تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"قال المفسرون: من شأنه أن يحيي ويميت، ويرزق، ويعز قومًا، ويذل قومًا، ويشفي مريضًا، ويفك عانيًا ويفرج مكروبًا، ويجيب داعيًا، ويعطي سائلا ويغفر ذنبًا إلى ما لا يحصى من أفعاله وإحداثه في خلقه ما يشاء". اهـ

فعلم أزلي تليه الكتابة بأنواعها المتقدمة، فمشيئة كونية نافذة لإخراج هذه المقدورات من العدم الغيبي إلى الوجود الشهودي فخلق لهذه المرادات الكونية على حد الإيجاد في عالم الشهادة يواطئ ما تقدم من الخلق الأزلي على حد التقدير الأزلي. فتلك مراتب القدر.

والله أعلى وأعلم.

ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 05:41 م]ـ

ومما يتعلق بهذه المسألة:

بيان أنواع الأقلام التي بها تكتب المقدورات الكونية والمقدورات الشرعية:

فالأقلام إما:

شرعية: تكتب بها الرسالات النازلة: أخبارا وأحكاما. فذلك قلم يجوز تخلف مسطوره فهو فرع عن القدر الشرعي، والقدر الشرعي يجوز تخلفه، بل ذلك المطرد من حال المكلفين، على حد قوله تعالى: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)، و: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)، فما يتبعون إلا الظن على حد القصر الادعائي إمعانا في بيان ضلالهم الذي لزمهم في أنفسهم وتعدى إلى غيرهم، فهو علة ما تقدمه، ولذلك حسن الفصل، للتلازم الوثيق بين المعلول وعلته، فكأن الخبر الأول قد تولد عنه سؤال ضروري: ولم يضل من أطاعهم؟!، فجاء الجواب: ما يتبعون إلا الظن المذموم، فلا يولد يقينا أو رجحانا، كالظن الاصطلاحي المعهود في كلام المتأخرين من الأصوليين، فهم متحيرون متهوكون في أنفسهم فكيف يهدي من ذلك وصفه غيرَه؟!.

أو: كونية: تكتب به المقادير الكونية النازلة، فتلك أقلام نافذة المسطور، فما سطر بها كائن لا محالة، فقد قضي من الأزل على حد الإبرام فلا مبدل لكلمات ربك الكونية.

وهي تتنوع إلى أربعة أقلام أشار إليها ابن أبي العز، رحمه الله، بقوله:

"والذي دلت عليه السنة أن الأقلام أربعة ................ :

القلم الأول: العام الشامل لجميع المخلوقات، وهو الذي تقدم ذكره مع اللوح.

القلم الثاني: حين خلق آدم، وهو قلم عام أيضا، لكن لبني آدم، ورد في هذا آيات تدل على أن الله قدر أعمال بني آدم وأرزاقهم وآجالهم وسعادتهم، عقيب خلق أبيهم.

القلم الثالث: حين يرسل الملك إلى الجنين في بطن أمه، فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: «رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد» كما ورد ذلك في الأحاديث الصحيحة.

القلم الرابع: الموضوع على العبد عند بلوغه، الذي بأيدي الكرام الكاتبين، الذين يكتبون ما يفعله بنو آدم، كما ورد ذلك في الكتاب والسنة". اهـ

"شرح العقيدة الطحاوية"، ص244.

فالقلم الرابع يسجل ما يقع من المقدورات الكونية عى حد ما سطر أزلا في اللوح المحفوظ فيوافق المكتوب في الصحف المكتوب في اللوح إذ كان عدميا لا يتعلق به ثواب أو عقاب فصار وجوديا في صحف الكتبة إمعانا في الإثبات فصار محلا قابلا لتعلق الثواب والعقاب.

ثم أشار ابن القيم، رحمه الله، إلى مسألة تناظر تعدد التقديرات، وهي مسألة تعدد عرض الأعمال، فالأعمال تعرض:

عرضا يوميا في آخر كل يوم وليلة.

وعرضا أسبوعيا في يومي الاثنين والخميس.

وعرضا سنويا في شعبان.

وعرضا كليا إذا انقضى الأجل.

يقول ابن القيم رحمه الله:

"ونظير هذا أيضاً رفع الأعمال وعرضها على الله فإن عمل العام يرفع في شعبان كما أخبر به الصادق المصدوق أنه شهر ترفع فيه الأعمال، قال: "فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِى وَأَنَا صَائِمٌ"، ويعرض عمل الأُسبوع يوم الاثنين والخميس كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويعرض عمل اليوم في آخره والليلة فى آخرها كما فى حديث أبي موسى الذي رواه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن الله لا ينام ولا ينبغى له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل"، فهذا الرفع والعرض اليومى أخص من العرض يوم الاثنين والخميس، والعرض فيها أخص من العرض فى شعبان، ثم إذا انقضى الأجل رفع العمل كله وعرض على الله وطويت الصحف، وهذا عرض آخر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير