تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 01 - 2010, 09:08 ص]ـ

ومن سورة الصافات:

ومن قوله تعالى:

(إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ * رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ * إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ):

فتلك دعوى تفرده، جل وعلا، بالإلهية مؤكدة بالقسم المتقدم، فهو الإله الواحد، جل وعلا، وعلة استحقاقه تمام التأله أنه: رب السماوات والأرض ..... : فذلك من دلالة الإيجاد والعناية معا، فهو رب السماوات والأرض خلقهما من العدم وسن لهما من سنن الكون ما يحفظ بقاءهما، عناية بأهلهما، فله عموم الربوبية لهما ولما بينهما، وله ربوبية المشارق، فالعطف عطف أوصاف لموصوف واحد فهو يفيد التغاير في الصفات لا الذوات، فذات الله، عز وجل، واحدة قد اتصفت بأجناس الربوبية: ربوبية الخلق عموما، والمشارق خصوصا، ربوبية الإيجاد، ربوبية العناية والحفظ ...... إلخ ثم جاء دليل العناية بالسماء إذ قد زينها الرب، جل وعلا، بالكواكب، حفظا من الشياطين فالشهب جند من جند الرب، جل وعلا، حفظ بها الوحي، فلا يقدر الجان على استراقه، فهو معصوم لا تناله أسماع مبدل فيغير منه ما تبطل به الحجة، بل قد حفظ الرب، جل وعلا، مبانيه ومعانيه، وعصم الرسول الملكي من التبديل أو النسيان، وحفظ الرسول البشري فعصمه عصمة البلاغ، وإن ناله من الأذى في بدنه ما يعرض لعموم البشر.

لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ:

فكان حالهم قبل البعثة خطف الكلمة أو الكلمتين فتنة لأتباع الكهان فلما بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حسم ذلك برواجم السماء من الشهب الثاقبة حفظا للوحي من التبديل، والحجة الرسالية من الإبطال.

والله أعلى وأعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 01 - 2010, 08:55 ص]ـ

فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ:

فذلك من ربوبية الإيجاد من العدم لخلق أشد من خلقهم، فخلقهم أهون من باب أولى، فقد خلقوا من الطين، وهو مادة ميتة لا حياة فيها نفخ فيها الرب، جل وعلا، الروح فسرت مادة الحياة في الجسد الطيني فانقلب جسدا حساسا متحركا، ففني الطين وتولد منه اللحم والعظم والعصب، فذلك من كمال ربوبية الإيجاد، إذ ليس الأمر أعراضا تتوالى على جوهر واحد، بل هو انقلاب ذاتي من ماهية إلى ماهية إمعانا في إثبات آيات قدرة رب البرية، فجاء التذييل بالخلق من الطين جوابا عن سؤال مقدر تولد مما سبق، فالسياق قد دل عليه اقتضاء كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، فإذ ثبتت له، جل وعلا، آيات الربوبية الكونية الباهرة، لزم من ذلك إفراده، جل وعلا، بالتأله، تصديقا وامتثالا لآيات الأخبار والشرائع الحاكمة، فإنه لا يكون رضا بالله، عز وجل، ربا، إلا بتوفية مقام الإلوهية حقه من التصديق بالأخبار، والتنفيذ للشرائع والأحكام في الشأن العام والخاص.

أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ:

فذلك من الغفلة عن النشأة الأولى، فلو اعتبروا بها، وهي دلالة الإيجاد الإبداعية: لعلموا أن النشأة الآخرة أهون على الرب، جل وعلا، كما تقدم مرارا من دلالة قياس الأولى، وهي دلالة مطردة في باب إثبات البعث والنشور مئنة من عموم قدرة الله، عز وجل، في النشأة الأولى والآخرة.

قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ: إمعانا في إهانتهم فستبعثون حال كونكم داخرين، فالقدر الزائد من الإجابة مقابل ما أشربوا به استفهامهم من معاني الإنكار والإبطال فهم منكرون مبطلون بلسان المقال للبعث الآخر، وإن كانوا مستيقنين في باطنهم إذ قد قامت الحجة العقلية الصحيحة على وجوب وقوع البعث الآخر.

والله أعلى وأعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 01 - 2010, 08:56 ص]ـ

وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير