تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فخانَهُمَا رَيْب المنون فأفردا ولم تَرَ عيني قط أوحش من فرد

ويقال: إذا كان في يد زيد اثنان فَسُئِلْنا، أزوج هو أم فرد؟ قلنا: إنّا نعلم إن كل اثنين زوج، وهذا اثنان، فنعلم إنه زوج علما بالقوة القريبة من الفعل وإن لم تكن تعلم أنه بعينه زوج، كما يقال في الحساب: العدد إما زوج أو فرد، وهذا الرأي فيه نظر فالزوج في الأعداد يطلق على الاثنين والأربعة والسِّتَّة … والفرد يطلق على الواحد والثلاثة والخمسة و… وبالتالي فإني لا أرى حجة في هذا القول.

قال صاحب التهذيب: " ويوقعون الزوجين على الجنسين المختلفين نحو: الأسود والأبيض، والليل والنهار، وفي هذا تقييد منه وتحديد للاستعمال اللغوي للفظ، وقد يكون أكثر دِّقة، فقد حدده بالجنسين المختلفين، كما إن غالب الاستخدام عند أكثر النحاة يؤكد أن الفرد هو الزوج وبه نزل القرآن الكريم، كما في سورة: [البقرة: 35 و102،و النساء: والأعراف: 19 و 189،و طه: 170، والأنبياء:90،والزمر: 6] وغيرهن بألفاظ هي: {زوجك، زوجه، زوجها}.

استخدم القرآن الكريم لفظ (زوج) ومشتقاته بشكل كبير، منها قوله تعالى: ?وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ?] الروم:20 - 21] نظرة تفكّر في هاتين الآيتين امتثالاً لأمر الله تعالى تبين لنا أن خلق الإنسان آيةٌ من آياته، إن الفعل " جعل " يفيد إيجاد شيء من شيء وتكوينه منه، وأصل الخلق لآدم – عليه السلام – من تراب، ثم خلق زوجَه وهي ثانيته، فهو فرد أضيف إليه فصارا زوجين، والحكمة من خلقها واضحة، " لتسكنوا إليها " وكأن السكن لا يكون للفرد الواحد من المخلوقات دون زوجِهِ، ثم بنى على هذا السكن المودة والرحمة ويترتب على ذلك قُرَّة عين الزوج قال تعالى: ? رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ?] الفرقان: 74] وجعل من الزواج البنين والحفدة قال تعالى: ?وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ?] النحل:72]، فحكمة الزوجية في الإنسان وسائر الكائنات الحية – من حيوانات ونباتات – هي اتصال الحياة بالتوالد، وكلمة زوج تأتي حيث تكون الزوجة هي مناط الموقف حكمة وآية، أو تشريعا وحكما في آية الزوجية ? لتسكنوا إليها? [الروم: 21]، لأن الأساس الذي بُني عليه استخدام اللفظ هو: السكينة والمودة والرحمة، وقرار العين والإنجاب، فمتى تعطلت هذه العلاقة أو أصابها خلل يفقدها شيئا من أساس بنائها المتين من الأسس التي ذكرت كالخيانة أو التباين في العقيدة أو العقم أو الترهل، فإنه يعدل عن استخدام اللفظ إلى لفظ آخر، ومن نعيم الله على عباده المؤمنين الذين يدخلون الجنة الأزواجَ والحور العين، ففي كل الآيات المتعلقة بالجنة يستخدم للدلالة على النساء لفظ " الأزواج " أو الحور العين، ولا يستخدم لفظ المرأة أو الأنثى أو النساء أو غير ذلك، بل هو لفظ واحد ثابت:أزواج لا غير قال تعالى: ? ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ?] الزخرف: 70] وملاحظة أخرى على استخدام لفظ"أزواج"فهو جمع قلّة من جموع التكسير وكما يقول الصرفيون: جموع القلّة تستعمل للدلالة –في الأغلب- على عدد لا يقل عن ثلاثة ولا يزيد على عشرة، وكأني ألمح من هذا الاستخدام أن الزواج بمعناه القرآني لا يكون بالعدد الكثير ومما يؤكد ذلك أنه لا يجوز الجمع بأكثر من أربع نساء، ورغم فصاحة لفظ"زوجة" إلا أن القرآن لم يستخدمها لا في الإفراد ولا في التثنية ولا في الجمع، وكأنه لا يريد أن يفرق بين المرء وزوجه بهذه التاء، أو يزيد أحدهما على الآخر.

ولكم جزيل الشكر

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[20 - 03 - 2009, 02:35 م]ـ

الأصح والله أعلم أنها تطلق على المفرد فقط، وهنا يحضرني الاية من الأنعام "ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنْ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنْ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ أَالذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمْ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ" 143.

فهذه تساند من يقول بالزوج تطلق على المفرد.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير