تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مما خرجت به من تجربة هذا الرجل وغيره من الشباب: أن كثيراً من الشباب أكثر ما يحوجهم قضية حصر المتون العلمية، لكن للأسف الموجود في الساحة الآن هو أن بعض طلاب العلم يعرض على الطلاب وينثر عليهم عدداً كبيراً من المتون، يشرح هذا ويقرأ هذا فيتشتت الطالب ولا يعلم ماذا يقرأ أو ماذا يحفظ وماذا يسمع من الشروح، فكثيراً ما يأتي الطلاب ويسألون هذا السؤال: ماذا أقرأ؟ ماذا أحفظ؟ أكثر ما يسأل الطلاب هذه الأسئلة، مما يدل على التشتت الذي يعيشونه في مجال طلب العلم، لكن لو أن طلاب العلم الذين يقومون بشروح المتون العلمية جعلوا نوعاً من التنظيم والترتيب للمتون التي يشرحونها واقتصروا فيها على الشرح الميسر الذي ينتهون فيه من المتون خلال مدة وجيزة وزادوا من عدد الأيام لحصلت نتائج كثيرة وطيبة جداً، لكن للأسف الدروس الموجودة الآن والحالية أكثرها يوم في الأسبوع وغير منظم وغير مرتب وإنما كيفما اتفق، إلا بعض أهل العلم الذين اشتهروا بالدروس المرتبة المنظمة وهؤلاء للأسف قلة.

هل هناك نصائح مهمة أو خطوط عريضة لمن يريد أن يقيم برنامج المتون؟

أنا أضع نقطتين مهمتين لطالب العلم، ولعلنا نتجاوز ما يتعلق بقضايا الإخلاص والتعبد لله فهذه أمور مفروغ منها، حيث إن طالب العلم يجب ألا يقبل على العلم إلا بإخلاص وبتعبد لله _عز وجل_.

ولكن أقول: إن طالب العلم يحتاج إلى أمرين مهمين في حفظه لهذه المتون والاستفادة من مثل هذه البرامج:

الأمر الأول: الهمة، التي يحاول طالب العلم أن يبثها في نفسه وينميها في نفسه، وذلك بمجالسة أهل العلم وقراءة تراجمهم، وقراءة صبرهم على طريقة طلب العلم والسفر في طلب العلم فالهمة هذه مهمة جداً لمواصلة طالب العلم في طلب العلم.

والأمر الثاني: الحرص على الإتقان والضبط، فأكثر المبتدئين في طلب العلم يحفظ ويقرأ لكنه لا يحرص على الضبط، فلذلك كثيراً ما نسمع من طلاب العلم المبتدئين أنه يقول: سمعنا وقرأنا وحفظنا الشروح، ولكن بعد سنوات ما خرجنا بحصيلة مناسبة، والسبب أنهم لم يحرصوا على الضبط، قد يكون حرص على الضبط في بداية الحفظ، لكن لما انتهى من الحفظ، انتهى الحفظ بالنسبة له، لكن إذا استمر في الضبط والإتقان ومراجعة الشروح ومداومة النظر لاستفاد استفادة كبيرة، ولذلك أذكر كلام الإمام الحافظ الحجة الإمام البخاري وهو جبل الحفظ وهو من هو في الحفظ والإتقان يذكر كلاماً نفيساً، وهو قوله لطالب العلم: لم أر أنفع من نهمة الرجل ومداومة النظر. فنهمة الرجل: حبه وشغفه للعلم وهي الهمة العالية في طلب العلم، ومداومة النظر: أي الضبط والإتقان، حيث إن (مداومة النظر) هي التي تؤدي إلى الضبط والإتقان، وهذه نصيحة مهمة لطلاب العلم، ثم إن أحسن ما يؤدي إلى الضبط والإتقان هو مداومة النظر في العلم وهو التكرار، ولذلك قل لي: كم تكرر العلم أقل لك: كم مقدار ضبطك في الحفظ والشرح، والذين يقولون: يصعب علينا الحفظ هذا غير صحيح، والذين يسألون: ما هي أسهل طريقة للحفظ؟ هل أحفظ في الكتاب الفلاني أو الفلاني؟ هل أحفظ في الصباح أو في المساء؟ قبل النوم أو بعد الفجر؟ كل هذه الأمور معينة، لكنها ليست هي الأساس، الأساس بعد توفيق الله _عز وجل_ مداومة النظر، والتكرار الذي سيؤدي إلى الضبط والإتقان، ولذلك يحكى عن كثير ممن يعتنون بالحفظ كالشناقطة مثلاً أنهم كانوا يعتنون بالتكرار، ولذلك كان ينقل عن بعضهم أنه يحفظ الوجه الواحد من المصحف فإذا حفظه بدأ يكرره 100 مرة، وبذلك حصل على الضبط والإتقان المتميز.

ما رأيك باهتمام طالب العلم في حفظ متون السنة النبوية كالصحيحين والسنن وغيرها، وهل هذا يعارض التدرج؟

مسألة التدرج في الحفظ أمر مهم جداً، وعلى هذا جرى العلماء، أن طالب العلم المبتدئ يتدرج في الحفظ، والتدرج في الحفظ يعين طالب العلم على الضبط والإتقان، أما أن يبدأ في حفظ المتون الكبيرة قبل الصغيرة فهذا يؤدي إلى التفلت والسآمة والملل، فالإنسان كلما ابتدأ بالقصير من المتون التي يستطيع إنهاءها في وقت قصير فهذا يجعله يحرص ويزداد نهمه في المواصلة، أما المتون الطويلة فقد تصيبه بالسآمة، ولذلك أرى أن طالب العلم إذا كان سنه صغيرا، كطالب الثانوي، أرى له ألا يعتني بمتن قبل حفظ كتاب الله، فإذا اعتنى وحفظ كتاب الله انفتحت عليه أبواب الحفظ كلها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير