تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وحقيقةً تتنوع التيسيرات التي أتاحها العصر الحالي لإنسانه بصورة واسعة، لكن لعل الاتصالات والمواصلات تأتي في مقدمة ذلك عمومًا، فقد أتيح لنا نحن بني الإنسان أن نتواصل معًا بسهولة ووضوح دون أن يكون اختلاف المكان ممثلا لأي عائق أمام هذا، كما أتيح لنا أن نسافر بين أجزاء الأرض في راحة وسرعة مذهِلَينِ.

لكن، ما الذي يسافر وينتقل خلال أدوات الاتصال والمواصلات؟ إنه كل شيء: الإنسان والأشياء والقيم والثقافات والأمراض والمعلومات، كل شيء!! ولا يمكننا أن نقوم بفرز هذه الأشياء بحيث نسمح لبعضها بالمرور دون بعضها الآخر، فبينها من أسباب التشابك والتداخل ما يحرمنا فرصة هذا التمييز.

ولكن ما معنى هذا في فهم فلسفة الخطر؟ معناه أننا أبدعنا الشكل الاتصالي والتوصيلي (السيارة والطائرة والقطار والهاتف والحاسوب)، لكننا لم نملك التحكم في المحتوى الذي يمر خلاله، والشكل أصم والمحتوى ناطق أو معبر في كثير من الأحيان، فلن تمر المنافع دون المضار، الأدوية دون الأوبئة، وكأنها ضريبة الحياة السهلة!

سكان هذا الكوكب

نحن إذن في مرحلة عولمة قسرية للمشكلات والكوارث والأوبئة، وشواهد هذا كثيرة، ونعايشها خلال الأزمة الاقتصادية العالمية، ومشكلة الاحتباس الحراري، وإنفلونزا الطيور، ومن بعدها الخنازير، وهو أمر لا يبدو أنه سيتوقف قريبا، إلا أنه قد يكون فرصة لإحياء بعض المعاني التي تتعلق بعموم سكان كوكبنا، متخطية كثيرًا من التنوعات والاختلافات والتباينات بين الشعوب والأمم والثقافات، ومن ذلك ما يلي:

- الإنسانية أسرة واحدة: على المستوى البيولوجي لا أحد من العقلاء ينكر الطبيعة الواحدة للناس، وهو ما نرجعه إلى الأصل الواحد الذي ننتمي إليه جميعا، ولا أحد ينكر كذلك أنه مهما اتسعت الاختلافات والخلافات بين أجزاء الجماعة البشرية، فالإنسان أقرب إلى الإنسان منه إلى أي كائن آخر.

"

لسنا نحلم بأن تصير البشرية أمة واحدة تختفي من بينها التمايزات والتنوعات والاختلافات الثقافية والاجتماعية واللغوية، لكن ليس أقل من أن نؤسس في جو الأزمات لأصول تعاونية تنقذ إنساننا من الانقراض!

"

لكن، ماذا عسانا نستفيد من هذا الحقائق التي لا تحتاج إلى تقرير؟ إن هدف ذلك هو النظر إلى المخاطر التي تهدد البشرية كلها على أنها مشكلة جميع الدول والأفراد، وأن هدف مواجهتها إنقاذ الجميع من مضارها قدر الطاقة، ومثلنا في ذلك -لو افترضنا أن العداوة استحكمت بيننا– مثل خَصمَينِ صادفهما عدوٌّ فاتك يريد قتلهما معا، فليس من العقل أن ينشغلا بخصومتهما عن هذا الخطر المشترك.

- فائدة التمرس على مواجهة الصعاب: لا تخلو مواجهة الصعاب من فوائد كبيرة على المستوى الفردي والجماعي، رغم ما قد ينتج عنها من خسائر وضحايا، ففي اللحظات الصعبة يستدعي الإنسان قدراته الكامنة ويوظفها بصورة تلقائية، وترتفع في هذه الأحوال قدرته على الإنتاج والإنجاز.

وربما يتيح الاشتراك في مواجهة الصعاب التي تهدد الجميع جوًا مثاليًا للتقارب والتفاهم بين أفراد الأسرة البشرية، كذلك سيتضخم رصيدنا من الخبرة والتخطيط في مواجهة الأزمات المستحكمة، وهو ما يقوّي استعدادنا للحياة بصورة أفضل.

لسنا نحلم بأن تصير البشرية أمة واحدة تختفي من بينها التمايزات والتنوعات والاختلافات الثقافية والاجتماعية واللغوية، فهذا -في الحقيقة- يكاد يكون حلمًا مستحيلاً، لكن ليس أقل من أن نؤسس في جو الأزمات لأصول تعاونية تنقذ إنساننا من الانقراض!


المصدر: الجزيرة

ـ[مهاجر]ــــــــ[03 - 05 - 2009, 07:57 ص]ـ
لم تتمكن الحكومة المصرية من إعدام أكثر من 400 خنزير حتى الآن كما ذكرت فضائية الجزيرة لنقص الإمكانيات رغم الاستعانة بمجازر الجيش، وقد أكرمني الله، عز وجل، بعدم متابعة ذلك التقرير عيانا، بل سمعت الخبر، وسمعت تعليقات أبي وأخي، حفظهما الله وسددهما، التي كانت تدل على تقزز شديد من الصور المعروضة لذلك الحيوان الخبيث وهو يقتات على القمامة مع لقاءات مع أصحاب تلك الحرفة الخبيثة الذين طالبوا الحكومة بتعويضات عن تربية مستودعات بكتيريا وجراثيم بين البشر!، والأدهى من ذلك أن عمال القمامة، وعددهم نحو نصف مليون، يساهمون بشكل رئيسي في إنعاش تلك الصناعة بما يوردونه من القمامة لتلك المزارع، وبطبيعة الحال لا يمكن أن يكون كل أولئك من النصارى، بل الغالب أن معظمهم مسلمون، وهم مع ذلك لا ينظرون إلى الأمر إلا من جهة الكسب المادي البحت، فمن أين نعيش إلا من بيع النفيات لتقتات عليها الخنازير:
موقف يجتمع فيه الشرع والقدر: الشرع المنكر على أولئك فإن الرزق لا يستجلب بالمعصية والتعاون على الإثم والعدوان بتسمين ما نهى الله، عز وجل، عن أكله، فضلا عن أضراره الصحية الجسيمة، والقدر المشفق، فذلك واقع اجتماعي واقتصادي وقبل ذلك ديني متردٍ لكل منا منه نصيب، فمن الناحية العملية: فرص العمل محدودة، وقبل ذلك ضعفت عبادة التوكل في قلوبنا فصار يسيرا على الشيطان أن يوسوس لصاحب كل مهنة أو معاملة محرمة أو مشبوهة واعدا إياه الفقرَ، فمن أين ستأكل أنت وأولادك إن تركت تسمين الخنازير؟!، والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم بهم كونا، وليس ذلك التماسا للعذر تحليلا لحرام، فالحكم الشرعي قطعي صريح، وإنما الأمر كما تقدم، لا يخلو من نظرة بعين القدر، لأننا، عند التحقيق، نكتفي بالفرجة والإنكار عليهم دون تقديم أي بديل شرعي صحيح فما نحن إلا مجرد: نقاد على مقاعد المتفرجين!.

وإلى الله المشتكى.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير