[خروج المعنى عن مقتضى الظاهر]
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[24 - 12 - 2008, 08:30 ص]ـ
قال تعالى: " وهم لكم عدو "
" هم " جمع، " عدو " مفرد.
ولو لم يخرج عن مقتضى الظاهر لقيل: أعداء لا عدو.
فخرجت عن مقتضى الظاهر، وفي ذلك من البلاغة ما فيه،
حيث عبّر عنهم كلهم بأنهم عدو، لئلا يميل قلب أحد إلى هؤلاء المشركين،
فكلهم صورة واحدة متكررة بأجساد مختلفة، وكأنهم يد واحدة على المؤمنين،
وكل ذلك على سبيل التحذير.
وخرّج أيضا على أنه مصدر، والمصدر لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 12 - 2008, 08:47 ص]ـ
كيف يكون مصدرا؟
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[26 - 12 - 2008, 01:57 م]ـ
ذكر ذلك المفسرون:
جاء في التحرير والتنوير:
وقوله " فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن ":
وأخبر عن قوم بلفظ عدو وهو مفرد، لأن فعولا بمعنى فاعل يكثر في كلامهم أن يكون مفردا مذكرا غير مطابق لموصوفه، كقوله " إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا " " لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء " " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس "، وامرأة عدو. وشذ قولهم عدوة.
وفي كلام عمر بن الخطاب في صحيح البخاري أنه قال للنسوة اللاتي كن بحضرة النبيء - صلى الله عليه وسلم -[ص: 162] فلما دخل عمر ابتدرن الحجاب لما رأينه: يا عدوات أنفسهن. ويجمع بكثرة على أعداء، قال تعالى ويوم نحشر أعداء الله إلى النار.
وجاء أيضا:
والعدو: اسم يصدق على الواحد وعلى الجمع، قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة " وقال " هم العدو ".
عومل هذا الاسم معاملة المصادر ; لأنه على زنة المصدر مثل القبول والولوع، وهما مصدران.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 12 - 2008, 05:09 م]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
قولنا (عومل معاملة المصادر) يختلف عن قولنا (خرج على أنه مصدر).
لأنه لا نزاع فيما أعلم أنه ليس بمصدر.
وأيضا فإن القول بأنه على زنة المصدر فيه نظر؛ لأن وزن (فَعول) بفتح الفاء ليس من أوزان المصادر بالاتفاق، وأما (قبول) و (ولوع) فمما جاء شاذا.