عندنا في مصر، وليست هذه دعوة إلى هجر الدراسة الجامعية أو تضييع المستقبل، ولكنه وضع للأمور في نصابها حتى لا تعطى الدراسة الجامعية المعظمة عندنا بلا سبب!، حتى لا تعطى فوق ما تستحق فتصير سببا في التفريط في فضائل أولى بالتقديم لا سيما أن في هذا الثبات إغاظة لأهل الفجور المتربصين بكل المظاهر الإسلامية وما أكثرهم، ومن واقع تجربة شخصية، وقع للأسرة عندنا ظرف دنيوي بحت لم يكن فيه أي ملمح شرعي، ولكنه لم يكن قبيحا شرعا كالعلاقات المحرمة آنفة الذكر، فغايته أن يكون من المباح الذي جلب للأسرة، ولله الحمد، نفعا عظيما، فاستدعى ذلك إسقاط عام من دراستي الجامعية، وكان ذلك من توفيق الباري، عز وجل، إذ تجنبت الأسرة بهذه السنة حرجا كبيرا، ولم يضرني ذلك في شيء ألبتة فلم أبذل اي سبب سوى أنني تركت امتحان مادة لم أكن قد ذاكرتها أصلا، ولكني للأمانة كنت في السنة النهائية فسهل علي إسقاط هذه السنة فإن طلاب السنة النهائية لا يخشون الفصل من الجامعة لاستنفاد عدد مرات الرسوب فبإمكانهم الرسوب إلى أن يلقوا الله عز وجل، فهذا مما سهل الأمر، ومع كونه أمرا دنيويا بحتا إلا أنه بمقتضى السنة الكونية اقتضى ثمنا، بل ما هو أخس منه من العلاقات بين الطلبة والطالبات اقتضى بذل سنوات من العمر لئلا يقع الفراق!، فكيف بأمر الدين، وكيف إن كان صاحبه مستحضرا لنية نصرة الدين وإظهار أعلامه إغاظة لأعدائه، وكيف إن كان يعتقد وجوب ما تمسك به، كيف يظن مع ذلك أنه لن يبتلى فيدفع ثمنا لذلك ولو شهورا من عمره إلى أن تزول هذه الغمة وهي إلى زوال إن شاء الله، والأمر يحتاج دقة نظر في المصالح والمفاسد الشرعية المعتبرة، وكثير من أخواتنا، ولله الحمد، أبين، ورضين بدفع هذا الثمن بعد بذل السبب فقد دخل بعضهن في الجامعات التي لم تشن هذه الحملة المسعورة بحذافيرها!، وبعضهن ذهب ورد على وزان ابن وهب، رحمه الله، لما سجن في فتنة خلق القرآن فكان يغتسل كل جمعة فإذا سمع النداء توجه تلقاء الباب فاستوقفه الحارس وقال له: ارجع يا شيخ، فأشهد الله، عز وجل، على أنه قد بذل السبب وسعى إلى ذكره يوم الجمعة ولكنه حيل بينه وبين الصلاة.
ولا يوجد أي موقف في هذه الدنيا بلا ثمن بل الشهوات المحرمة يدفع أصحابها من أموالهم ووقتهم في تحصيلها ما يجعل الإنسان يعجب من عظم هممهم في تحصيل ما يفسد أمر دنياهم وأخراهم، فكيف يعتقد أهل الفضل أنهم لن يبتلوا؟، فذلك مناقض لسنة كونية جارية سنة: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)، ولو لم يبتلين الآن فسيبتلين لاحقا لا محالة في أي نازلة أخرى سواء أكانت جماعية أم فردية، فلا بد من الابتلاء، وإن كان سؤال الله، عز وجل، السلامة أمرا لا يعدل به العاقل شيئا، فلا يوجد عاقل يتقصد البلاء ليمتحن!.
وإلى الله المشتكى.
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 01 - 2010, 09:32 ص]ـ
ظ…طµط±: ط*ظ…ظ‰ ط*ط¸ط± ط§ظ„ظ†ظ‚ط§ط¨ طھط·ط§ظ„ ط§ظ„طھط¹ظ„ظٹظ… ط§ظ„ظ…ظپطھظˆط* ( http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2010/01/18/93675.html)
وهي حمى بالفعل، مع سبق الإصرار والترصد، فالتعليم المفتوح قاعاته الدراسية بمعزل عن الجامعة، ومحاضراته في يوم واحد فقط هو يوم الإجازة الرسمية: الجمعة، فلا خوف من انتشار عدوى النقاب منه إلى جامعة القاهرة!، وهو عموما: من أنسب الأماكن للدراسة بالنسبة للنساء، مع وقوع الاختلاط فيه، ولكنه ليس كالاختلاط الذي يقع في الجامعة، فالدراسة يوم واحد فقط، فضلا عن إمكانية عدم الحضور أصلا إلا في الامتحانات وهو صنيع كثير من الدارسين، ولذلك تلجأ إليه بعض الأخوات فتفضله على التعليم الجامعي النظامي، وأشك، والله اعلم، أن يصل التعسف إلى حد منع النقاب فعليا في التعليم المفتوح، فلم يعد بعد ذلك إلا اقتحام بيوت المنتقبات وإلقاء القبض عليهن!.
وإلى الله المشتكى.
ـ[مهاجر]ــــــــ[21 - 01 - 2010, 09:26 ص]ـ
ظ…ط*ظƒظ…ط© ظ…طµط±ظٹط© ط¹ظ„ظٹط§ طھط¤ظƒط¯ ط*ظ‚ ط§ظ„ظ…ظ†طھظ‚ط¨ط§طھ ظپظٹ ط£ط¯ط§ط، ط§ظ„ط§ظ…طھط*ط§ظ†ط§طھ ( http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2010/01/20/93778.html)
وقد ذكر أحد المحامين الفضلاء في اتصال هاتفي مع أحد المشايخ الفضلاء أن هذا الحكم من أعلى محكمة مختصة بهذه الدعاوى فلا يقبل النقض من جهة أعلى، وذلك أمر يستحق حمد الرب جل وعلا وشكره.
ولو قرأتم الخبر كاملا أيها الكرام لوجدتم أن الأمر لم يكن ذا سند قانوني بدليل تفاوت الجامعات في تنفيذه، فبعض الجامعات مشكورة كجامعة الإسكندرية لم تصعد الأمر كما صعدته جامعات أخرى في تسلط مقيت، فاكتفت بجمع الطالبات في مكان خاص بهن للكشف عن هوياتهن أمام مراقبات من النساء وانتهى الأمر!، دون سب أو قلة أدب، وقد أبانت هذه الأزمة عن سوء خلق كثير ممن يحملون درجات علمية ليسوا لها بأهل فلا علم ولا خلق، وأبانت عن خلق آخرين تعاملوا مع المسألة بأدب يشكرون عليه وكل إناء بما فيه ينضح.
و: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)
وكانت أيضا صورة من صور الابتلاء لتوطن ذوات الحجاب أنفسهن على التعرض لمضايقات سيجدن، والله أعلم، أنواعا منها لو اضطررن إلى العمل بعد التخرج فالأبواب ستغلق أمام أهل الديانة ابتلاء لهم بنوع تضييق، فتلك سنة كونية جارية، فضلا عن الإحراجات التي يعانينها في محيط الأسرة والمجتمع فلا يكدن يسلمن منه وذلك، أيضا، من الابتلاء الذي تعقبه السعة لمن صبر واتقى.
والله أعلى وأعلم.
¥