تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

السببية في اصل نشأة جميع اللغات "السامية" وغير ذلك هو "بعيدا" عن سببية الأصل. في الإعتقاد ان اواسط منطقة (نجد) في الجزيرة العربية كان هو المركز الطارد للأولين لهذه اللغة حيث لا يمكن العكس, ففي الحالات المناخية الصعبة كالجفاف والتصحر فأن سكان جبال وهضاب اليمن وعمان والجهات الشرقية القريبة من سواحل الخليج العربي والتي مناخها أفضل من دواخل (نجد) لن يتركوا مناطقهم ويرتحلوا الى البادية البعيدة ومن ثم يدخلون في تنافس مع المجموعات التي تقطنها أصلا في ظروف مناخية صعبة ولكن العكس هو الصحيح أي ان يترك ابن البادية باديته بسبب المناخ الجاف ويرحل الى مناطق فيها المناخ انسب مع موارد مائية وطعام وهذا يحصل عند تكاثر عدد قاطني البادية أو أثناء الحروب من أجل الماء والكلأ أو النكبات الأخرى اذ أن حياة هؤلاء وحيواناتهم تعتمد بالدرجة الأولى على المناخ وتقلباته وأن أقل تغيير غير متوقع لتلك الدورات المناخية له الأثر الكبير على أرزاقهم وحركتهم. وبما أن البادية العربية هي عبارة عن حاجز طبيعي واجتماعي لكل دخيل فلغة سكانها ستبقى نقية ومن دون أغراب بينهم يلحنون بلغة أخرى في حين ان هذا لم يحدث للهجات "السامية" الأخرى. وهذا ما طرأ على لهجات وادي الرافدين المكتشفة والهلال الخصيب اذ انها ابتعدت كثيرا عن المصدر مكاناً وردحا طويلا من الزمن وأتصلت بلغات أخرى فأختلفت كثيراً عنه.

نستطيع أن نعمل شجرة على غرار اللغات الهنداوربية والأفضل أن تكون نخلة جذورها غارسة في بوادي شبه الجزيرة العربية وجذعها ممتد عاموديا ينتهي برأسها وثمارها اللغة العربية وباقي اللهجات هن عبارة عن فسائل الأم كلا في قربه وبعده عن رأس وجذر النخلة. ولكي لا يساء فهم مانذهب اليه بأن اللغة العربية هي الأم ويفسر بمعناه العنصري النقي والشمولي فالمقصود بهذه الأم هو الأمتداد المباشرالمتصل بين الجذر والرأس ولا يعني ذلك بالضرورة الأم وبناتها والأمثلة تَضرب ولا تَقاس. وإلا ماذا يًقصد بشبه أم أو تقريبا أُم؟ هل هناك أم لديها ذراعين وأخرى تشبها ولكن بذراع واحدة أو ساق واحدة؟ فهي إما أن تكون أو لا تكون.

لم نرى ليومنا اي بحث جاد في هذا الجانب البيئي كما أشرت سابقا أملا فيه أن يكون يوما ما.

من المحزن أن نقرأ لباحثين وبدرجات جامعية عالية وبالرغم من إعتراضهم لمصطلح السامية البدعة العنصرية من قبل لسانيي المانيا القومية الشوفينية في القرن 18 واصبحت الفون بسماركية والنيتشية في القرن 19 حيث صنفوا سكان العالم عنصريا حسب الأجناس واللغات في خرائط أجناس كالحيوانات فأعطوا الصيغة السامية لهذه الجماعة، مصطلح مستنبط من خرافات اسرى حرب بابل، وبالتأكيد أستغل هذا المصطلح سياسيا بعد ذلك من قبل الصهيونية لجلب أكبر عدد من اليهود من أوربا وغسل أدمغتهم بمنهجهم السياسي الصهيوني بتفسيرهم تاريخ البشرية من منطلق توراتي محرف وعنصري وليأتينا نحن فيما بعد في مناهجنا لنردد ما عممته "المرجعيات". المؤسف أن هؤلاء الباحثون قد قبلوا بهذا المصطلح العنصري كواقع حال علمي بالرغم من الاعتراض عليه لأنه لا يمت للعلم بصلة. أن الباحث والعلمي والاكاديمي لن يترك ثغرة مهما كانت صغيرة في بحوثه. في الغرب باحثون يتنافسون قي محاضرات وندوات وبسجال مرير فيما لو حرب ما في مكان ما بدأت في الساعة الثانية ظهراً أم في الثالثة ظهراً فتأملوا ما وقع وكيف تم قبول مصطلح "السامية" بكل بساطة وهو المعروف لدى جميع الاكاديميين والباحثين الجادين أنه بدعة عنصرية أساساً. ونستطيع القول بالنهاية ان الذي يقبل السامية كمصطلح علمي مفروض علينا بواقعنا الضعيف فعليه ان يقبل اذن بالأكذوبة التاريخية والمنتوج الخرافي التوراتي الذي أنشأ دولة مسخ فشرد شعب بأكمله وذلك للأرتباط العضوي بينهما فالاثنان اكذوبتان دمويتان يقبلهما الأكاديمي العربي بحجة امر الواقع دون ان يزن خطورة هذا القبول عليه و على أبنائه والاجيال القادمة في حين يتوجب عليه ان يؤسس للمستقبل ما هو علمي وصحيح وثابت حتى لو لم تأخذ به "المرجعيات الغربية" في الوقت الحاضر.

الغريب في الامر ان بعض الباحثين في اللغات السامية وبالرغم من مجهودهم في هذا الميدان يعيبون القوميين العرب بأنهم "متشددين وغوغائيين وبعيدين" كل البعد عن الروح الاكاديمية والمنطق في تعريفهم للغة العربية .. الخ , والأعجب في الامر ان هؤلاء الباحثون في الساميات انفسهم إستوردوا وإستعملوا وبكل انشراح "علمي" المصطلح العنصري الدموي الذي تم تصنيعه في أوربا بأختراع عتات العنصرية الا وهو مصطلح السامية، أليس هذا بغريب وتناقض صريح ألا يدعو ذلك للتقزز؟ أم كل شئ من الغرب هو مرجع والباقي يصبح مرفوض أم هو نقص ما في مكان ما؟

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير