ـ[مهاجر]ــــــــ[04 - 09 - 2009, 07:54 ص]ـ
ومنه أيضا:
قوله تعالى: (أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67) قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ):
ففي معرض إثبات ألوهية الله، عز وجل، على حد وجوب الإفراد بأفعال الشرع فرعا عن انفراده بأفعال الخلق، جاء التبيه بـ: "ألا"، والحصر والتوكيد بتقديم ما حقه التأخير في اللفظ لا المعنى، إذ اسم الله، عز وجل، أحق ما صدرت به الأقوال والمكاتبات، فضلا عن دلالة اللام في: "لله" على الاختصاص والاستحقاق فله ملكية من في السموات والأرض، وفيه إشارة لطيفة إلى دليل الإيجاد، إذ له ملك الأعيان فهو خالقها وبارئها ومصورها على تلك الصور البديعة المتباينة، فكمال الصور مئنة من حكمته إذ أتقن الصور على هذا النحو البديع، وتباينها مئنة من قدرته، إذ خلق الشيء وضده لطلاقة قدرته على الخلق فله القدرة النافذة والحكمة البالغة في إيجاد الكائنات.
فكل شريك دعي معه، فهو باطل، إذ ليس له من وصف الربوبية الذي تفرد به الرب، جل وعلا، ما يجعله أهلا لتلك الشراكة.
ثم ثنى بذكر دليل من أدلة العناية إذ أوجد الليل للسكن والراحة، وجعل النهار للكد والسعي، ووصف النهار بمبصر، كما يقول صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، مجاز عقلي للمبالغة في حصول الإبصار فيه حتَّى جعل النَّهار هو المبصر. والمراد: مبصِراً فيه الناسُ.
فجعله كوني، واللام في: "لكم" مئنة من امتنانه على عباده، فضلا عن عموم الضمير في "لكم" فهو جعل كوني لكل عباده: مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، وبعد هذا التقرير لدليلي الاختراع والعناية: جاء التنبيه على المدلول المراد لذاته: مراد الألوهية فإن فيما تقدم آية لمن له سمع الانتفاع بالآيات الكونية تدبرا والآيات الشرعية تفقها، ففيه تعريض بمن لا يسمع فلا يتدبر ويتفقه. فحظه من الآيات: الصوت الذي تدركه البهائم العجماوات إذ آلة السمع فيها موجودة وآلة الفهم منها منزوعة.
ثم جاءت حكاية طرف من مقالتهم الفاسدة في الرب، جل وعلا، ففيها من فساد التصور ما الله به عليم:
قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا: فأجمل ذكرهم دون بيان لأفرادهم تحقيرا من شأنهم، وذيل بالتسبيح احترازا من فساد قولهم، وأبطل مقالتهم بأن أضرب عنها إلى ضد لازم ما وصفوه به، فإن لازم الولد الافتقار، وهو، جل وعلا، الغني، على حد الإطلاق، وأردف الإجمال بذكر البيان، فمن صور غناه المطلق: أن لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ: فالقرينة السياقية في مقام بيان كمال غناه ترجح كون: "ما" عامة لغير العقلاء نصا وللعقلاء تبعا وأعاد الموصول إرادة التوكيد على عموم ملكه جل وعلا.
إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا: فليس لهم في ذلك حجة شرعية أو كونية.
ثم ذيل بالاستفهام الإنكاري التوبيخي:
أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ.
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 08:11 ص]ـ
ومن سورة إبراهيم:
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ:
¥