تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مريضة تعاني إحساسا بالدونية والنقص، فهي على رسم الزانية التي لا يهدأ لها بال حتى تصير كل العفائف زوان مثلها، ولذلك كان إفسادهم للأديان والأخلاق سمة رئيسة في مسلكهم، فحرصهم على التعريض بالنبوات وكشف العورات والتحقير من شأن الدين والعفة، والترويج للإلحاد والفجور، كل ذلك مما قد ورثوه عن أجدادهم كتاب التلمود زمن السبي، الذي نفثوا في صفحاته وأسطره بل وكلماته حقدهم الدفين على النوع الإنساني عموما، وعلى أتباع النبوات خصوصا، فهم أعداء الحق، ومعدن الحق: النبوات، فهم أعداء النبوات لزوما، فتسلطوا على النصرانية حتي صيروها وثنية على يد شاؤول المتنصر زورا والمعروف بـ: "بولس"، وكتموا وصف النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم حقدا على العرب أن اصطفاهم الرب، جل وعلا، بهذه الكرامة، ولكنهم، لعظم منة الرب، جل وعلا، على أمة الرسالة الخاتمة لم يسلطوا على دينها بتحريف أو تبديل كما وقع للنصرانية، وإن تسلطوا على أتباعها بالإذلال والإهانة، كما هو جار لنا في هذا العصر، بمقتضى العقاب الرباني العادل لمن فرط في أمر الديانة وزهد فيه فسلط عليه بجنايته: أذل الخلق وأحقرهم، وفي العصر الحاضر كان أقطاب الفساد من اليهود من أمثال ماركس وفرويد ودوركاييم، فأفسدوا بمقرراتهم الخبيثة: الأديان والأخلاق والمجتمعات، ونفسية وضيعة كهذه النفسية لا تستطيع أن تحيى في سلام، فلو خلت الأرض إلا منهم لكادوا لبعضهم، فلا بد من مكر بالغير، لتسكن النفس التي جبلت على حب الإفساد في الأرض، وهذا أمر واقع حتى في زماننا فالمجتمع اليهودي اللقيط في الأرض المقدسة قد تصدع بنيانه بشروخ اجتماعية غائرة، نظرا لكونه مزيجا غير متجانس من شذاذ الآفاق الذين لفظتهم سائر الأمصار، فاجتمعوا بعقد ديانة باطل، مع اختلاف أصولهم وعوائدهم، وإن جمعتهم خلفية نفسية مريضة فاسدة هي القاسم المشترك الأكبر بينهم، ولكنه لم يكن كافيا في إحداث التجانس بين مكونات هذا المزيج، فإن النفوس لا تجتمع على رسم الصلاح فيقع بينها من التجانس والتلاؤم ما يصلح به حال الجماعة، لا تجتمع على ذلك إلا برباط النبوة الصحيحة لا المبدلة، فلا يجمع أشتات الأمم إلا حبل الله المتين، ولا يمسك بطرف هذا الحبل إلا أتباع الوحي السالم من التحريف، ولذلك كان من أعظم منن الرب، جل وعلا، على نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن جمع له هذه القلوب التنافرة فألف بينها فـ: (أَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، وكان من أعظم نعم الله، عز وجل، على أتباع الديانة الخاتمة أن ألف بين قلوبهم، فأمروا بالاعتصام بحبل الله فهو العاصم من الفرقة المنجي من التشرذم الذي نعاني منه الآن لما ارتخت اليد القابضة على الحبل المتين، فـ: (اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، والشاهد أنه لم يجد أولئك إلا حبل اليهودية المحرفة البالي ليجمعوا به شراذمهم، فليست يهودية الدولة التي يدندنون حولها الآن، مئنة من تدين، وإنما هي استبقاء لرباط، ولو بال، يحفظون به التماسك الظاهر لدولتهم الآيلة للسقوط قريبا إن شاء الله، عز وجل، على يد فئة يصنعها الله، عز وجل، على عينه، في بيت المقدس وفي أكنافه وفي داخل كل موحد غيور يأبى تدنيس القدس وهتك العرض، فسلب الأقصى، كما يقول بعض الفضلاء عندنا، هتك للعرض الإيماني لكل مسلم بقي فيه بقية غيرة إيمانية، إن كان ثَمَّ عرض لم يهتك!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير