تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لا يمكن أن أنسى ذلك المدير القياديّ الرفيع المفرط في الجدّيّة وإحكام السيطرة والذي اختار "عندما أصبح أفضل في إرخاء قبضتي ومراعاة الناس والمواقف والتغاضي عن بعض الأمور .. " فائدته الأولى المرجوّة من تغيير مسلك السيطرة وملاحقة التفاصيل دون هوادة كانت "سوف يقبل تابعيّ المباشرون على تحمّل مزيدٍ من المسؤوليات" وأمّا فائدته الأخيرة فكانت "ربما سأتمكن من مواصلة العيش وأحتفل بعيد ميلادي الستّين"

جرّبه بنفسك:

والآن، إنّه دورك لتنتقي خصلةً سلوكية ترغب في تغييرها. أكمل العبارة التالية مرّةً بعد مرّة "عندما أتحسّن في سلوك كذا فإنني: .. "

اصغِ لنفسك بهدوء وأنت تستخرج الفوائد المحتملة وسوف تذهل من سرعتك الكبيرة في إيجاد كم هو قيّم ومهمٌ هذا التغيير في حياتك.

من إحدى المواقع الجميلة

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[16 - 10 - 2010, 11:11 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:

موضوع أعجبني قرأته وأحببت ُ نقله لكم وإن كنتم قرأتموه فلا بأس:

لا تدع أحدا يملأ فنجانك

كان هناك شاب عرف أن هناك رجلاً صينياً حكيماً من الممكن أن يدله على معنى الحكمة

ومن الممكن أن يعرّفه كيف يتحكّم في أحاسيسه وأعصابه. قال له الناس: إن هذا الرجل

يعيش فوق جبل وإذا قابلك فأنت محظوظ.

لم يضيع الشاب وقته فاستقل الطائرة وسافر وذهب إلى المكان وظل منتظراً. أخبروه أن الحكيم سيقابله فذهب إليه وطرق الباب وأخذ ينتظر. تركوه منتظراً ثلاث ساعات حتى اشتدّ غضبه وعندئذٍ فتحت الباب سيّدة عجوز وأخبرته أن الحكيم سيأتي إليه حالاً.

ولكن ذلك لم يحدث بل جاءه الرجل بعد ساعة وكان الشاب قد وصل إلى قمة الضيق والغضب. جاء الرجل العجوز ورأى الشابُ أنه بسيط جداً يلبس ملابس بسيطة، وعندما جلس بجانبه سأله:

هل تحب أن تشرب شاياً؟

اشتد غضب الشاب وقال في نفسه: هذا الرجل المجنون! تركني أنتظر ثلاث ساعات بالخارج ثم تركني هنا ساعةً دون أن يعتذر ثم يسألني إن كنتُ أريد أن أشرب شاياً؟!

وظل الشاب يتكلّم وهو غاضب، فقال له الحكيم مرةً اخرى، أتحب أن تشرب شاياً؟ فلمّا رآه الشاب مصرّاً، قال له هات الشاي! فأحضرت له السيدة الشاي في إبريق كبير، وقال له العجوز: أتحب أن أصب لك الشاي؟ فقال له تفضل أرجوك!

أخذ العجوز يصب الشاي حتى ملأ الفنجان وأخذ يسيل على الطاولة كلّها إلى أن وقف

الشاب غاضباً وقال له:

ما هذا الذي تفعله معي؟ هل أنت مجنون؟! .. عندئذٍ نظر إليه الحكيم وقال: قد انتهى هذا الاجتماع. تعال إليّ عندما يكون فنجانك فارغاً.

ثم نهض ليتركه.

راقب فنجانك! لا تدعه يمتلئ بغير إذنك

بدأ الشاب يدرك الأمر ويقول لنفسه: لقد أضعت كل هذا الوقت، ثم تحمّلتُ كلّ ما فعله معي، والآن أتركه يذهب؟ لا بد من أن أغيّر أسلوبي معه! ثم قال للعجوز:

أنا آسف جداً، لقد جئت إليك من آخر الدنيا فمن فضلك علّمني شيئاً مفيداً، فقال له: لكي تستطيع العيش في الدنيا بطريقة إيجابيّة عليك أن تلاحظ فنجانك

فقال له الشاب: ما معنى ذلك؟

فقال له الحكيم: عندما تركناك تنتظر ثلاث ساعات كيف كان إحساسك؟

- في البداية كان إيجابياً ثم بدأت أتعصب وأغضب شيئاً فشيئاً حتى كدت أنفجر، لكننّي

كنت مصمّماً على مقابلتك.

فقال له الحكيم: وكيف كان إحساسك عندما تركناك ساعةً في البيت؟

- كنت غاضباً أكثر وأكثر!

فقال له الحكيم: وعندما صببتُ الشاي في الفنجان؟ هل من الممكن أن نصبّ في الفنجان قدراً أكبر من حجمه؟!

- لا، لا يمكن

- وماذا حدث عندما استمرّ صبّ الشاي في الفنجان؟

- سال الشاي على الطاولة كلّها

فقال له الحكيم: وهذا بالضبط ما حدث لأحاسيسك. جئت إلينا بفنجان فارغ، فملأناه إلى أن بدأ يطفح، وهذا يسبب لك أمراضاً!

لو أردت ان تعيش سعيداً في حياتك فعليك أنتلاحظ فنجانك، ولا تسمح لاحد أن يملأه لك بغير إذنك.

انتهى الاجتماع، وبينما الشاب يهمّ بالمغادرة قال له الحكيم: مهلاً يا عزيزي، أنسيت أن تدفع ألف دولار أجرة الدرس؟ فامتلأ فنجان الشاب مرةً ثانية!

وأنت، من يملأ فنجانك؟

هل تسمح لكل ما حولك أن يملا فنجانك؟

نفترض أنّك استيقظت من نومك سعيداً جداً وفنجانك فارغ. أليس كذلك؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير