ومنها ما صُنف على حروف المعجم ,ومنها ما صنف على الرواة , ومنها ما
صنف على المسند والموقوف والمقطوع من الحديث , فخرجت تلك المصنفات
بأسماء أشهرها:
الجوامع: وهي صحيح البخاري وصحيح مسلم ,
والسنن: منها سنن أبي داود والنسائي والترمذي وابن ماجه ,
الصحاح: منها صحيح ابن حبان وصحيح ابن خزيمة ,
المسانيد: منها مسند أحمد ومسند الشهاب ومسند أبي يعلى ,
المعاجم: منها معجم الطبراني وابن عساكر وابن المقري.
المصنفات: منها مصنف ابن أبي شيبة وعبد الرزاق.
والأجزاء: منها جزء البخاري في الصلاة ورفع اليدين ,
والمشيخات , الأمالي , التواريخ ... ,
فهذه كتب حوت السنة , بالرجوع إليها نقف على الحديث المنسوب إلى النبي
صلى الله عيه وسلم.
ولكل مصنف طريقته ومنهجه وشرطه في كتابه , فهذه الكتب تتفاوت في
الصحة ,
فالبخاري أصح كتب السنة , وقد اشترط ألا يدع كتابه إلا حديثًا صحيحًا ,
ومسلم يلي البخاري في الصحة , وقد اشترط ألا يدع كتابه إلا حديثًا صحيحًا ,
وقد التزما هذا الشرط ,ووفيا به.
وابن خزيمة وابن حبان قد شرطا في كتابيهما الصحة , ولكن هناك أحاديث
فيهما ليست صحيحة من جهة القواعد الحديثية , ولكنهما اعتقدا صحتها عند
إيداعها.
فإن قلتِ: وكيف عرفنا الصحيح والضعيف في هذه الكتب؟
قلنا:من تتبع وتقصي أئمة علماء في علم الحديث , ومن كلام العلماء الذين
خالطوا الرواة أصحاب تلك الأحاديث.
وعليه: فليس بالضرورة أن يكون كل حديث بصحيح ابن حبان وابن خزيمة
صحيحًا.
وأما بالنسبة للإمام الترمذي رحمه الله تعالى في سننه (جامعه الصغير):
فهو لم يشترط الصحة في حديثه , فقد أودع سننه الصحيح والضعيف ,
وعرفنا ذلك كما تقدم مع زيادة أن الترمذي نفسه صرح في أحاديث بضعفها ,
ومن دراسة العلماء لمنهج الترمذي في سننه وحكمه على الأحاديث وجدوا أنه
رحمه الله تعالى متساهل في تصحيح الحديث , فقد يصحح حديثًا ضعيفًا ,
ووصل ببعضهم أن قال: إذا قال الترمذي في الحديث أنه حسن يعني أنه
ضعيف.
وعليه: فليس كل ما في سنن الترمذي صحيحًا , وليس هذا قدحًا فيه , بل بيان
لما فيه , وإنه رحمه الله تعالى جمع ما قد تحمله بإسناده في سننه ولو كان
ضعيفًا.
والأئمة كان يتحملون الضعيف كالصحيح , ليحذروا منه.
والطالب عليه أن ينتبه لذلك , ويتعامل مع الكتاب بمنهجية علمية , وليس معنى
أن الكتاب به أحاديث ضعيفة يترك كله , هذا غلط فادح , وإلا من أين نعلم
الضعيف , لنحذر منه , ونتجنبه.
والله الموفق.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[13 - 08 - 2009, 01:41 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد: ـ
جزاك الله خير على التوضيح .... والتفصيل بالمسألة
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[13 - 08 - 2009, 05:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أستاذي الكريم السلفي وبارك لكم على هذا التوضيح ورزقكم ثوابه آمين.
ـ[السلفي1]ــــــــ[13 - 08 - 2009, 06:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الكريم السلفي ,
جزاكم الله خيرا ما كتبت ونصحت
أستاذي بعد إذنكم،
أهو موضوع؟
وهل أطلب من الإشراف حذفه؟
أفتوني في أمري وجزاكم الله خيرا
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسنتِ أختي الكريمة ,وأحسن الله تعالى إليك.
الحديث الضعيف أنواع عند أهله , فمنه ضعيف خفيف الضعف , ومنه شديد
الضعف , وخفيف الضعف درجات ,و شديد الضعف درجات ,
فأشد درجة في الضعف الموضوع المكذوب المخترع والمختلق على الرسول
صلى الله عليه وسلم.
ومعناه أن يعمد شخص بكلام من عنده هو وينسبه للنبي صلى الله عليه وسلم ,
مثاله: الروافض كانوا إذا اشتهوا شيئًا صيروه حديثًا كما ثبت عنهم من قولهم.
ولكل حديث ضعيف ما يخصه من الأحكام والتعاملات الشرعية , فليست كلها
في مرتبة واحدة.
فالحديث الذي عند الترمذي وغيره محل البحث ليس موضوعًا , بل هو ضعيف
ضعفًا لا يصل للوضع , فضعفه خفيف , وذلك لأن أبا بكر بن أبي مريم حفظه
سيء , فلم يضبط الكلام , فأشكل عليه , ونحن لا نقبل كلامًا منسوبًا للنبي
صلى الله عليه وسلم إلا إذا كان الراوي ضابطًا ومتيقنًا لما يقول.
وأهل العلم قالوا في الحديث الضعيف أن يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم
¥