تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المعلول وهو: واجب الألوهية عملا، وذيله بالعلة: واجب الربوبية علما.

والله أعلى وأعلم.

ـ[أبو طارق]ــــــــ[19 - 10 - 2009, 05:13 م]ـ

لا نجد لك جزاءً إلا الدعاء بأن يتقبل الله منك عطاءك

ويغفر لك ذنبك, ويستر عيبك, ويزيل همك وغمك

ولا زلنا نتلهف إلى عطائك

ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 03:01 م]ـ

جزاك الله خيرا أبا طارق على حسن الظن وطيب القول، وجعل لك ولكل الإخوة الكرام من هذا الدعاء الطيب أوفر نصيب.

ولما طلب عرشها جاء الجواب ممن أوتي العلم فهو أصح الناس إرادة وعملا، إذ بصلاح القوة العلمية الباطنة يكون صلاح القوة العملية الظاهرة فـ:

قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ: فذلك استقرار خاص يزيد على معنى الاستقرار أو الكينونة المضمرة في الظرف: "عِنْدَهُ"، فذلك أبلغ في تقرير هذه الكرامة الربانية التي أجراها الله، عز وجل، على يد ذلك العالم بالكتاب، فهي جارية مجرى دلالة العناية الخاصة بذلك الولي، رضي الله عنه، إذ خرق له العادة، وذلك النبي الكريم عليه السلام إذ سخر له جندا هذا وصفهم من القوة والقدرة، ولذلك عقب سليمان عليه السلام، بواجب الشكر على تلك العناية الربانية الخاصة فقال:

قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ: فذلك من تواضعه لربه، عز وجل، وعظم فقهه بما انطوت عليه النعمة الكونية من الابتلاء الشرعي بأداء حقها من الشكر باطنا وظاهرا.

ثم ذيل في مقام تنزيه الرب، جل وعلا، عن الافتقار إلى طاعة خلقه أو النقصان في ملكه بمعصيتهم:

وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ: على حد قوله تعالى: (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا).

وعلى سبيل المقابلة استيفاء للقسمة العقلية:

وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ: فذكر وصف الرب إذ المقام مقام تقرير ربوبية الاستغناء عن الأسباب، وأضاف اسم الرب إلى نفسه على جهة الاختصاص، فتلك من الربوبية الخاصة التي حظي بها الأنبياء عليهم السلام، وذلك جار على ما تقدم من عنايته، جل وعلا، بعبده ونبيه سليمان، عليه السلام، إذ آتاه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده.

(قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ):

ولما رأت بلقيس، رضي الله عنها، وكانت آنذاك على الشرك، لما رأت ذلك الصرح، وهو آية أخرى من آيات العناية الخاصة بسليمان عليه السلام، لما رأته، استدلت برجحان عقل وصحة قياس ودقة نظر يفتقدها أذكياء الرجال في واقعنا المعاصر، استدلت بتلك الآلة العقلية الكاملة على وحدانية إله سليمان عليه السلام وكمال ربوبيته بما أجراه على يده من خوارق العادات، وهي من أدلة النبوات، فتوسلت بذلك إلى توحيده في ألوهيته على ما اطرد مرارا من التلازم الوثيق بين نوعي التوحيد: الربوبية بأفعال الرب، والألوهية بأفعال العبد.

والله أعلى وأعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 10 - 2009, 05:31 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير