[ما الفرق بين اللغة والعربية؟!]
ـ[أبو العلاء الشافعي]ــــــــ[10 - 03 - 2009, 02:57 م]ـ
الفرق بين اللغة والعربية ( http://www.alukah.net/Counsels/CounselDetails.aspx?CounselID=488)
أ. إبراهيم الشافعي ( http://www.alukah.net/Counsels/Counselor.aspx?id=35&CategoryID=4) السؤال:
بارك الله فيكم على هذا المجهود الرائع، ولقد قرأتُ بفضل الله كثيرًا من الاستشارات اللغوية وغير اللغوية.
سألني أحد الإخوة مرَّة عن الفرْق بين اللغة والعربيَّة، وقلت له: إنَّ اللغة أعمُّ من العربيَّة؛ فمن الممكن أن نقول: اللغة العربيَّة والإنجليزيَّة وغيرها، أمَّا العربيَّة فهي خاصَّة بعلوم العربيَّة، من نحو وصرف وعَروض، وعلوم البلاغة والأدب والنقْد، وما شابه.
أرجوكم أفيدوني، والسلام عليْكم.
الجواب:
السلام عليْكم ورحمة الله وبركاته.
وأهلاً وسهلاً بك - أخي مصطفى - في "الألوكة".
بدايةً: دعني أشكرك على هذا السؤال الدقيق الذي أوردتَه، والذي يدل على أنَّك مهتم باللُّغة العربية في وقْت أصبح المهتمُّون بها فيه قليلين، ولا أذهب بعيدًا إن قلت: إنَّكَ تطمح أن تكون متخصِّصًا في هذه اللغة العظيمة الكريمة؛ لأنَّك في مكان الرَّدِّ على سؤال طُرِح عليْك بالرَّغم أنَّك ما زلتَ في سنوات الجامعة على ما يبدو من ذكر سنوات عمرك الاثنتين والعشرين، وهذا ليس غريبًا على دارس في اللغة العربيَّة أو محب لها جدًّا على أقل تقدير.
أخي، إنَّ السؤال الذي طرحتَه من الأسئلة المتخصِّصة جدًّا، والتي تحتاج إلى بحث مطوَّل؛ ولكن يكفينا هنا الاختِصار، وذكر أهمِّ المصادر التي يُمكنك الاعتِماد عليْها أيُّها الباحث الواعد، إن شاء الله.
نعم، المعنى الدَّقيق لكلمة "اللغة" يختلف عن "العربية"، ولقد تنبَّه العلماء قديمًا إلى هذا الفرق؛ حيث يقول صاحب "شرح المفصَّل": "والمراد بالعربيَّة اللغة، وإن كانت العربيَّة أعمَّ من اللغة"، ويفسر ذلك بقوله: "اللغة تقع على كل مفردٍ من كلام العرب، والعربية تقع على المفرد والمركب" [1]، وفي هذا النص دلالة صريحة وواضحة على أنَّ "العربية أعم من اللغة".
وعلى هذا الفهْم للُّغة والعربية كان القدماء يطلِقون مصطلح "علم العربية" على "علم النَّحو" أو "علم الإعراب"، كما أطلق عليه ابن يعيش ذلك في قوله: "واللغة عبارة عن العلم بالكلم المفردة، والإعراب عبارة عن اختلاف أواخرها لإبانة معانيها" [2].
وممَّا يؤكِّد لنا بجلاء عموميَّة العربية أو علم العربية أو الإعراب ما ذكره الآمدي حين يقول: "وأمَّا علم العربية، فلتوقُّفِ معرفة دلالات الأدلَّة اللفظيَّة من الكتاب والسنة، وأقوال أهل الحل والعقد من الأمَّة على معرفة موضوعاتِها لغة من جهة الحقيقة والمجاز، والعموم والخصوص، والإطلاق والتقييد، والحذف والإضْمار، والمنطوق والمفهوم والاقتضاء، والإشارة والتنبيه والإيماء، وغيره مما لا يعرف في غير علم العربية" [3].
أخي، نرجو أن تصحِّح معلوماتِك حول مفهوم "اللغة" و"العربية" بحسب ما بيَّنَّا لك، كما ندعو الله أن يَجعَلَ منك باحثًا عاملاً على خدمة كتاب الله وسنَّة رسولِه الكريم، آمين.
ونذكِّر أنفُسَنا ونذكِّرك بمزيد القراءة والاطِّلاع على بعض الكتب المفيدة، ومنها:
1 - "حاشية الصبَّان على شرح الأشموني".
2 - "حاشية الخضري على ابن عقيل".
3 - "شرح التَّصريح على التوضيح"، للشيخ خالد الأزهري.
نشكرُك على ثقتك الغالية، ونحترم حبَّكَ للعلم و"الألوكة".
ونراك على خير.
ــــــــــــــــــــــــ
[1] "شرح المفصل"، لابن يعيش، القاهرة، 1939م، ج1/ 4.
[2] السابق: ج1/ 11.
[3] "الإحكام في أصول الأحكام"، للآمدي، طبعة مؤسسة الحلبي، ج1/ 9.
تفضلوا زيارة هذا الرابط:
http://www.alukah.net/Counsels/CounselDetails.aspx?CounselID=488
ـ[ضاد]ــــــــ[10 - 03 - 2009, 08:41 م]ـ
أشكرك على المقال الجميل.
هذا إذا اقتصرنا في معنى لغة على الاستعمال القديم الذي يعني صيغة مختلفة عن الأصل, أما اليوم فقد توسع معنى كلمة لغة ليصبح مطابقا لكلمة لسان, وعلى ذلك فاللغة أعم من العربية, لأن للإنسان لغات وللحيوان لغات, وحتى الإشارات تعتبر لغات وإن لم تكن نظاما متطورا كاللغة البشرية.