ـ[مهاجر]ــــــــ[30 - 09 - 2009, 05:24 م]ـ
يقول ابن القيم رحمه الله:
"ومما يوضح ذلك ويقويه أَن فى تعلق العبد بما سوى الله مضرة عليه إِذا أَخذ منه القدر الزائد على حاجته المعينة له على عبودية الله ومحبته وتفريغ قلبه له، فإِنه إِن نال من الطعام الشراب فوق حاجاته ضره أَو أَهلكه، وكذلك من النكاح واللباس، وإِن أَحب شيئاً بحيث يُخالِلُهُ فلا بد أَن يسأَمه أَو يفارقه، فالضرر حاصل له إِن وجد أَو فقد، فإِن فقد تعذب بالفراق وتَأَلم، وإِن وجد فإِنه يحصل له من الأَلم أَكثر مما يحصل له من اللذة". اهـ
ص78.يقول ابن القيم رحمه الله:
"ومما يوضح ذلك ويقويه أَن فى تعلق العبد بما سوى الله مضرة عليه إِذا أَخذ منه القدر الزائد على حاجته المعينة له على عبودية الله ومحبته وتفريغ قلبه له، فإِنه إِن نال من الطعام الشراب فوق حاجاته ضره أَو أَهلكه، وكذلك من النكاح واللباس، وإِن أَحب شيئاً بحيث يُخالِلُهُ فلا بد أَن يسأَمه أَو يفارقه، فالضرر حاصل له إِن وجد أَو فقد، فإِن فقد تعذب بالفراق وتَأَلم، وإِن وجد فإِنه يحصل له من الأَلم أَكثر مما يحصل له من اللذة". اهـ
ص78.
فمن أفرط في تناول الأسباب فأخذ منها قدرا زائدا على الحاجة التي يستقيم بها أمره ويعتدل بها سيره إلى الله، عز وجل، فأفرط في مطعوم أو منكوح أو ........... إلخ، فصيره مرادا لذاته، فاشتغل بالسبب عن مجريه، وبالخلق عن خالقه، فلم يجعل حبه في الله، عز وجل، بل جعله معه على حد التشريك والتنديد، فذلك مما يضره إذ تستولي الأسباب على شعب من قلبه، فتتشتت قواه، وتنتشر كتائبه وسراياه على حد الخلل والاضطراب، فيسهل على العدو إفناؤها، وبقدر تعدد الشواغل والصوارف عن الله، عز وجل، يكون فساد الباطن فيظهر أثر ذلك على أفعال الظاهر، فالنوايا مدخولة، والخشوع مفقود، وحظ النفس مراد مطلوب.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وهذا أَمر معلوم بالاعتبار والاستقراء أَن كل من أَحب شيئاً دون الله لغير الله فإِن مضرته أَكثر من منفعته وعذابه أَعظم من نعيمه، ويزيد ذلك إيضاحاً أَن اعتماده على المخلوق وتوكله عليه يوجب له الضرر من جهته، فإِنه يخذل من تلك الجهة. وهذا أيضاً معلوم بالاعتبار والاستقراء أَنه ما علق العبد رجاءَه وتوكله بغير الله إِلا خاب من تلك الجهة، ولا استنصر بغيره إِلا خذل، قال تعالى: {وَاتّخَذُواْ مِن دُونِ اللّهِ آلِهَةً لّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً كَلاّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً} [مريم: 81 - 82]، وقال تعالى: {وَاتّخَذُواْ مِن دُونِ اللّهِ آلِهَةً لّعَلّهُمْ يُنصَرُونَ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مّحْضَرُونَ} [يس: 74 - 75].
وقال تعالى عن إِمام الحنفاء أَنه قال للمشركين: {إِنّمَا اتّخَذْتُمْ مّن دُونِ اللّهِ أَوْثَاناً مّوَدّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا ثُمّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً} [العنكبوت: 25]، ولما كان غاية صلاح العبد فى عبادة الله وحده واستعانته وحده كان فى عبادة غيره والاستعانة بغيره غاية مضرته". اهـ
ص78، 79.
فمن أحب غير الله: عذب به، وإن حصل له نوع تنعم عارض به، فلا يعدل ذلك ألم التعلق بغير الله، عز وجل، على حد الاشتغال بالمخلوق الفاني عن الخالق الباقي.
ولذلك وجب التحرز من حظ النفس في باب: الحب، ولو كان خالصا ناصحا في ذات الباري، عز وجل، فإن النوايا قلب، فقد تتبدل فيطرأ عليها ما يفسدها، فيحدث للنفس منها حظ تغضب إذا منعته بعد أن كانت خالصة لا يغضب صاحبها لنفسه، وإنما ينظر بعين الاحتساب إذا بدر من المحبوب في الله، جفاء أو تقصير، على حد قول يَحْيَى بْن مُعَاذ رحمه الله: حَقِيقَة الْحُبّ فِي اللَّه أَنْ لَا يَزِيد بِالْبِرِّ وَلَا يَنْقُص بِالْجَفَاءِ.
فمن يطيق هذا الشرط؟!.
وقوله: "ولما كان غاية صلاح العبد فى عبادة الله وحده واستعانته وحده كان فى عبادة غيره والاستعانة بغيره غاية مضرته": أمر مطرد منعكس، فكمال الصلاح دينا ودنيا في تعليق القلب بالخالق، عز وجل، فذلك الطرد، وعظم فسادهما في تعليق القلب بالمخلوق فذلك العكس.
فوصف الرب جل وعلا:
¥