ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 02 - 2010, 07:45 ص]ـ
إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ: باعتبار ما سيكون، فذلك من المجاز عند من يقول به وقد أكد لهم إذ نزلوا منزلة المنكر بلسان حاله، فكل يدرك أنه ميت لا محالة، ولكن حال كثير من أموات الأحياء يدل على ضد ذلك، فأملهم طويل وعملهم قليل، وتذكيرهم بذلك تذكير بكمال الرب الحي القيوم القاهر الذي قهرهم بصور شتى من الموت تباشرها أجسادهم وخلاياهم في كل وقت، ليقع التمايز بين جنس الربوبية الكامل وجنس العبودية الناقص الذي يعتريه من صور النقص والفساد ما يعتريه، فليس ثم إلا رب كامل، ومربوب ناقص خاضع لأمره الكوني، مكلف بأمره الشرعي، فقهره الكوني يستلزم امتثال حكمه الشرعي بداهة فذلك أيضا جار على حد التلازم العقلي الوثيق بين الربوبية الكونية والألوهية الشرعية.
والله أعلى وأعلم.
ـ[المهراني]ــــــــ[24 - 02 - 2010, 05:51 م]ـ
من بعد غياب دور المسجد
اصبحت المدرسة
وما ادراك ماهي المدرسة؟
احس باحساس (المعلم)
(الذي فقده بمسمى وظيفة)
اقول ببيت شعر حول الموضوع
قد كنت احرث في عقول قاحلة
أبت العلوم وتقبل التلقيني
وهذا نتاج التعليم بالمدارس
في العالم العربي
وبشكل خاص
الاسلامية
ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 02 - 2010, 08:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا على المرور والتعليق: أبا الأسود.
لم يستفد أحد تقريبا إلا من رحم ربك من الدراسة النظامية فغايتها أن تعلمنا القراءة والكتابة، وبقيتها نوع من أنواع الوجاهة الاجتماعية!، كثير من الدارسين مقر بأنه إن اكتسب علما نافعا دينيا أو دنيويا فإنما اكتسبه خارج إطار الدراسة النظامية حتى المتفوقون من أصحاب المهن التي يفترض أنهم يدرسون أصولها في الجامعات يقرون بأنهم لم يصيروا على هذا الحد من الكفاءة إلا بالتدريب وتطوير المهارات خارج إطار الدراسة النظامية التي لا تعدو إجازتها أن تكون إجازة صورية، والأمر قد عم حتى الدراسات الشرعية والأدبية مع أنها لا تحتاج إلى إمكانيات مادية ومع ذلك لا تقدم الجامعات منها زادا مريئا، وحال خريجي الكليات الشرعية خير شاهد على ذلك، وقد أصبحت مقرراتها كأي مقررات في كلية نظرية يدرسها الطالب ليحصل على إجازة هي أقرب إلى شهادة الزور! كما أثر عن بعض الفضلاء المعاصرين.
وبعض من درس في بعض الدول الأوروبية ولو بالمراسلة، وقد سبقنا القوم في العلوم التجريبية يحكي شعورا مفقودا في جامعاتنا وهو شعور: الاستمتاع بالدراسة!، وهو أمر غريب بل ربما مضحك بالنسبة لنا، على ما ترسخ في أذهاننا من الصورة النمطية الكئيبة عن الدراسة وما يتخللها من ضغوط عصيبية لاقتراب الامتحانات ......... إلخ، والمحصلة: لا شيء تقريبا، وعلى الخريج أن بيدأ حياته العلمية فضلا عن العملية من الصفر، فيستأنف الدراسة مرة أخرى إن أراد أن يتميز في أي تخصص.
وإلى الله المشتكى.
ومما يتعلق بأصل هذه المداخلات:
قوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ):
فذلك من استنطاق الخصم بالحجة، فأكد السياق بالقسم المحذوف: فولله لئن سألتهم ليقولن على حد التوكيد أيضا: الله، فهو الذي خلقهن تقديرا في الأزل وإيجادا في عالم الشهادة لما شاء ذلك، فعدن فيها من الكنوز ما تقوم به حياة البشر، فأوجد وأعد المحل عناية بعباده، فعمارة الكون، كما ذكر المحققون كالبيهقي رحمه الله، مئنة من كمال ربوبيته، جل وعلا، ثم انتقل من ربوبية الأعيان إلى ربوبية الأحوال بإيقاع الضر والرحمة، فتقليب العبد بين أقدار العافية فضلا، والابتلاء عدلا، مئنة من كمال ربوبيته، تبارك وتعالى، ثم ذيل بالأمر بالتوكل عليه وحده، إذ الخبر إنشائي المبنى فتعليق وصف المدح على الفعل، مئنة من كونه مناط الأمر، فالشأن كل الشأن أن يتوسل العبد المسدد بما تقدم من أدلة الربوبية بنوعيها إلى المطلوب الأسمى، فهو المراد لذاته: توحيد الرب، جل وعلا، بأفعال عباده، باطنة كانت وهي الأشق،
¥