لا أحد .. سوى دفاتري وكتبي ..
فقط ...
نعم .. لم أخبر أحدا .. حتى لا يعيشوا بحزن أبدي
فأنا أعلم ..
أن والدتي .. ستحزن كثيرا لفراقي ..
فأنا ابنتها الوحيده ..
ولطالما حلمت أن تراني بفستاني الابيض ..
وتحمل أطفالي على كتفها. . وينادوننها جدتي
ولكن هيهات ..
فأنا أشعر .. بألمي .. فلم يبقى إلا القليل ..
ولكني ما زلت أقبلها صباحا .. بوجه مشرق ..
وأقرصها .. وأداعبها ..
لانني لا أريد أن أشعرها بأي تغيير ..
حاولت أن أخبر أخي ..
ولكني وجدته مشغولا بتجهيزاته لزفافه ..
يأتي ليلا لغرفتي منهك ..
يجلس بجانبي على السرير ..
يخبرني عن حبه الكبير لزوجة المستقبل ..
يخبرني ماذا اشترى لها من هدايا ..
وعن مفاجأته لها برحله لمدة شهر لاستراليا ..
يخبرني عن شوقه لهذا اليوم
الذي لم يبقى عليه إلا خمسة أشهر ...
فكيف أخبره بمرضي .. وهو بغاية السعاده
أتود مني أن أقتل فرحته
أما والدي .. فانأ ظللت طوال عمري خجوله منه
رغم أنني دائما أختلس النظرات إليه
فانأ احبه كثيرا .. واراه قدوتي
كنتُ أحلم بفتى أحلام يشبه والدي ..
هل علمت الان يا دكتور لماذا لم أخبرهم؟
حتى لا يعيشوا الحزن
فلو أخبرتهم .. لما جهز أخي لزفافه
ولما رأيتُ السعاده تشع من عينا والدتي ووالدي
رغم مرور عاما على زفافهم
إلا أن الحب ما زال يحيط بينهما
دكتور ..
ها أنت الوحيد الذي يعلم بمرضي بعد الله
لذا سأترك معك هذا الصندوق ...
به وصيه صغيره .. اتمنى أن تسلمها لوالدتي يوم وفاتي
صغيرتي .. ماهذا الكلام .. فالله قادر على كل شيء
اطمأن ايماني بالله كبير .. ولولا هذا الايمان .. لما استطعت
أن أصبر هكذا على المرض
ولكن .. العمر ينتهي واود أن أكتب كلمات لوالدتي تقراها بعد وفاتي
هل تعدني بذلك؟؟
حسنا .. أعطني الصندوق
ولا تنسي أخذ الأدويه ..
متى أمرّ عليك ..
تعالي بعد اسبوعين .. وأن شعرتِ بتعب فاتصلي بي فورا
حسنا ..
الى اللقاء .. شكرا لك يا دكتور ..
ذهبت لمنزلي .. انفردتُ في غرفتي
أخذت أدويتي ..
قرأتُ آيات من القرآن ..
واستلقيت على السرير لآخذ قسطا من الراحه ..
ومرت الساعات .. تلو الساعات .. وكانت آخر اللحظات ..
وفُتحت الوصيه ..
وقرأها الدكتور ..
قراها والكل بكى معه ..
قرأ كلمات تلك الطفله الشابه .. كتبتها بخط جميل ..
كتبت .. لوالدتها .. أحبكِ .. والدتي .. كنتِ صديقتي .. أختي ..
والدتي .. اعذريني لأن مرضي كان السر الوحيد بيننا ..
ولكن لم أقوَ أن أخبركِ اني مصابه بالسرطان ..
لم اقوَ أن تسهري معي وتري نوبات ألمي ..
لم أقوَ أن أقتل الابتسامه من على محياك الجميل
والدتي .. أتعلمين كنتُ أحسدك على أمر ما .. سأخبرك إياه الآن
حسدتك مرارا على عشق والدي لكِ ..
فلم أرَ بحياتي قصة حب تضاهي حبكما .. وكنت أحلم بشاب
يأخذني بين ذراعيه .. ويحيطني بالحب لعام مثلكما
ولكن شاء الله أن لا أكمل عامي العشرين ..
والدتي .. لا تبكي على وفاتي ..
أخي الحبيب .. كم أحببتك .. وأحببت مغامراتنا معا ..
وكم كنتُ سعيده عندما اكون معك وصديقاتي يطلن النظر اليك
معجبات بك ..
عزيزي .. لا أريدك أن تؤجل زواجك .. ولكن لي طلب بسيط ..
أن رزقك الله بطفله .. فاطلق عليها اسمي .. شوق ..
والدي .. فخري وعزتي .. فرحي وسروري ..
لو تعلم مقدار احترامي لك .. مقدار الحب الكبير الذي يكنه قلب لك ..
والدي أنت مثال الأب الرائع .. لن أوصيك على والدتي ..
لأنني أعلم ما بينكما من حب صادق
دكتوري .. أشكرك من أعماق قلبي .. لكتمانك سر شوق ..
لا تنسوني من الدعاء
منقول ...
اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين، اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين.
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[02 - 02 - 2010, 04:14 م]ـ
بوركت ..
ـ[رحمة]ــــــــ[02 - 02 - 2010, 04:26 م]ـ
اللهم بارك موضوع رائع و طرح مميز
جزاكم الله خيراً إخوتي الكرام
و لي عودة للإضافة بإذن الله
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[02 - 02 - 2010, 08:27 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
(من كتاب طرق الإيمان في علاج الهموم والأحزان)
اذا كانت الهموم والاحزان من طبيعة الحياة الدنيا التي لاتخلوا من الكدر والتعب والنصب فما هو موقف المسلم من هذه الهموم والاحزان هل يختزنها في نفسه ومشاعره اذا ابتلى بها؟
هل يترك هذه المشاعر السلبية تفعل فعلها في صحته فتنغص عليه الحياة وتكدر عليه صفو العيش؟
لقد ثبت علميا أن المشاعر السلبية تؤثر على خلايا الجسم فتضعف فيه جهاز المناعة وتصيب الانسان بأمراض نفسية وعقلية وربما أصابت أجهزة الجسم الاخرى بالاضطراب والتخريب.
من أجل ذلك فإن موقف المسلم من هذه المشاعر السلبية هو مقاومتها لأن الحزن منهي عنه في قوله تعالى: (ولاتهنوا ولا تحزنوا) وقوله (ولاتحزن عليهم) وقوله تعالى (لاتحزن ان الله معنا).
فالحزن ليس بمطلوب ولامقصود وليس فيه فائدة للقلب وهو أحب شئ الى الشيطان لأنه يحزن العبد ليقطعه عن سيره الى الله ويعوقه عن طريق الطاعة والالتزام قال الله تعالى انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا) ونهى النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة أن يتناحى أثنان منهم دون الثالث لأن ذلك يحزنه) وحزن المؤمن غير مطلوب شرعا لأنه من الأذى الذي يصيب النفس وقد طلب من المسلم طرده وعدم الا ستسلام له ودحضه ورده ومقاومته بالوسائل المشروعة.
ومن الوسائل والطرق: الاستعاذة منه ومن غيره من الهموم (اللهم اني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال) فعلى المسلم أن يجلب السرور ولايحزن فان الله تكفل بشرح الصدر (ألم نشرح لك صدرك) واذا وقع المسلم في معصية وذنب فلا يحزن بل يتذكر عفو الله ومغفرته (انه هو الغفور الرحيم) واذا اشتدت عليه الشدائد فلينتظر فرج الله ولايحزن (فان مع العسر يسرا).
منقول.
¥