تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ: فخص بذكر القدرة على إحياء الموتى ثم ذيل بعموم القدرة فذلك مئنة من التوكيد على المعنى المتقدم.

والله أعلى وأعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 09 - 2009, 02:54 م]ـ

ومن قوله تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32) لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ):

ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ: فذلك من دلائل العناية بالقلوب، فإن تعظيم الشرائع الدينية عموما، لو حمل لفظ الشعائر على العموم، أو تعظيم الهدي خصوصا، لو حمل اللفظ على الخصوص، ويقوي الوجه الأول أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ففيه من إثراء المعنى ما ليس في حمل السياق على خصوص السبب، إذ تتعدد الأفراد الداخلة تحت عموم اللفظ، فتتعدد الأحكام بتعدد تعلق حكم العام بتلك الأفراد. ويقوي الوجه الثاني دلالة السياق اللفظية، فالآية التالية نص في الهدي الذي يهدى إلى البيت العتيق.

ما تقدم: مما يغذي القلوب. فمن عظم الشعائر الدينية فهو المسدد إذ ذلك مئنة من تقوى قلبه، فـ: "من": بيانية إذ ذلك من جنس التقوى، أو هي: سببية إذ تعظيم الشعائر فرع عن التقوى التي أضيفت إلى القلوب باعتبار محلها، على حد قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (التَّقْوَى هَا هُنَا).

وذلك التسديد لا يكون إلا فرعا عن هداية الرب، جل وعلا، الكونية لعبده: هداية إلهام وتوفيق، فتلك، عند التحقيق، أعظم منة ربانية على العبد: منة بيان الشرع ببعث الرسل عليهم السلام وتقرير الملة التوحيدية والشرائع الحكمية، ومنة هداية العبد إلى امتثاله تصديقا بخبره، وامتثالا لحكمه.

فعناية الرب، جل وعلا، تكون بالأبدان بتيسير أسباب الكون، وبالقلوب بتيسير أسباب الشرع.

وبعد بيان العناية الأشرف جنسا: العناية الشرعية جاءت العناية الكونية: فـ:

لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى: من در وصوف وركوب ........ إلخ على تفصيل في جواز الانتفاع بالهدي وتأجيره ... إلخ من الأحكام الشرعية المتعلقة به.

وقد قدم الجار والمجرور: "لكم": حصرا وتوكيدا في معرض تقرير المنة الربانية، فضلا عن دلالة اللام في هذا السياق على الاختصاص، فهي مما اختص به الباري، عز وجل، عباده، من أسباب الكون ليستظهروا بها على إقامة أسباب الشرع.

ونكرت المنافع تكثيرا، فذلك، أيضا، جار على ما تقدم، من الزيادة في تقرير المنة الربانية السابغة: دينا يصلح به المآل، ودنيا يصلح بها الحال.

ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ: فتلك انتهاء غايتها، فحصل بها تمام الانتفاع في الدنيا، وتمام الانتفاع في الدين بوقوع العبادة على حد ما قرره الشرع الحنيف. فإن كمال الاغتذاء بالشرائع لا يكون إلا بوقوعها على حد ما قرره الشارع، عز وجل، كما أن تمام الاغتذاء بالمطاعم والمشارب لا يكون إلا بموافقة السنة الكونية التي ينتفع البدن بمقتضاها من القوى النافعة في الأغذية الطيبة.

فموافقة الشرع والكون معا: ببذل أسباب الشرع استصلاحا للروح، وبذل أسباب الكون استصلاحا للجسد، مظنة صلاح العبد باطنا وظاهرا فهو محط عناية الرب، جل وعلا، بما سنه من سنن الشرع والقدر.

والله أعلى وأعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 09 - 2009, 03:50 م]ـ

ومن قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير