تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اللغة العربية هي الأم أو لا تكون]

ـ[نائل عبد العزيز]ــــــــ[26 - 12 - 2008, 02:07 م]ـ

لا يحتدم النقاش بخصوص هذا الموضوع من هي أم اللغات بسبب عجز الرؤيا العلمية ونقص المصادرالبحثية في أًصل هذه اللغة القديمة قدم التاريخ وأبعد , وانما بسبب إعتماد بعض الباحثين والمتخصصين لمسلمات لغوية وتاريخية غربية بحتة حيث أنهم وضعوا توقيت ساعتهم وبوصلتهم في أغلب الأحيان إن لم نقل تماما في الاتجاه الغربي. فإذا "مرجعية" العلوم اللغوية الغربية أفتت بأن اللغة العربية هي "تقريبا" الأم لجميع اللغات "السامية" أجاب هؤلاء نعم نعم ذلك هو الحق الذي لايعلى عليه. أنهم يحملون قدسية المرجعية في عقلهم الباطن والظاهر والويل لمن يجرأ على فتح باب الأجتهاد. ولنرجع قليلاً الى المصطلح "تقريبا" الأم او شبه أم ... ونسأل المنطق فإذا كناعرفنا ما هي صفات شبيهة الأم فبالضرورة نحن نعرف مسبقا ما هي مواصفات الأم. فما هي اذن صفات اللغة "السامية "الأم حسب نظريات هذه المرجعية؟ وتأتي الأجابات دوما ناقصة على هذا السؤال من قبل هذه المرجعية نفسها. لماذا ناقصة؟ لأن أغلب علماء اللغات "السامية" أعتمدوا في مناهجهم العلمية والبحثية في تأصيل هذه اللغات على علم اللغات وتاريخها اي حصرا معاينة تطورها الزمني وبالتأكيد اختاروا الأكدية كمرجع تاريخي واللغات الحية اليوم التي تتصدر فيها اللغة العربية أساسا للمقارنة.

أن أي شجرة على وجه الأرض يجب أن تنبت وتنمو في تربة ومناخ ملائمين وخاصين بها. والسؤال هو لماذا لم يخطر ببال الرعيل الأول ولا الثاني ولا الأخير من هذه المرجعية العلاقة الجديلة بين البيئة ولغة الأم؟ والأدهى هو أن علماء اللغات الهندأوربية وضعوا جميع أصول لغاتهم في رسم بياني لشجرة واحدة لها جذع غارس في الأرض وتتفرع عنه الأغصان من الجهتين ولكن لا أحد يسأل أي ارض هذه وما هو مناخها فقط صورت لنا صورة الشجرة ووزعت هنا وهناك المصدرية والاصل وكفى؟ فعندما نقول بأن بحث هذه المرجعية ناقص نعني بالدرجة الأولى أنهم لم يأخذوا بالإعتبار العوامل الطبيعية والبيئية لنشأة اللغة الأم "السامية". فلا يكفي إطلاقا ان نبني فكرة الأصل من خلال دراسة اللغة وتأريخها ومقارنتها بدون معرفة أين كان أصاحبها وتحت أية ظروف طبيعية ومعاشية ,فهذا هو المسارالأهم في رأينا لكشف العلاقة الجدلية بين البيئة واللغة التي ترعرت ضمنها. فمن من هؤلاء اللسانيين والباحثين العرب سأل نفسه هذا السؤال؟ وأذا تسائل عنه فأين اذا الجواب؟ وللأسف ليس له وجود لأننا جميعا اتكلنا وسلمنا اصلنا وفصلنا بيد غيرنا يغزله وينسجه على ذوقه ويلبسنا أياه شأنا أم أبينا. نعترف بضعفنا ولأسباب متعددة يفهمها الكثيرين و يجب الأعتراف أيضا بأن الدراسات الغربية كانت السباقة في فك رموز الكثير من هذه اللغات واللهجات "السامية" ولكن كل ذلك لايعني بذات الوقت أن نقبلها كمرجعية معصومة ونرفض أي اجتهاد كان لحد توجيه الأتهامات واطلاق النعوت البعيدة عن أدب ورصانة البحث والباحثين كالأتهام بالقوموية العربية أو التبعية لحزب أو فئة سياسية معينة. والحقيقة أننا كلنا نعاني من تبعات مفاهيم القومية الشوفينية على الطريقة الغربية لكونها دخيلة في المفهوم الثقافي العربي الأصيل الذي يتعارض مع المفهوم القومي المستورد من اوربا (دول القومية العنصرية بجدارة) والتي بسببها حدثت حروب طاحنة بينهم منذ القرون 17 و 18 و19 ودخولا في القرن العشرين بحربين عالميتين مدمرتين راح ضحيتها عشرات الملايين من الأوربيين وغيرهم.

السؤال الملح هو ما هي البيئة الأصلية للغة العربية "القريبة" من الأم "السامية"؟ بكل بديهة الجواب نقول هي البادية فكلنا يعرف قصة محمد (ص) وكيف أرسلته أمه الى البادية من أجل نقاوة جوها وخصوصا نقاوة اللغة العربية، هذه العادة كانت متبعة منذ القدم وقت كان سكان الحواضر والقرى الكبيرة يرسلون أولادهم للبوادي القريبة ليصبحوا صحيحي الأبدان فصيحي اللسان. ذلك يعني اذن ان من ينشأ في مجتمع أو بيئة حضرية خارج بيئة البادية سيبتعد بالضرورة من محيط ومصدراللغة الأصلي. لماذا أُهمل هذا السؤال لماذا لا يُقحم موضوع البيئة في نشأة اللغة الأم اذا كانت اللغة العربية تحمل "تقريبا" خصائص لغة الأم بمعنى أن بيئة البادية هي "تقريبا"

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير