السمَّامة طائر صغير يشبه السنونو بإمكانه التحليق والطيران لعدد من الساعات مستخدمًا أجنحته الطويلة القوية. ويستطيع هذا الطائر اصطياد فريسته من الحشرات التي يتغذى بها أثناء طيرانه، ويعود دائمًا وقت الغسق إلى أحد الكهوف، أو المداخن، أو يلجأ إلى الجرف، أو تجاويف الأشجار، حيث تتجمع الطيور على هيئة أسراب.
ويستطيع طائر السمامة الطيران لأكثر من 200,000كم في السنة. وهو يبني أعشاشه من القش الذي يقوم بتجميعه ولصقه معًا باستخدام لُعابه. وتُصنع بعض هذه الأعشاش من لعاب هذا الطائر، مما يدفع الناس في بعض بلدان آسيا إلى جمع هذه الأعشاش لأكلها.
وهناك أكثر من 75 نوعاً مختلفًا من طائر السمامة تعيش في مختلف بقاع الأرض، ومن ألوانها، البني المائل للسواد، أو الأخضر المائل للسواد. ولدى بعض الأنواع بقعة من الزغب الأبيض عند منطقة الزور، أو بمؤخرة الطائر. وهو يصدر أصواتًا متناغمة ذات مدى قصير.
ويبني العديد من طيور السمامة أعشاشه على السطوح الرأسية للكهوف أو الجروف أو البيوت. فالنوع الشائع من هذا الطائر يمكن بناء عشه داخل المنائر وأبراج إحدى الكنائس في المدن،.أما السمامة قاطنة أعالي الأشجار والمنتشرة في جنوب شرقي آسيا فتبني أعشاشًا رقيقة لا يتجاوز قطرها 2,5سم على أغصان الأشجار، في حين تقوم سمامة النخيل الإفريقي ببناء ولصق عشها بسعف النخيل.
وتعرَف الأجناس الآسيوية لهذا الطائر باسم السُميِمات، وهي تعيش على هيئة مستعمرات داخل الكهوف. ومنها نوعية السُميمات التي تبني الأعشاش الصالحة للأكل، حيث يتم جمع هذه الأعشاش لعمل ما يسمى حساء أعشاش الطيور.
طائر السمامة - طيور الحرم
الذاهب لمكة المكرمة شرفها الله، للعمرة أو الحج يلاحظ وهو يطوف أو يصلي الفجر أو المغرب وجود الطيور الصغيرة التي تطير داخل الحرم المكي وتحوم بأعداد كبيرة فوق الصحن (المساحة المكشوفة حول الكعبة)، وهذه الطيور غالباً ما تكون متواجدة طوال العام وإن كانت تنتقل لبعض الأماكن القريبة أما لبناء أعشاشها أو للبحث عن الحشرات، ويسميها أهل مكة طيور الأبابيل أما في حقيقة الأمر فهي طيور السمام أو السماسم والمفرد منها السمامة.
وكتب التفسير اختلفت في وصف طيور الأبابيل لكنها أبانت أن كلمة الأبابيل هي بمعنى أن الطيور جاءت في جماعات كثيرة يتبع بعضها بعضا.
والسمامة التي في الحرم هي من أصغر أنواع طيور السمام لذلك تسمى بالسمامة الصغيرة Little Swift، واسمها العلمي Apus affinis وهي من الأنواع التي اعتادت على العيش قرب الإنسان.
والسمامة الصغيرة طير صغير يبلغ طولها 15سم ولون جسمها أسود رمادي وهناك بياض واضح فوق بداية الذيل وفي الحنجرة تحت المنقار، والذيل قصير لاينقسم إلى قسمين كطائر السنونو، والجناحان دقيقان وطويلان، وأرجلها قصيرة وضعيفة ولها مخالب طويلة ومخلبها الخلفي معكوس وكل ذلك لتستطيع الوقوف على الأسطح الخشنة العمودية، لأن الأسطح العمودية أسهل لها للانطلاق مرة أخرى للطيران في الجو من الأرض المنبسطة وأرجلها ضعيفة لا تستطيع القفز بينما أجنحتها طويلة سوف تضرب الأرض إذا أرادت الطيران مرة أخرى، لذلك فهي لا تحط على الأرض أبداً.
ولخفة وزنها وطول أجنحتها 3 fe0 تبقى طائرة أغلب وقتها وهي تصيد الحشرات وهي طائرة وخاصة بعض أنواع النمل والبعوض، لذلك تعتبر السمامة من الطيور المفيدة لأنها تحد من انتشار الحشرات الضارة.
معلومات غريبة
والسمام تبقى طوال النهار في الجو وتشرب الماء وهي طائرة ولا تنزل إلى أعشاشها إلا عند حلول الظلام، وبعض الأنواع الأوربية من السمام تتزاوج وهي في الجو، والسمام من أسرع الطيور التي في حجمها إذ تبلغ سرعتها 110كيلو متر في الساعة.
وقد عرفها العرب من قديم الزمان ورأوا أن أعشاشها في أماكن عالية وعلى أسطح عمودية من الصعب الوصول إليها، لذلك قال العرب في أمثالهم "كلفتني بيض السمام" للأمر الذي لا يستطاع.
وللسمامة رموش ريشية حول أعينها تحميها من اصطدام الحشرات، ولأعينها غشاء شفاف كباقي الطيور ترى من خلاله عندما تغمض عيونها وهي تطير. وعادة تطير بارتفاعات عالية تصل من 100 إلى 200 متر وتصدر أصواتاً عالية قد تكون مزعجة أحياناً وتفضل الأماكن المفتوحة لتحوم في السماء بدون عراقيل وهي دائماً تطير بمجموعات.
¥