تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولا لغيره ان ينفي ذلك. والا كيف نفهم منه وهو صاحب شهادة جامعية رفيعة وباحث متميز ان يفقد الحد الادنى من اتزانه العلمي والمنطقي والانساني ويتهم الشعب الفلسطيني بالارهابي ويتفهم من يقهر هذا الشعب الذي هو من جلدته وكيف نفسر اذن موقف هذا الاستاذ الجامعي العربي الاصل مع بحثه بمنشأ اللغة العربية؟.

لكي يكون الموضوع واضح للجميع يجب الاطلاع على العوامل الفزيائية ونشأة أول انسان مكتشف فيها. في الرابط ادناه (1) يتحدث عن اكتشاف للآن الاقدم انسان الذي اسمه في اللغة اللاتينية الانسان الذي يدري انه يدري homo sapiens sapiens عمره حوالي 200 الف عام عاش في القرن الافريقي بالضبط في الحبشة (أليس هذا هو الانسان الاقدم وصاحب اقدم لغة على وجه الارض ام هناك تحيز؟). من حيث علم الجيولوجي ان درع الجزيرة العربية قبل 25 مليون عام كان جزءا من افريقيا وحسب نظرية حركة القارات La Tectonique des Plaques، انظر الرابط (2)، تحرك هذا الدرع نحو الدرع الايراني ليرطدم به ثم ينزلق تحته Geo-syncline ليكون منخفض الخليج العربي اليوم، وبهذه العملية الارطدامية تكونت نحو الاعلى جبال زاكروش الايرانية Anticline ومن شرق درع الجزيرة بدأ البحر الاحمر بالتكوين كشق انكساري جيولوجي يمضي نحو البحر الميت بين فلسطين والاردن وثم ينتهي بجبال لبنان وهذه التكوينات الجيولوجية مستمرة ليومنا الحاضر. لكن الى عهود قريبة كان مضيق باب المندب بين اليمن وجيبوتي والصومال في القرن الافريقي متصل بممرات ارضية منها بركانية بحيث الانسان كان بأمكانه عبورها من والى الجهتين مصاحبا لمرور الحيوانات البرية كالجاموس والانعام الاخرى الذي يتبعها الانسان لاجل قوته وطعامه وهناك اثار لعظام هذه الحيوانات القديمة ذاتها التي تعيش في افريقيا وجدت في اليمن عليها علامات خدوش بسبب ادوات حادة يستعملها فقط الانسان. فلدينا الصورة بأن الانسان الاقدم المكتشف اليوم في الحبشة كان بأمكانه ان يعبر هذه الممرات القريبه اليه ويعيش في الجزيرة حيث مناخها يختلف عن اليوم، او العكس من الجزيرة الى افريقيا ونحن ننتظر بفارغ الصبر بحوث ميدانية ومسح اثري في اليمن وبادية الجزيرة حيث ليومنا لم يبت فيها الامر مع الاسف.

الشئ الثاني وهي النظرية الاحدث في وقعها بما يخص جهاز التواصل النطقي. ان هذه الحركة التكتونية جعلت منطقة القرن الافريقي اكثر عرضا للمناخ الجاف بعد ان كانت غابات استوائية ومدارية ثم اصبحت مكشوفة في اعشاب عالية Savannah حيث ساعدت الانسان بالوقوف على قامتيه ليرى الافق في الصيد والاحتراز من الاخطار. وبسبب هذا الجفاف تبيئت حنجرة ذاك الانسان بحيث بدأت تنزل الى اسفل الحلق لكي تحتفظ بأكثر رطوبة ويقيها من المناخ الجاف مما ساعده على قدرة النطق بعض الشئ في بدايته وظهور ليس فقط منطقة بروكا في دماغ الانسان المتخصصة في الكلام والتعبير المذكورة في الفصل السادس من كتاب الدكتور المزيني وانما ظهور منطقة ويرنيك او فيرنيك في الدماغ، رابط (3)، التي تقع خلف منطقة بروكا تختص بتحسس وفك رموز الكلام وتحليل مفرداته حيث لم يذكرها الدكتور المزيني في كتابه. بالاضافة الى موقع عينين الانسان في الواجهة التي جعلته يركز على الاشياء في نقطة محددة بثلاث ابعاد هذا ما ساعده على تطويرمفهومه للبيئة وبالتالي التعامل معها بدقة كما في الثديات المفترسة والكواسر الطائرة حيث موقع عيونها في الواجهة يساعدها على التركيز حين الافتراس والصيد وبالتالي التفنن بالحيل والمطاردة لذلك نجد هذه الحيوانات هي الاكثر ذكاءا ودهاء إن جاز التعبير. لكن الانسان مع اليد التي تتقن بدقة متناهية استعمال الادوات وبطبعه الاجتماعي الذي يساعده على تبادل الخبرات والاكتشافات والمعلومات بين المجموعات كل هذه (السينرجية) المؤثرة بعضها على البعض الاخر جعلت من تلافيف دماغه اكثر تعقيدا وبنفس الوقت جهازه للتواصل النطقي اكثر دقة فرويدا رويدا تغير حجم جمجمته وتغير فكه واسنانه وجهازه النطقي الذي نعرفه اليوم في نطق الاصوات العديدة.

وحسب النظريات الحالية التي تقول ان اصل الانسان الحديث هو من القرن الافريقي ثم انتقل الى ارجاء العالم ضمن فترات زمنية متباعدة انظر الرابط (4)، لم يبقى لدينا اذن سوى ان نذكر ان اللغة بمعناها العام نشأت مع ذاك الانسان وانتقلت معه في كل مكان وان اللغة العربية كسائر باقي اللغات هي ايضا من ذاك الانسان نفسه الفارق انها عاشت في منطقته وظروف بيئية حافظت على اصولها وتطورت دونما اي تبعج او انكسار الذي حدث لباقي اللغات التي ابتعدت كثيرا عن مصدرها عند الانتقال المتواصل من بيئة الى اخرى تختلف عن سابقتها الذي حصل وسببت لها الانبعاج والانكسار في اصلها، وهناك لغات بقت غير متطورة في جغرافيتها وهذا مشهود عند بعض جماعات تتكلم لغة بدائية سواء في افريقيا او غيرها.

هذا لم يذكره الدكتور المزيني في بحثه ولم يذكر ايضا ان منطقتنا اي منطقة اللغة العربية ترزخ بكل شئ ناشئ واولي. لذلك نعني بمنشأ جذور مصادر اللغة العربية قدمه قدم الانسان الاولي وليست اللغة العربية هي الاقدم، اي انها الوحيدة من بين جميع اللغات التي حافظت على جذرها الاصل الناتج من الانسان الاول فهي لغة آدمية بإمتياز، انظر الى الرابط (5) يخص دراسة حديثة لعلم الوراثة وخارطة جينية للانسان الحديث الذي انتقل من افريقيا الى الجزيرة العربية.

1

http://www.unews.utah.edu/p/?r=022106-47

2

http://uk.youtube.com/watch?v=ft-dP2D7QM4&feature=related

3

http://membres.lycos.fr/rouahcompere/cerveau.htm

4

http://www.globalchange.umich.edu/globalchange2/current/lectures/ford1/Ford1.html

5

http://pablo.carballada.org/2006/08/

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير