تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"قِيلَ إِنَّ اِبْن مَسْعُود فَسَّرَهُ بِأَنَّ النُّطْفَة إِذَا وَقَعَتْ فِي الرَّحِم فَأَرَادَ اللَّه أَنْ يَخْلُقَ مِنْهَا بَشَرًا طَارَتْ فِي جَسَد الْمَرْأَة تَحْتَ كُلّ ظُفُرٍ وَشَعْر ثُمَّ تَمْكُث أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ تَنْزِلُ دَمًا فِي الرَّحِم فَذَلِكَ جَمْعُهَا. قُلْت: هَذَا التَّفْسِير ذَكَرَهُ الْخَطَّابِيُّ، وَأَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي حَاتِم فِي التَّفْسِير مِنْ رِوَايَة الْأَعْمَش أَيْضًا عَنْ خَيْثَمَةَ بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ اِبْن مَسْعُود، وَقَوْله: "فَذَلِكَ جَمْعُهَا" كَلَامُ الْخَطَّابِيّ أَوْ تَفْسِير بَعْض رُوَاة حَدِيث الْبَاب وَأَظُنُّهُ الْأَعْمَش، فَظَنَّ اِبْن الْأَثِير أَنَّهُ تَتِمَّةَ كَلَامِ اِبْن مَسْعُود فَأَدْرَجَهُ فِيهِ". اهـ

وقال بعض أهل العلم بورود بيان الجمع في حديث آخر عن مالك بن الحويرث، رضي الله عنه، مرفوعا: "إنَّ الله تعالى إذا أرادَ خلقَ عبدٍ، فجامعَ الرَّجُلُ المرأةَ، طار ماؤهُ في كلِّ عرقٍ وعضوٍ منها، فإذا كانَ يومُ السابع جمعه الله، ثم أحضره كلّ عرق له دونَ آدم: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} "

قال ابن رجب رحمه الله:

"وروي تفسير الجمع مرفوعاً بمعنى آخر، فخرَّج الطبراني وابنُ منده في

كتاب "التوحيد" من حديث مالك بن الحويرث: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ الله تعالى إذا أرادَ خلقَ عبدٍ، فجامعَ الرَّجُلُ المرأةَ، طار ماؤهُ في كلِّ عرقٍ وعضوٍ منها، فإذا كانَ يومُ السابع جمعه الله، ثم أحضره كلّ عرق له دونَ آدم: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}، وقال ابن منده: إسناده متصل مشهور على رسم أبي عيسى والنَّسائي وغيرهما". اهـ

وقد ضعفه بعض أهل المعاصرين.

يراجع في ذلك: "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"، للإمام اللالكائي رحمه الله، حاشية: (4/ 300).

وقد ورد في هذا الحديث: وقوع الكتابة بعد نفخ الروح باكتمال الأربعين الثالثة: أربعين المضغة، وورد في ذلك أحاديث أخرى فيها تقدم الكتابة على النفخ. وإلى ذلك التعارض أشار ابن رجب، رحمه الله، بقوله:

"واختلفت ألفاظُ روايات هذا الحديثِ في ترتيب الكتابة والنفخ، ففي رواية البخاري في "صحيحه": "ويبعث إليه الملك فيؤمر بأربع كلماتٍ، ثم ينفخ فيه الروح" ففي هذه الرواية تصريحٌ بتأخُّر نفخ الرُّوح عن الكتابة، وفي رواية خرّجها البيهقي في كتاب "القدر": "ثم يُبعث الملكُ، فينفخ فيه الروحَ، ثُمَّ يُؤْمرُ بأربع كلمات"، وهذه الرواية تصرِّحُ بتقدم النفخ على الكتابة، فإما أنْ يكون هذا مِنْ تصرُّف الرُّواة برواياتهم بالمعنى الذي يفهمونه، وإمَّا أنْ يكون المرادُ ترتيب الإخبار فقط، لا ترتيبَ ما أخبر به". اهـ

وقد يقال بأن رواية البخاري، رحمه الله، أقوى من رواية البيهقي، رحمه الله، إذ لم يشترط البيهقي، رحمه الله، في كتاب: "القدر" ما اشترطه البخاري، رحمه الله، في كتاب: "الصحيح"، فيكون ذلك من باب الترجيح لأمر يرجع إلى الإسناد.

والله أعلى وأعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 10 - 2009, 03:06 م]ـ

يقول ابن القيم رحمه الله:

"ثم إذا ولد قدر مع ولادته كل سنة ما يلقاه فى تلك السنة، وهو ما يقدر ليلة القدر من العام إلى العام فهذا التقدير أخص من التقدير الثاني، والثاني أخص من الأول ونظير هذا أيضاً أن الله سبحانه قدر مقادير الخلائق قبل أَن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ثم قدر مقادير هذا الخلق حين خلقهم وأوجدهم ثم يقدر كل سنة فى ليلة القدر ما يكون فى ذلك العام". اهـ

ص93، 94.

فذلك هو التقدير السنوي أو الحولي الذي ينسخ فيه من أم الكتاب إلى صحف الملائكة ما سيجري في هذا العام من حوادث كائنة، من أجل وعمل ورزق ............... إلخ.

قال البغوي رحمه الله:

"وقال ابن عباس: يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما هو كائن في السنة من الخير والشر والأرزاق والآجال حتى الحجاج، يقال: يحج فلان ويحج فلان. قال الحسن ومجاهد وقتادة: يبرم في ليلة القدر في شهر رمضان كل أجل وعمل وخلق ورزق، وما يكون في تلك السنة". اهـ

وقال في "فتح القدير":

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير