تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومع كل هذا التخبط يصطنع قادة الكنيسة معركة وهمية مع المسلمين لحشد هذه الجموع المتناقضة للتصدي لعدو وهمي يجبر أبناءهم على تغيير دينهم بالخطف والتهديد! وهي دعاية تلقى رواجا لدى لجان مكافحة الاضطهاد الديني في الكونجرس فهي فرصة أكبر لتدخل أكبر في الشأن المصري بدعوى حماية المضطهدين!، ولا أدري لماذا لا تنظر تلك اللجان إلى المضطهدين بنفس العين المشفقة من المسلمين الأصليين والمسلمين الجدد في مصر وما أكثر كليهما!.

فطريقتهم طريقة تصدير الأزمات بعد الفشل الذريع في إدارتها فتنقل المعارك الداخلية والتكفير المتبادل وهو أمر ذائع في الديانة النصرانية عموما من لدن مجمع نيقية إلى الآن، وفي دولة شنودة خصوصا فهو من التكفيريين بامتياز لكل من يخرج عن سياسته!، فإرهابه: إرهاب دولة دينية كهنوتية يخضع أتباعها لتهديدات الطرد والحرمان الكنسي، وهو إرهاب أبشع من إرهاب الدولة المدنية العلمانية، لأن سلطان الدين إن أساء أربابه استعماله انقلب طاغوتا ولعل الدولة الدينية في فارس الآن شعبة من هذا الفكر مع اختلاف الأهداف، فالسياسة واحدة: قيادة تدعي لنفسها من السلطات الروحية ما ليس لها فتفرض نفسها على أتباعها قهرا ومن خرج عن مقرراتها ولو كان من أخلص أتباعها سابقا تتم تصفيته فكريا بالطرد والإبعاد من رحمتها!، وربما تمت تصفيته جسديا،

فتنقل المعارك الداخلية والتكفير المتبادل إلى ميدان آخر فالشجار مع المسلمين يضمن نوع استقرار وتوحد في الجبهة الداخلية!

واصطناع معارك مع جهات أخرى لإلهاء الشعب عن مشاكله سياسة تتبعها كل حكومة فاشلة وقد رأينا طرفا منها في الحرب الدائرة الآن في اليمن في سبيل تصدير الأزمة الفارسية الداخلية إلى ساحة قتال أخرى , ورأينا أثرها في سلوك الكنيسة الحالي في مصر، بل رأينا أثرها حتى في اللقاءات الرياضية كلقاء الشقيقتين: الجزائر ومصر الأخير الذي أحسن الساسة استغلاله لصرف أنظار الجمهور في كلا البلدين عن أزماته الحقيقية، ولو أدى ذلك إلى إيقاع الفرقة بين أبناء الدين الواحد!، فليس لدى الساسة ما يعتزون به إلا السلطان ولو كان جائرا، ولو تحصلوا عليه بإفساد ذات البين.

وكلا البلدين يعاني من هذه المشكلة المؤرقة، فالجزائر تعاني من حركات تنصير بروتستانتية لا سيما في منطقة القبائل في الشرق حيث ينشط النصارى هناك لاستغلال التوتر بين البربر والعرب وسوء الأحوال المعيشية. والجزائر عموما أحسن حالا من جهة سلامتها من التنصير الداخلي فالخطر قادم من كنائس خارجية نجحت في إيجاد موطئ قدم لها في الداخل في دولة تنعم بالوحدة الدينية والمذهبية وهي نعمة امتن بها الله، عز وجل، على عدد من الدول الإسلامية لا يدرك قيمتها إلا من ابتلي بأقليات دينية أو مذهبية تعمل في الظلام لزعزعة كيان المجتمع مع أنها تظهر الانتماء الوطني زورا مكشوفا ونفاقا باردا. وأما في مصر فالخطر مزدوج فتنصير خارجي لا سيما من البروتستانت وآخر داخلي من الأرثوذكس، ومن المفارقات أن أهل الباطل في كلا البلدين قد تداعوا لنصرة باطلهم فقامت قناة الحياة التنصيرية المصرية، التي يتولى كبرها ذلك الجرذ الذي دأب على الطعن في مقام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيطل علينا من حين لآخر من تلك بالوعة المجاري الطافحة بالسفالات في تلك القناة، فامت تلك القناة وهي ذات توجهات بروتستانتية بتنظيم رحلة لقساوسة بروتستانت من الجزائر إلى الفاتيكان من نحو عامين ونصف لمدة ثلاثة أيام للقاء بيندكت رأس الكاثوليك، مع الخلاف الكبير بين التيارين فالبروتستانت حركة منشقة عن الكاثوليك وبينهما من العداء ما الله به عليم، وهي خطوة من ضمن خطوات توحيد الجهد التكفيري إن صح التعبير فتقارب بين اليهود والنصارى وتقرب بين شتى طوائف النصارى بل تقارب بين سائر أمم الأرض مع استمالة أصحاب النفوس الضعيفة من أهل البدع والعلمانيين في الدول الإسلامية والهدف من كل ذلك: ضرب الإسلام الصحيح في مقتل، ولعل تقارب أهل الباطل في الجزائر ومصر يحمل أهل الحق في البلدين على التداعي لنصرة الحق فذلك خير وأبقى من المهاترات التي صيرت المسلمين مادة تهكم وسخرية، مع أن الكل في جبهة واحدة، وأهل الحق أولى بهذا التقارب والتضام.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير