تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بينما تحشد كل هذه الجهود لمن لا يعلم شيئا عن الإسلام الذي خرج منه ولا النصرانية التي دخلها وإنما المهم كم سيقبض مقابل ذلك!، يظل ألوف بلا أي دعم مادي أو معنوي، وتداعي أهل الباطل لنصرة باطلهم وتخاذل أهل الحق عن نصرة الحق الذي بين أيديهم أمر يثير العجب وهو يعرض صاحبه إلى سلب نعمة الحق العزيز الذي لا يبقيه الله، عز وجل، إلا في يد من يستحقه ويعرف قدره.

وعموما فإن هذه النازلة التي تنامت من سنين بعد تجرؤ النصارى على الثوابت الإسلامية في استغلال ذكي لأحداث 11 سبتمبر قد كشفت عن أمور من أبرزها:

زيادة اطلاع المسلمين على الشأن النصراتي في مصر، والذي يعاني تصدعا كبيرا، فالطوائف أكثر من خمسين، كما حكى الأستاذ أبو إسلام أحمد عبد الله حفظه الله وسدده وهو من الأفراد القلائل المهتمين بهذا الشأن كما حكى ذلك في رسالة: "نصارى مصر كم ومن؟ " في إشارة إلى تسلط جماعة بعينها لا تمثل حتى الرأي العام النصراني تسيطر على مقاليد الأمور في الكنيسة وتسعى لخلق أي صدام أو توتر يهدد السلم الاجتماعي في مصر المسلمة فهم كأي أقلية في العالم الإسلامي يعيشون في سعة ولا يحفظون جميلا فمؤامراتهم لا تنتهي وكأنهم ما خلقوا إلا لإثارة الفتن!، فضلا عن النشاط التبشيري الداخلي! الذي تمارسه جماعة شهود يهوه والبروتستانت التقليديون والإنجيليون، وهم، أي: (الإنجيليون تحديدا)، الذين يحملون الآن لواء الحرب ضد الإسلام وينتصرون ليهود انتصارا مطلقا ولهم وجود متنام في مصر يقلق الكنيسة الأرثوذكسية نفسها فضلا عن المسلمين لدموية هذا الاتجاه المنحرف والتي ظهرت بوضوح في عهد جورج بوش أحد ثمار هذا الفكر الذي يهتم بمقررات التوراة إيمانا منه بالجذور اليهودية الراسخة للديانة النصرانية فحلفه مع اليهود قد أنتج إفسادا في الأرض رأينا طرفا منه في بلاد الأفغان والعراق وفي غزة أخيرا فضلا عن سنوات من البلطجة السياسية التي مارسها بوش ضد كل دول المنطقة بلا استثناء بعد أن جعل شعار مرحلته المشئومة: من ليس معنا فهو ضدنا، فتسارع الكل لينضووا تحت لوائه على طريقة: مكره أخاك لا بطل، فمن مقل ومن مستكثر وصل به الحد إلى التآمر علنا أو سرا مع أمريكا ضد المسلمين في تلك الأمصار المنكوبة!.

ونصارى مصر عموما عرضة للتأثر بأي فكر صحيح أو سقيم لضعف تعلقهم بالكنيسة ارتيادا واعتناقا فإن العقيدة النصرانية مضطربة لا تكفل لمعتنقها طمأنينة نفسية فمن سدد منهم فإنه ينظر في مقررات دين الإسلام لا في سلوكنا الذي ينفر حتى المسلمين من أنفسهم فضلا عن نفور غيرهم منهم!، ومن لم يسدد فإنه يحتفظ بامتيازات الدولة الكنسية التي تكفل لأفرادها خدمات دنيوية متميزة إلهاء لهم عن النظر فيما هو أجدى وأنفع من أمر الدين المسألة المصيرية المؤرقة لكل مكلف حتى بيلغ شاطئ الأمان النفسي في هذه الدار وشاطئ النجاة في دار القرار، ومما يسهل مهمتهم ما تعانيه مصر الآن من فقر وسوء أحوال معيشية تجعل الامتيازات المادية معقد ولاء وبراء أكثر من خمسة ملايين نصراني مصري كما اعترف بذلك رأس من رءوسهم فليس الأمر ديانة بقدر ما هو امتيازات دنيوية بحتة، وخدماتهم عند التحقيق: تمثل نوعا متقدما من أنواع التكافل الاجتماعي الذي تقوم به المؤسسات المتخصصة، فليس عملا أهليا بل هو عمل احترافي بكل المقاييس، في ظل غياب هذا الدور في المجتمع الإسلامي المصري فليس ثم في الغالب إلا جهود فردية أو أهلية لا تصل إلى حد الاحتراف بل غايتها أن تكون استثمارا لفضول الأوقات والأموال، وليس ذلك مما يقيم عملا إسلاميا ذا أساس متين بل غايته في أحسن الأحوال: أن يزيل آثار الأزمات الطارئة.

ومنهم من يتنقل بين الكنائس النصرانية على طريقة الأمريكيين الذين يغيرون كنائسهم كما يغيرون أحذيتهم!، ومنهم من ترك النصرانية جملة وتفصيلا، بل ترك الديانات السماوية ودخل في البوذية!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير