تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، فلا تقدموا بين يدي خبره تكذيبا، أو حكمه تعطيلا.

والله أعلى وأعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 04 - 2010, 08:51 ص]ـ

ومن قوله تعالى: (وَآَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا):

فذلك مئنة من تمام المنة على موسى الكليم عليه السلام، فالإيتاء لا يقبل المطاوعة بخلاف الإعطاء، فالمعنى في الإيتاء أقوى، فآتاه أسباب الهداية إيتاء لا يقبل الرد، فالنبوة منحة لا تقبل الرد ومنصب لا يقبل الإقالة أو الاستقالة، فآتينا، على جهة التعظيم، فالإسناد إلى ضمير الفاعلين مئنة من تعظيم العطية الربانية، كما تقدم مرارا، وجاء العطاء محلى بـ: "أل" العهدية فهي تشير إلى كتاب بعينه هو: التوراة، ففيها: (هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ)، فمن قبل الكتاب العزيز: (كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَة)، و: (آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ)، وفي معرض الإنكار على من قال: ما أنزل الله من شيء: {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نوراً وهدى للناس}، فذلك من المجمل الذي بينته هذه الآية، كما أشار إلى ذلك صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله، فتحمل "أل" في: "الناس" على معنى العهد، فهم ناس بأعينهم، فالتوراة هدى لبني إسرائيل لمحلية الرسالة، فلم يكن رجال كالخضر عليه السلام مكلفين بها كما ظهر في رحلته مع موسى عليه السلام، فهو على الراجح نبي يوحى إليه بشرع يخالف شرع موسى عليه السلام فلا يلزمه اتباع موسى عليه السلام، وإلا ما فارقه بعد أن لقيه، فلم يصر من أتباعه بعد انتهاء الرحلة، فتلك قرينة تدل على محلية رسالة موسى عليه السلام، فضلا عن قرائن أخر، من قبيل هذه الآية: (هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ)، فخص بنو إسرائيل بذلك دون سائر الأمم، فالتوراة كما تقدم: (يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ)، فالحكم خاص بهم دون غيرهم، بل لما خير النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين الحكم بينهم أو الإعراض عنهم في قوله تعالى: (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ)، جاء الأمر بالحكم بما أنزل الله في آية تالية: (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ)، فنسخ التخيير، ووجب عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يحكم بينهم بما أنزل الله في الكتاب العزيز أو في التوارة والإنجيل مما لم ينسخ فهو شرع لنا إذا ثبت عندنا أنه كان شرعا لمن قبلنا فحكي في شريعتنا ولم يعقب بإبطال أو نسخ، فالعمدة في هذا الباب: نص شريعتنا فهي العمدة في إثبات ذلك أو نفيه لقرينة الحفظ والعصمة من التبديل والتحريف الذي وقع في الكتب السابقة فلم يعد خبرها مستندا في إثبات شرع أو نفيه فلا ينظر فيها إلا على جهة الاستئناس بما وافق الكتاب العزيز فهي مما يستشهد به فيحكى متابعة لا أصلا، فـ: "حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ" فذلك فيما لم يثبت صدقه أو كذبه فيتوقف فيه ويحكى على جهة الاستئناس، كما تقدم،، فالشاهد أن: "أل " في "الناس" في قوله تعالى: (قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نوراً وهدى للناس) من قبيل "أل" في "الناس" في قوله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ)، فيكون من العام الذي أريد به الخاص، فأريد بهم في آية: (قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نوراً وهدى للناس)، خصوص بني إسرائيل، لما تقدم من قرائن محلية الرسالة الموسوية، واقتصار المنة في مواضع كآية الإسراء على بني إسرائيل دون من سواهم، بخلاف الرسالة الخاتمة، فالمنة بها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير