تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[العرب والعاربة والمستعربة:أصل التسمية وتاريخها]

ـ[أصيل الصيف]ــــــــ[12 - 01 - 2009, 03:05 م]ـ

بسم الله الرحمن الحيم هذا المقال مقتبس من كتاب "الأوليات:العرب والأدب والإسلام والجاهلية والشعر " - الفصل الأول - لـ (أصيل الصيف الأصولي). من منشورات وزارة الثقافة - الأردن.

أصل معنى لفظ (ع ر ب)

-1 -

قلت: وأصل معنى لفظ العرب أنه صفة للماء، فقالوا: (ماء عَرَبٌ) أي ماء صافٍ عذبٌ شديد الجريان في الوديان. قال اللسان: "ماءٌ عَرِب: كثير، والتعريب: الإكثار من شرب العَرِب، وهو الكثير من الماء الصافي، ونهر عَرِبٌ: غُمْر (أي كثير الماء)، وبئر عَرِبة: كثيرة الماء، والفعل من كل ذلك عَرِب عَرَباً، فهو عاربٌ وعاربةٌ. والعَرَبَة بالتحريك: النهر الشديد الجري .... والعَرَبات: طريق في جبلٍ بطريق مصر، قلت: كأنه سمي بذلك لأنه كان فيه مسايل ماء شديدة الجري والإنحدار، وأعربَ سقيُ القوم إذا كان مرة غباً (أي أن يشربوا يوماً ويوماً لا) ومرةً خمِساً، ثم قام على وجه واحد". قلت: ومعنى (ثم قام على وجه واحد) أي كَثُرَ الماء حتى انساب في الأرض فلا يحتاج الناس معه إلى أن يباعدوا في السقي، وسنأتي عما قريب على بيان لم سمي هذا الجيل من الناس بالعرب، والعاربة والمستعربة والمتعربة إن شاء الله.

قال اللسان: العُرْبان والعُرْبون والعَرَبون: كل ما عُقِدَ به البيعة من الثمن، أعجمي أعرب ... وقيل: سمي بذلك لأن فيه إعراباً لعقد البيع أي إصلاحاً وإزالة فسادٍ لئلا يملكه غيره باشترائه.

قلت: ويترجح عندي أن الكلمة قديمة، وأن الواو والنون في آخرها؛ إنما جاءت لإفادة التصغير كما في كلمة (عِجْلَون) التي تعني العجل الصغير وأن المراد بالعُرْبون أو العَرَبون هو الماء القليل وهو ذلك الماء الذي يكون في الأكواب الذي يقدم للأضياف، وعادة التعجل بتقديم الماء للضيف سواء أشرب أم لم يشرب عادة ما زالت جاريةً في الناس إلى يومنا، ثم جاز لفظ (العُرْبون) من دلالة الماء الذي يقدم للضيف إلى دلالة الدفعة الأولى من المال الذي يقدم للبائع.

-2 -

قال اللسان: "عَرِب الرجلُ: إذا غرق في الدنيا" قلتُ: هو على التشبيه بمن غَرِق بالماء العَرِب أي الكثير شديد الجريان.

قال اللسان: "عَرِب الجُرْح عَرَباً وحَبِط حَبَطاً: بقي فيه أثر بعد البُرْء، وعَرِب الرجل عرباً فهو عَرِبٌ: اتَّخَمَ" قلت: وإنما قيل للجرح وللمتخم ذلك لأنهما قد انتفخا كمن شرب الماء العرب حتى انتفخت معدته.

وفي اللسان: "العرَّاب الذي يعمل العرابات، واحدتها عرابة؛ وهي شُمُل ضروع الغنم"، قلت: سميت الشملة عَرَابة، لأنها انتفخت بالضرع كما انتفخ بطن من شرب الماء العَرِب.

و"العَرَبات: سفن رواكد، كانت بدجلة واحدتها عَرَبة"، قلت: وسميت السفن بالعربات؛ لاتساع أجوافها فهي كأنها منتفخة بالماء العَرِب.

-3 -

قال اللسان: أعربَ عنه لسانه، وعرَّب: أي أبان وأفصح" و"عرَّب منطِقَه أي هذَّبه من اللحن" و"عَرُب الرجل يعْرُب عُرْباً وعُرُوباً وعُروبة وعَرابة وعُرُوبيَّة كفَصُح، وعَرِب: إذا أفصح بعد لُكنةً في لسانه ورجل عريبٌ مُعْرِبٌ".

قلت: وأصل معنى ذلك أنه جعل الكلام صافياً من كل كدرٍ فهو واضحٌ بيِّنٌ كأنه الماء العَرِب الذي من صفاته الصفاء.

وفي اللسان: "وما بالدار من عريب مُعْرب أي أحد، والذكر والأنثى فيه سواء، ولا يقال إلا في النفي". قلت: وأصل معنى "عريبٌ مُعْربٌ" أنه الرجل الذي يجعل كلامه صافياً من كل لحنٍ أو عجمة.

قال اللسان: خيل عِرابٌ مُعْرِبةٌ، الذي ليس فيه عرق هجين .... وإبلٌ عرابٌ كذلك" و"أعرب: صَهَلَ فَعُرِفَ عتِقُه بصهيله" و"أعرب الرجل: ملك خيلاً عراباً وإبلاً عراباً فهو مُعْرِبٌ". قلت: وإنما وصفوا الخيل والإبل بصفة (العِراب) تشبيهاً لها بالماء العَرِب أي الصافي من كل كدرٍ وكذلك هذه الخيل فهي صافية من كل عرقٍ هجين.

قال اللسان: العَرِبة والعَروب: المتحببة إلى زوجها المظهرة له ذلك، وقيل العُرُب الغنجات، وأعرب الرجل: تزوج أمرأةً عروباً، والعِرابة والإعراب: النكاح. قلت: ووصفت المرأة الخالصة من العيوب ذات الدلالة والغنج بالعروب على التشبيه بالماء العَرِب أي الصافي من كل كدر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير