ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 01:29 ص]ـ
مرحباً بأخي السراج:
لقد امتعتنا بالتحليل الندي والعذب الذي ينساب إلى النفس انسيابا
بورك مدادك الشجي.
كأن شاعرنا بدر بن شاكر السياب يريد أن يقول:
فدرب النضال ... طويلٌ .. طويل .. طويلْ
وخلف جدار الظلام الكئيبْ
سنلقى شعاع الصباح الجميلْ.
ثقيلٌ .... ثقيل .... ثقيل ضباب المدى
ولكن سنمضي برغم الضباب الثقيلْ.
سنمضي .. برغم الرمالِ
تغوص بأقدامنا،،
سنمضي ....
فخلف جبال الرمال سنلقى ظلال النخيلْ
القصيدة تصور المطر، وتجعل الغيوم تذوب في المطر، وذلك في قول الشاعر:
كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
وقطرة فقطرة تذوب في المطر
وهو تصوير يوحي بتصوير أبي تمام للمطر والصحو في قوله:
مطر يذوب الصحو منه وبعده صحو يكاد من الغَضَارة يمطر
مطر
مطر
مطر ..
أنشودة المطر.
ـ[نون النسوة]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 01:45 ص]ـ
المطر يحضر بدلالات عدة في هذه القصيدة , دلالات قائمة على ثنائية الأمل والألم أو الجدب والخصب ورغم قلة الصور الإيجابية للمطر في هذه القصيدة إلا أني ألمح تفاؤلا عندنا يختمها حسبما أذكر بقوله (ويهطل المطر)
في هذا المقطع يحضر المطر بوصفه باعثا للحزن
يبقى السؤال لماذا؟ أو متى يكون باعثا للحزن؟
القصيدة وطنية وتحمل بعدا إنسانيا إذا تناولناها بأكملها
أظنه يرمي في هذا المقطع لخيرات العراق الذاهبة سدى وغير المستفادة منها
فالعراق أرض الخيرات لكن لا يرى أثرا لهذا الخير فالجوع هو المسيطر
وتدلل الأسطر التي تلي هذا السطر على ذلك ....
أما الخطاب للمرأة فأظنه خطاب للعراق , فلو عدنا للسطر الأول لوجدنا يقول (عيناك غابتا نخيل ساعة السحر) كنت أتساءل لماذا اختار النخيل دون سائر الأشجار أتراه يريد الإيحاء بالعراق أرض النخيل؟
أيضا عندما يتحدث عن الأم (قالوا له لابد أن تعود وإن تهامس الرفاق أنها هناك ... ) فكرة الأم وحضورها في القصيدة يبدو أنها من باب توظيف أسطورة عشتار (وجدلية الخصب والجدب التي قامت بها القصيدة)
وبابل أرض عشتار
وبابل العراق
كان بإمكانه أن يقول أفروديت مثلا أو ايزيس اووو إذ تحملان فكرة الخصب والجدب ولكن انتقاءه لعشتار بالذات كأنها محاولة لتوجيه القاريء بشكل غير مباشر للعراق
كل هذه الأمور تجعلني أقول قد تكون العراق هي المخاطب
وقد تكون من باب احتذاء القديم (كانوا يتوجهون بالخطاب للمرأة) والسياب رائد الحداثة ومن مفاهيمها استيعاب القديم وتوظيفه فنيا عبر وسائل كالتناص ونحوه
مسألة تكرر التشبيهات بشكل متلاحق وعن طريق حرف الكاف يحاكي الانفعال الذي يشعر به الشاعر فالقصيدة تبدأ بهدوء عجيب موظفا بذلك الجمل الإسمية وأصواتا تحاكي هذا لهدوء تتسلل الحركة شيئا فشيئا للنص (للأسف لاأحفظ القصيدة لكن أتذكر أني قمت ببحث تتبعت فيه هذه الأمور من خلال الأصوات والأفعال) ذروة الانفعال تعلو والحركة تأخذ بالزيادة إلى مايشبه الرقص أو لنقل الركض خاصة في هذا المقطع حتى أن توظيف الأصوات يختلف مقارنة بالمقطع الأول ويظهر ذلك بشكل جلي في تلاحق التشبيهات
يشعرني أنه شخصا لايجد وقتا ليلهث حتى في هذا المقطع والنغمة ترتفع لدرجة مخيفة
شكرا على هذا الموضوع
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 02:02 ص]ـ
مرحبا بأختي: نون النسوة
زادت الصفحة اشراقاً ونوراً بوجود قلمك الندي
لا أقول لك سوى ما يقول الشاعر:
أحنُّ الى اللقاء به كأني=غريبٌ سائر نحو الديارِ
إذا كنا معاً ينساب شِعري=كماء الورد مع حلوِّ الثمارِ
كأنك مبحرٌ والبحر منِّي=إليك ومنك قد صار اختياري
شاكرة لك طيب المرور.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 04:29 ص]ـ
ثم يأتي الشاعر بصورة للبحر وقد غطاه المساء، ليثير في النفس الشعور بالضيق والاختناق
والإحساس بالعتمة، ويجعل المساء مثل كائن عملاق يغطي البحر بكلتا يديه. وهي صورة
كونية شاملة، وهو يأتي بها ليشبه بها حالة الحزن الذي يعتري العينين الساحرتين، فيقول:
وتغرقان في ضباب من أسى شفيف
كالبحر سرّح اليدين فوقه المساء
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 04:37 ص]ـ
وهذه الصورة تستدعي صورة مشابهة، عبر فيها امرؤ القيس عن أرقه في الليل وتراكم الهموم عليه، فشبه الليل في تطاول ساعاته وامتدادها وعدم انتهائها بموج البحر بما في الموج من امتداد وتتابع وتكرار لاينتهي يثير في النفس الشعور بالملل والسأم والضجر. كما استعار لليل خيمة كبيرة تملأ الكون، وقد أسدلت ستائرها، فإذا هي تثير الشعور بالوحدة والضيق والاختناق والإحساس بالعتمة.
يقول امرُؤُ القيس:
وليلٍ كموجِ البحر أرخى سدولَه عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 05:03 ص]ـ
مطر
مطر
مطر ..
ـ[أنوار]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 05:27 ص]ـ
المشاركة لنون
في هذا المقطع يحضر المطر بوصفه باعثا للحزن
يبقى السؤال لماذا؟ أو متى يكون باعثا للحزن؟
أيضا عندما يتحدث عن الأم (قالوا له لابد أن تعود وإن تهامس الرفاق أنها هناك ... ) فكرة الأم وحضورها في القصيدة يبدو أنها من باب توظيف أسطورة عشتار (وجدلية الخصب والجدب التي قامت بها القصيدة)
وبابل أرض عشتار
ليس هذا السبب ..
ارتبط المطر لديه بالحزن لأن وفاة والدته كان في يومٍ ماطر .. انظري ماذا يقول:
تثاءبَ المساءُ والغيومُ ما تزال
تسحّ ما تسحّ من دموعها الثقال:
كأنّ طفلاً باتَ يهذي قبلَ أنْ ينام
بأنّ أمّه - التي أفاقَ منذ عام
فلم يجدْها، ثم حين لجَّ في السؤال
قالوا له: "بعد غدٍ تعود" -
لا بدّ أنْ تعود
وإنْ تهامسَ الرفاقُ أنّها هناك
في جانبِ التلِ تنامُ نومةَ اللحود،
تسفُّ من ترابها وتشربُ المطر
وعندها تولت جدته لأبيه تربيته صغيراً ..
¥