تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تصحيف قديم في كلام أبي بكر بن الأنباري عن الألفات]

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 11 - 2008, 12:36 ص]ـ

نقل الأزهري في تهذيب اللغة عن أبي بكر بن الأنباري قوله:

((والفرق بين ألف القطع وألف الوصل أن ألف الوصل فاء من الفعل وألف القطع ليست فاء ولا عينا ولا لاما، وتدخل عليها الألف واللام التي هي للتعريف، تقول: الأبوان والأزواج، وكذلك ألف الجمع في السَّتَه.)).

وتتابع العلماء على نقل هذا الكلام عن الأزهري بنحوه، كما في لسان العرب، وتاج العروس.

ولقد تعجبت جدا من صنيع المحققين في هذه الكتب الثلاثة التي هي أشهر المعجمات العربية على الإطلاق، فما وجدت واحدًا منهم أشار مجرد إشارة إلى ما الكلام من خلل، فضلا عن أن يصحح ما فيه، مع أن الكلام واضح كالشمس أنه لا يستقيم.

وبقيت على هذا مدة لا أستطيع إقامة العبارة، ولا معرفة محل الخلل فيها، مع كثرة التأمل وتقليب أوجه النظر، حتى وقفت على رسالة ابن الأنباري في الألفات، فإذا فيها حل الإشكال والحمد لله.

قال ابن الأنباري:

((وكان أبو جعفر محمد بن سعدان، وخلف بن هشام البزار يلقبان ألف القطع ألف الأصل، وليس ذلك بصحيح عندنا، من قبل أن ألف الوصل [كذا في الأصل، وصحح في حاشية المخطوط] هي التي تكون فاء من الفعل وألف القطع ليست فاء من الفعل ولا عينا ولا لاما، وما هذا صفته فهو زائد غير أصلي)).

فابن الأنباري هنا يفرق بين (ألف الأصل) و (ألف القطع)، وهو تفريق قديم لم يشتهر عند المتأخرين، فألف الأصل عند ابن الأنباري هي التي تكون من بنية الكلمة مثل ألف (أتى)، وألف القطع هي التي لا تسقط في الدرج ولكنها لا تكون من بنية الكلمة مثل ألف (أكرم).

وهو تفريق اصطلاحي، وكلاهما عند المتأخرين تسمى ألف القطع.

وأما عن التحريف في ختام العبارة، فسببه جمع ما تفرق من كلام ابن الأنباري؛ لأنه قسم كلامه عن الألفات إلى (ألفات الأفعال) ثم (ألفات الأسماء)، فكلامه السابق الذكر كان عن ألفات الأفعال، ثم بعد أكثر من عشر صفحات!! تكلم عن ألفات الأسماء.

قال عن ألفات الأسماء:

((وألف القطع في الأسماء المجموعة تعرف بحسن دخول الألف واللام عليها .... وتدخل عليها الألف واللام، فتقول الأوزان، وكذلك ألسنة والألسنة، وأبيات والأبيات، وأثواب والأثواب)).

فظهر أن كلمة (الستة) تحريف (ألسنة).

وخلاصة ما سبق أن الإشكال في الكلام المنقول عن ابن الأنباري سببه أمران:

- الأول: تحريف (الأصل) إلى (الوصل) وتحريف (ألسنة) إلى (الستة)

- الثاني: جمع ما تفرق من كلامه في موضعين متباعدين.

والله تعالى أعلم.

ـ[ابن بريدة]ــــــــ[03 - 11 - 2008, 08:50 ص]ـ

بارك الله فيك أيها المحقق ..

دمت موفقَا أبا مالك،،

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير