والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[30 - 07 - 2010, 01:03 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
أختي الحبيبة والغالية: المحاربة الشجاعة.
موضوع جميل جدا، جعله الله في موازين حسناتك وكتب الله لكِ الأجر والمثوبة / اللهم آمين.
إضاءة
قال عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه-: «سرّك أسيرك، فإن تكلّمت به صرت أسيره»
أدب الدنيا والدين، الماوردي.
والله الموفق
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[30 - 07 - 2010, 01:25 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
وهنا قصة شوق!
قد تجدين أختي المحاربة كتم السر (عند دكتور شوق) تلك الفتاة التي فارقت هذه الحياة وهي ما زالت في مقبل العمر، قصة محزنة جدا ...
إليك ِ / إليكم القصة .. ربما قرأتموها سابقا ولكن لا بأس من وضعها وإحياء قصتها لنترحم عليها ...
قصة شوق
يكاد المرض ينهش بجسدي ..
يحاول القضاء على بسمتي ..
يحاول القضاء على طفولتي ..
لم أكمل عامي العشرين ..
إلا وهذا المرض قد افترس جسدي بأكمله ..
بدأ الألم بوخزة سريعه بقلبي ..
وتوالت الوخزات ..
وبدأت نوبات الألم ..
تألمت بصمت ..
لم يشعر أحد بمرضي الخطير ..
كنتُ أصبر على المرض ..
أخفيه عن أعينهم ..
لاأ ريد أن يصيبهم الحزن ..
مرت ليالي وأنا أبكي وأتأوه بصمت ..
ومع مرور الأيام ..
بدأتُ أشعر بأن المرض قد بدأ ينتقل من قلبي
لبقية اعضاء جسدي النحيل ..
إلى أن وصل لأخمص قدميّ ..
بدأت الهالات السوداء تتمركز تحت عينايّ البريئتان ..
بدأت الشحوب تغزو محيايّ الطفوليّ ..
كنتُ متردده للذهاب للطبيب ..
ولكني وصلتُ لحاله .. لا أستطيع فيها تحمل الألم
ذهبت وكنتُ متوقعة ما سأسمعه ...
أجريتُ الفحوصات المتعبة والمملة
تقدم إليّ الطبيب والارتباك واضحٌ على محياه ..
سألني كم عمركِ يا صغيرتي؟؟
أجبته .. سأكمل عامي العشرين بعد خمسة أشهر
فطأطأ رأسه وسكت لبرهة ..
ألن أكمل عامي العشرين يا دكتور؟؟؟
الأعمار بيد الله
ولكن أشعر بأني لن أكمله ..
فالمرض قد سيطر على جسدي ..
صغيرتي .. منذ متى وتعرفين عن معاناتك ومرضك؟
منذ شهر .....
من يعلم من أهلك؟
لا أحد .. سوى دفاتري وكتبي ..
فقط ...
نعم .. لم أخبر أحدا .. حتى لا يعيشوا بحزن أبدي
فأنا أعلم ..
أن والدتي .. ستحزن كثيرا لفراقي ..
فأنا ابنتها الوحيده ..
ولطالما حلمت أن تراني بفستاني الأبيض ..
وتحملأ طفالي على كتفها. . وينادوننها جدتي
ولكن هيهات ..
فأنا أشعر .. بألمي .. فلم يبقى إلا القليل ..
ولكني ما زلت أقبلها صباحا .. بوجه مشرق ..
وأقرصها .. وأداعبها ..
لأنني لا أريد أن أشعرها بأي تغيير ..
حاولت أن أخبر أخي ..
ولكني وجدته مشغولا بتجهيزاته لزفافه ..
يأتي ليلا لغرفتي منهك ..
يجلس بجانبي على السرير ..
يخبرني عن حبه الكبير لزوجة المستقبل ..
يخبرني ماذا أشتري لها من هدايا ..
وعن مفاجأته لها برحله لمدة شهر لاستراليا ..
يخبرني عن شوقه لهذا اليوم
الذي لم يبقَ عليه إلا خمسة أشهر ...
فكيف أخبره بمرضي .. وهو بغاية السعاده
أتود مني أن أقتل فرحته
أما والدي .. فانأ ظللت طوال عمري خجولة منه
رغم أنني دائما أختلس النظرات إليه
فانأ أحبه كثيرا .. وأراه قدوتي
كنتُ أحلم بفتى أحلام يشبه والدي ..
هل علمت الان يا دكتور لماذا لم أخبرهم؟
حتى لا يعيشوا الحزن
فلو أخبرتهم .. لما جهز أخي لزفافه
ولما رأيتُ السعاده تشع من عيني والدتي ووالدي
رغم مرور (30) عاما على زفافهم
إلا أن الحب ما زال يحيط بينهما
دكتور ..
ها أنت الوحيد الذي يعلم بمرضي بعد الله
لذا سأترك معك هذا الصندوق ...
به وصيه صغيره .. أتمنى أن تسلمها لوالدتي يوم وفاتي
صغيرتي .. ماهذا الكلام .. فالله قادر على كل شيء
اطمأن إيماني بالله كبير .. ولولا هذا الإيمان .. لما استطعت
أنأ صبر هكذا على المرض
ولكن .. العمر ينتهي وأود أن أكتب كلمات لوالدتي تقرأها بعد وفاتي
هل تعدني بذلك؟؟
حسنا .. اعطني الصندوق
ولا تنسي أخذ الأدويه ..
متى أمرّ عليك ..
تعالي بعد اسبوعين .. وأن شعرتِ بتعب فاتصلي بي فورا
حسنا ..
إلى اللقاء .. شكرا لك يا دكتور ..
ذهبت لمنزلي .. انفردتُ في غرفتي
أخذت أدويتي ..
قرأتُ آيات من القرآن ..
واستلقيت على السرير لآخذ قسطا من الراحة ..
ومرت الساعات .. تلو الساعات .. وكانت آخر اللحظات ..
وفُتحت الوصية ..
وقرأها الدكتور ..
قرأها والكل بكى معه ..
قرأ كلمات تلك الطفله الشابه .. كتبتها بخط جميل ..
كتبت .. لوالدتها .. أحبكِ .. والدتي .. كنتِ صديقتي .. أختي ..
والدتي .. اعذريني لأ ن مرضي كان السر الوحيد بيننا ..
ولكن لم أقوَ أن أخبركِ أني مصابه بالسرطان ..
لم أقوَ أن تسهري معي وتري نوبات ألمي ..
لم أقوَ أن أقتل الإبتسامة من على محياك الجميل
والدتي .. أتعلمين كنتُ أحسدك على أمر ما .. سأخبرك إياه الآن
حسدتك مرارا على عشق والدي لكِ ..
فلم أرَ بحياتي قصة حب تضاهي حبكما .. وكنت أحلم ....
ولكن شاء الله أن لا أكمل عامي العشرين ..
والدتي .. لا تبكي على وفاتي ..
أخي الحبيب .. كم أحببتك .. وأحببت مغامراتنا معا ..
وكم كنتُ سعيده عندما أكون معك وصديقاتي يطلن النظر اليك
معجبات بك ..
عزيزي .. لا أريدك أن تؤجل زواجك .. ولكن لي طلب بسيط ..
أن رزقك الله بطفلة .. فاطلق عليها اسمي .. شوق ..
والدي .. فخري وعزتي .. فرحي وسروري ..
لو تعلم مقدار احترامي لك .. مقدار الحب الكبير الذي يكنه قلب
لك ..
والدي أنت مثال الأب الرائع .. لنأ وصيك على والدتي ..
لأنني أعلم ما بينكما من حب صادق
دكتوري .. أ شكرك من أعماق قلبي .. لكتمانك سر شوق ..
لا تنسوني من الدعاء ..
..
وقضى السرطان .. على جسدي ..
انتهى / من الشبكة العنكبوتية
نسأل الله أن يرحمها، وأن يغفر لها، وأن يدخلها جناته جنات النعيم، وأن يشفي جميع مرضى المسلمين، ويرحم جميع موتى السلمين / اللهم آمين
¥