تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اغتيل والده عباس عام1955 على أيدي حرس الحدود الأردني عندما كان طفلاً صغيراً. " والدنا الذي اغتاله حرس الحدود الأردني، وهو يعود من الأرض بعد أن قاتل مع رفاق له ضد الاحتلال" ص82.

ويعتبر عضواً فعّالاً في الجبهة الشعبية ـ نستدل على ذلك من أحداث الروايةـ المحظورة من السلطات الأردنية في الضفة آنذاك. أحب ندى المعلمة أيضا في مدرسة الوكالة. فخططا للزواج، وبعد حلول النكسة عام 67 قررا البقاء في أريحا والصمود فيها.

ونلاحظ أن الأستاذ محمود هو بؤرة العمل الوطني/ الايجابي في الرواية الذي تلتقي عنده جميع الشخصيات الايجابية والوطنية. فهو يؤسس مع أخيه مقهى ليتخذه غطاءاً لتحركاتهم الفدائية. ويشكل مع صديقيه (حسن و زياد) خلية للعمل الفدائي في أريحا. كما يرتبط بعلاقة صداقة قوية مع الأب الياس الذي يساعد الفدائيين ويعمل على تغطية تحركاتهم ويبارك عملهم. كذلك يحب أبو خليل والد ندى (حبيبته) المتشبث بأرضه وزيتونته، الرافض التعاون والتجسس لصالح داوود الإسرائيلي. فالأستاذ محمود هو عصب الرواية وعمودها الفقري الذي ترتبط به بقية الشخصيات الأخرى:

الأستاذ زياد / حسن

محمود ندى /أبو خليل المقاومة

الأب الياس/ محمد

كذلك نلاحظ أن الرواية تنفتح به وتنغلق به. إذ تنفتح اللوحة الأولى في القسم الأول على خروجه من السجن بتهمة التحريض ضد الحكومة، ومساعدة الفدائيين في التسلل من أغوار الأردن إلى الضفة الغربية. فخروجه من السجن يمثل تحرره من رقبة العساكر الذين كسروا أضلاعه وضربوه في السجن. أما اللوحة الأخيرة فتغلق المشهد السردي برغبة والد ندى أن يتزوج محمود من ابنته، وان ينجب الكثير من الأطفال. وبهذا يصبح الأستاذ محمود حاملاً لدلالات عدة:

1. الأستاذ محمود = فلسطين

تحرر من السجن = تحررت من رقبة الدول العربية

2. محمود وندى = فلسطين 48/ فلسطين 67

3. ارتبطا بالزواج = ارتبطا بعد انفصال دام 19 عاما

محمود وندى = فلسطين

رغبة الأب بإنجاب الأطفال = أنجبت المقاومة

الشخصيات الدينية في الرواية:

تتوزع الشخصيات الدينية في الرواية على أربعة شخصيات محورية هي: الشخصيات الإسلامية. ممثلةً بالشيخ أبو نعمان. والشخصيات المسيحية ممثلةً بالأب حنا والأب الياس. والشخصيات اليهودية ممثلةً بداوود. وتضفي هذه الشخصيات المِسحة الدينية على الرواية. ونلاحظ أن دخول هذه الشخصيات ليس من قبيل المصادفة، بل هي تأكيد على دورها الذي لعبته أثناء نكبة الفلسطينيين. فالشيخ أبو نعمان فقد زوجته وأولاده في حرب 48، يعمل مؤذناً لجامع مخيم النويعمة وناطورا لمخازن أغذية الاونروا التي كانت تصرف المؤن للاجئين الفلسطينيين. فكان لحسِّه الوطني وخوفه على لقمة الطعام للأطفال الفلسطينيين، انه اكتشف العملاء والجواسيس الذين طالت أيديهم مؤن الاونروا. فكان نصيبه تهشيم رأسه وضربه وفي النهاية قتله.

"الشيخ أبو نعمان، لقد هاجمه مجهولون ليلة أول أمس وانهالو العصي على رأسه ... ضربوه لأنه يحرس مخازن توزيع مؤن الوكالة، إنه يراقبهم بحزم، لقد رفض أكثر من مرة أن يسمح لهم بإخراج المسروقات" ص 60

" اليوم الجمعة، قلت أروح واصلي مع خالك ابو نعمان ... رحنا إلى المسجد. كنت أنا داخل المسجد أصغي لآذانه حين دوى الرصاص، تمددت على الأرض، وبعد قليل انقطع الرصاص، فنهضت وركضت بلا وعي ... فرأيت خالك وقد سقط عن المئذنة والدم يبلله، وجسده ساكن بلا حراك" ص 264.

أما الأب حنا فقد ساعد الفلسطينيين اللاجئين عام 48. ودلّك أقدام أطفالهم عندما هجم الثلج في تلك السنة، وبحث عن الحطب في بيوت أهالي بيت لحم.

" جسده الصغير ووجهه الطيب السمح، وعينيه الحزينتين، أتذكر كيف عمل بدأب وشجاعة لمواساة اللاجئين عام 1948" ص123.

" مسكين الأب حنا، ظل يعمل ليل نهار، يدَّلك أقدام أطفال بالماء الساخن، يحضر الطعام، يتفقد الأسر المكدسة لصق بعضها ... والله انه مات شهيدا لقد أحب المسيح فيكم وأحبكم في المسيح" ص 88.

أما الأب الياس " فهو حزين جداً وشارد الذهن لا يأكل ولا ينام، يدور في شوارع المخيم وأزقته، كأنما يبحث عن الناس" ص 199. لكنه يستعيد قوته وهمته بعد أن بدأت هجمات الفدائيين، كأنما أحييت الأمل في صدره من جديد بعودة الوطن." أنا مع حمل السلاح في سبيل تحرير الوطن" ص127.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير