مرة واحدة! ..
نعم تماسيح مرة واحدة يا أستاذ خالد
ولولا لطف المولى لكنت الآن في خبر كان
ماتع هذا الالتقاط .. يقولون إن في الأراضي السويسرية، وفي مزارع الأبقار تحديدا، وفي الهواء الطلق يبثون أنغاما موسيقية فتدر الأبقار ألبانها، فكأنما الموسيقى تحرض على التفاعل، فتكون للألبان مذاقاتها الطيبة، وللزبدة والأجبان المستخلصة نكهات طبيعية متعددة ..
صدقت، سمعت بذلك مرة وأزيدك أنهم في الغرب يعالجون الحيوانات التي يصيبها الإكتئاب بالموسيقى. فقد سمعت أن عازفة قيثارة في كاليفورنيا تنبهت أن الأصوات الموسيقية المنبعثة من القيثارة تساعد على تهدئة أضخم الحيوانات. فصارت تتنقل بين المستشفيات وحدائق الحيوانات لعلاج الحيوانات المكتئبة والتحسين من تصرفاتها ..
(رفق بالحيوان إلى أبعد الحدود:) .. )
حمدا لله على السلامة، وإلا فأين أنت الآن؟؟
سلمك الله أستاذ خالد
وأظن أنني كنت الآن في .. يصعب نطقها
وكان من الوفاء أن يرد جميلك بحفر اسمك على الحاجز الزجاجي:) نظرا لوعي القائمين على الحديقة بأن يقيموا الحاجز بعد تجربتك .. والحق ما كان ذلك ليكون إلا بعد تجربة كان نفعها جليا ..
في الواقع عرضوا عليّ حفر اسمي على الحاجز الزجاجي لكني فضلت أن يكون اسم صاحب هذا الفضل مجهولا، فأنت تعلم يا أستاذي أن الخير في الخفاء حسناته أكثر ...
تجربة ماتعة تيما بارك الله فيك، ومزيدا من التجارب
وبارك الله فيك على مرورك وإضافتك
.
.
¥