يقول صاحب رسالة العلمانية، حفظه الله وأتم شفاءه، تحت عنوان: "فساد الفطرة"، العنوان الثالث من عناوين الفساد الذي ترتب على "تحرير المرأة! "، يقول:
"يقول مؤلف كتاب "الثورة الفرويدية"، (نسبة إلى "فرويد" ملطخ أخلاق البشرية بأوحال لوثاته الجنسية): "إن مثال الولايات المتحدة أو ما نعرفه على الأقل من الحياة الجنسية في هذه البلاد يوضح لنا أن تحرر المرأة المتزايد .......... يمكن أن يعطل المحتوى الجنسي للعلاقة ما بين الرجل والمرأة تعطيلاً خطراً ففي المرحلة الأولى فإن العراقيل التي تحول دون طغيان الشهوانية تزول. وفى المرحلة الثانية فإن ما يصيب المرأة من ذكورة جزئية يؤدي إلى بعض فقدان الرجولة في الرجل". (وهو أمر مشاهد في الجامعات وأماكن العمل المختلطة فبقدر ما تخسر المرأة من أنوثتها بمخالطة الرجال حتي يصل الأمر إلى استخدام الأيدي في المزاح الخشن!، بقدر ما يفقد الرجل من رجولته حتى يصل الأمر إلى التثني والتكسر في المشية والكلام!).
أي أننا بغض النظر عن الإباحية الحيوانية فى ميدان العلاقة الجنسية الطبيعية بين الرجال والنساء نجد إحصاءات محيرة عن الشذوذ الجنسي لدى الجنسين تبلغ نسبها حسب تقرير كنزي 20% فإذا فرضنا أن تلك النسبة لم تزدد خلال العشرين سنة الأخيرة – وهو افتراض خاطئ وعلمنا أن سكان أمريكا 240 مليوناً فمعنى ذلك أن 48 مليوناً من الأميركيين شاذون جنسياً!!
وأغرب من ذلك أن 20 مليونا منهم يمارسون الشذوذ بصفة تنظيمية علنية فقد نشرت الصحف: "أن وفدا يبلغ تعداده عشرين شخصا يمثلون منظمات اللواطة والسحاق في الولايات المتحدة الأمريكية قاموا بمقابلة السيدة مارغريت مساعدة الرئيس كارتر للعلاقات العامة للمطالبة بحق حرية العمل في المؤسسات العسكرية وللسماح بمزيد من اللواطة في مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الاستخبارات ووزارة الخارجية ومنح صفة: معفى من الضرائب لمنظماتهم.
وقال رئيس الوفد: إن هذه هي المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي رأينا فيها أن الرئيس كارتر مناسب للاعتراف بحقوق ومتطلبات عشرين مليون أمريكي من الجنسين يمارسون عملية اللواط والسحاق والشذوذ الجنسي بأنواعه". اهـ
بتصرف من: "العلمانية"، ص441، 442.
ولك أن تتخيل عالما ذلك حال قطبه الأوحد!. ولك أن تتخيل حضارة ذلك عقدها الاجتماعي: عقد الحرية الشخصية! وذلك من شؤم انقطاع النبوة في بلاد وانحسارها في بلاد أخرى، وقد صارت البشرية الآن أحوج ما تكون إلى تولي النبوة دفة قيادتها.
ووحده الإسلام، هو الذي يملك حل تلك المعضلات الإنسانية فهو الدين الوحيد الذي يملك المنهج:
الفردي: بتنظيم علاقة الفرد بربه، تبارك وتعالى، وتنظيم علاقة الفرد بنفسه، فالإنسان في حال تأله دائم لله، عز وجل، فرعا، على تمام ربوبيته القاهرة، فله في كل حركة وسكنة: عبادة، سواء أكانت شعيرة، أم معاملة، أم شهوة، فحسبك بدين: (وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ)، فغنيمة باردة بقضاء الوطر وإعفاف الأهل وإنجاب الولد وفوق كل ذلك: ثواب الرب جل وعلا!.
ولك أن تتخيل طاعما يطعم طيبا، بنية: ذكر الله في أوله، وحمده في آخره، واستحضار محبة الله عز وجل، عبدَه يأكل الأكلة فيحمده عليها فهو يتقرب إلى الله عز وجل بفعل ما يحبه فضلا عن حمده على النعمة ابتداء، والتقوي به على الطاعة، وإعطاء النفس حظها لتنهض إلى مهامها، والفرح بالنعمة الربانية، واستحضار مقام عز وغنى الربوبية في مقابل ذل وافتقار العبودية، فالرب مستغن عما يقيم به ذاته القدسية، فهو القيوم، جل وعلا، القائم بذاته المستغني عن غيره، بل هو المقيم لغيره، بأسباب الحياة الحسية من مطعوم ومشروب، وأسباب الحياة المعنوية من وحي متلو منقول، واستحضار آيات الله الكونية في ذلك المطعوم، كيف خرج من الأرض، فصار طعاما سائغا للآكلين، تنتفع به الأجساد، فتمتص خلاصته، وتطرد فضلته.
¥