تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأجنبية على مصر لضمان مزيد من الانحلال الفكري والأخلاقي، وما ظاهرة المرتدين الجدد، والزنادقة الذين جهروا بكفرياتهم إلا ثمرة من ثمار سياسة الدولة الفاشلة في إدارة اي أزمة ولو صغرت، فاليد الحديدية جاهزة لتبطش، وكل له بواكٍ يبكون عليه أو يستغلونه للضغط على مصر كحال النصارى الذين تتلاعب بهم أمريكا لكسر أنف الحكومة المصرية الذي تورم من كثرة اللكمات الداخلية والخارجية، فكل يجد من يرثي لحاله إلا أهل الفضل ولو كن نساء اخترن الفضيلة في زمن عزت فيه الفضيلة، وفي المقابل: أتحدى، وهذا أمر يعرفه كل من درس في جامعات مصر ونسب الانحلال الخلقي فيها قد بلغت الذروة إلا ما رحم ربك حتى صار كثير من الفضلاء يخاف على نساء المسلمين ولو كن على جانب عظيم من الحشمة والديانة من مجرد التواجد في تلك الأماكن التي لا يذكر فيها، وأنا واحد ممن عاش فيها سنين، لا يذكر فيها الله، عز وجل إلا قليلا، فإن الطباع سراقة، وفي المقابل أتحدى أن يجترئ أحد من أولئك الأسود على طالبة تخفي ورقة مصغرة أو ..... إلخ في مكان حساس من جسدها لتغش كيفما شاءت ولا يستطيع أحد مجرد الاقتراب منها لأن ذلك يعني ببساطة أنه سيرتكب جناية وسيصير محل مساءلة قانونية لو مد يده لينزع تلك الورقة كشاهد إثبات على واقعة الغش، والقصص في ذلك معروف متداول عندنا!، بخلاف المنتقبة التي تنتقب لتخفي هاتفا محمولا وراء نقابها تصله بسماعة في أذنها لتتمكن من الغش فهذا الذي يجب القضاء عليه!، ولن يعدم أهل الباطل حجة لتبرير سلوكهم والإشكالية أكبر من إشكالية نقاب أو أي هدي ظاهر: الإشكالية إشكالية أزمة قيم وأخلاق حملت كثيرا منا على التفريط حتى في المبادئ الأخلاقية العامة التي اتفق عليها العقلاء فضلا عن القيم الشرعية التي يمتاز بها المسلمون عن غيرهم. فكلما أعطيت الدنية في دينك حصلت على رضا الرؤساء والقادة ونلت معه غضب الرب، جل وعلا، الذي تغفل النفس ساعة السكرة عن عظمه، وكلما عظمت الدين نالك من اضطهاد وبطش أهل الدنيا ما تبتلى به سنة كونية جارية، ونلت مع ذلك أعظم مطلوب في هذه الدار: رضا الرحمن عز وجل.

وفي إحدى البرامج التلفازية تحدث الشيخ محمد حسين يعقوب، حفظه الله وسدده، وهو من المربين الأفاضل القلائل في مصر مع كونه من أصحاب العقول الراجحة فكلامه لا يتسم بالمبالغات العاطفية بل فيه قدر كبير من الرزانة والواقعية، ولا أزكيه على ربه عز وجل، تحدث عن هذا الأمر ونصح الطالبات المنتقبات نصيحة قد تبدو غريبة بعض الشيء على كثير منا ولكنها هي الحل الأمثل بالنظر إلى ما يمكن أن يقال عنه: ضريبة الابتلاء أو حتى الموقف الذي يقفه الإنسان حمية أو شهامة لا ديانة، فإنه لا يوجد موقف واحد يمكن أن يقفه الإنسان دون أن يدفع ثمنا له فتلك سنة جارية في المواقف الإنسانية عموما والشرعية خصوصا، فقد نصحهن بالتضحية بالفصل الدراسي إن بذلن السبب فحاولن الدخول بالنقاب فمنعن من ذلك، إن لم يكن في الأمر ضرورة قصوى، وهي غالبا غير موجودة عند معظم الطلبة في مصر، وضرب مثلا بالطلبة الذين يرسبون استبقاء لعلاقات عاطفية محرمة في الجامعات فيرسب الصديق لصديقته والعكس وهذا أمر رأيت أطرافا منه أيام الدراسة الجامعية حتى شغل أحد الطلبة المتفوقين عندنا وكان أول دفعته، كما يقال عندنا في مصر، بطالبة فأصبح يذاكر لها مع كونها في قسم آخر على حساب مذاكرته حتى رسب ونجحت!، ثم تنكرت له بعد ذلك، فإذا كان الإنسان يبذل من عمره ومن مستقبله استبقاء لعلاقات هذا وصفها، فلماذا لا يبذل منه ثمنا لأمر ارتضاه دينا، لا سيما إن كانت الأخوات المنتقبات يعتقدن فرضيته، فالفريضة، وإن صغرت أولى بدفع الثمن من العلاقات الغرامية، لا سيما ولا أمل لهن تقريبا في أي حظ من الوظائف الأكاديمية في الجامعات فإن هذه الوظائف لا ينالها أصحاب الديانة في الغالب، والتعليم الجامعي في مصر في منتهى التدني، ولولا العرف الاجتماعي العام الذي يحترم أصحاب الشهادات ولو كانوا أميين!، لهجر كثير من الطلبة الجامعة لعمل أفضل من تلك الدراسة الصورية، وكثير منهم قد هجرها بالفعل فلا يحضر إلا أيام الامتحانات لينال ورقة التخرج التي تلحقه بركب المثقفين الوهمي على طريقة: الصيت ولا الغنى، كما يقال

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير