سلاح اللغة العربيّة، بعلميّتها وأدبيّتها. سلاحٌ ذو شأن.في ميدانه نتبادل مثاقفاتنا،فثمَّ من يشهر رأيه وعلمه اختلافا مع غيره،وثمّ من
يناضل لبقاء سيف كلمته،كذلك بعضنا يرى ذلك.
يا سيّدي الكريم:حين يخرج علمك من لدنك إلى ساحة الميدان (والميدان هنا هو الفصيح كما لا يخف!) فأنت سلفا ستستعد لكل الآراء (أوالسيوف!) التي قد
تقف مرحبة بما قلت أو أنها تشهر في وجه حديثك شيئا لا نأمله، لكننا قد نسعد به،إن كان الهدف منه تحقيق النصر وفق معايير نبيلة سليمة،تبحث عن الرقي بأدبنا وعلمنا عن الأخطاء التي تشوّه معالم هذا العلم. إنها تبحث عن النجاح والانتصار! ليبق ميدانك نظيفا.
نحن هنا لتبادل المثاقفات.
فالعلم نأخذه من أمهات الكتب أو من علماء وأدباء في تخصصاتهم الدقيقة .. وفي الثانية يزخر الفصيح.
فيكون الحديث في موضوعات مختلفة تثير النقاش. كل مثقف في تخصصه .. فنتبادل معه هذه الثقافة التي حصل عليها من علمه،وتخصص دراسته، فتجد مثاقفات ومطارحات أدبيّة وعلميّة هنا وهنالك.
أشكرك كثيرا على:
"بارك الله فيكم، قال الزمخشري في أساس البلاغة:
وثاقفه مثاقفة لاعبه بالسلاح وهي محاولى إصابة الغرة في المسايفة ونحوها. وفلان من أهل المثاقفة، وهو مثاقف: حسن الثقافة بالسيف بالكسر. ولقد تثاقفوا فكان فلان أثقفهم. "
سأشكرك لأني من حبر قلمك قرأتُ هذا.
فأنا آخذ منك،وأنت تأخذ مني.
وأنت تعطيني،وأنا أعطيك.
سياسة (السوق الأدبيّ والعلميّ) في الفصيح واضحة جدا.
وإن حديثكم هذا أضاف لي الكثير،والذي سيدفع بي إلى التدقيق في اختيار مفرداتي.فجلّ من لا يخطيء.
أخيرا:
إني هنا لأتعلم وأتتلمذ،وأثري علمي وأدبي من أمثالكم
أيها الأستاذ الكريم الفاضل.
فلا يزعجك أن تقرأ ما يسوء في بعض حديثي (من أخطاء لغويّة،نحويّة) ..
فسأظل في طلب علم وإن حصلتُ على أعلى الشهادات، و أنا التي لم تحصل بعدُ على شيء.
وقد تجد في إضافتي هذه من الأخطاء.لكنّ ما يثلج الصدر أنني أتعلّم.
ثم إنّك ستجد في حديثي أدبيّة أكثر من العلميّة، وسأكتفي بما ذكرتَ من حديث العلّامة "الزمخشري".
أهلا بك أخي الكريم مرة أخرى .. وأشكرك كثيرا ..
سعيدة بهذه الملحوظة فحين أخطئ قد يكون هناك من يضحك لأخطاء تعبث بحروفي،
لكنّ الله يسّر لي ــ من مثلكم ــ صادقا معينا يهدي إليّ عيوبي،ثمّ يعين على التصحيح رحمك الله وبارك فيك.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[11 - 02 - 2009, 12:22 ص]ـ
ونحن هنا نتحدث يا رعاك الله ..
عن المثاقفة بالسلاح!
فالأدبيّة ـ في نظري ــ تعني أننا نتناول من مائدة (المجاز)
في كثيرٍ مما نقول به.
سلاح اللغة العربيّة، بعلميّتها وأدبيّتها. سلاحٌ ذو شأن.في ميدانه نتبادل مثاقفاتنا،فثمَّ من يشهر رأيه وعلمه اختلافا مع غيره،وثمّ من
يناضل لبقاء سيف كلمته،كذلك بعضنا يرى ذلك.
أعجبني هذا الرأي ..
وهو في زعمي إرهاص لمقال حصيف.
شكري وتقديري لك، ولأخي جلمود الذي استفز يرقة المعرفة في ذهن المستبدة.
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[11 - 02 - 2009, 01:42 ص]ـ
للفائدة:
جاء في كتاب التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي:
الثقف الحذق في إدراك الشيء وفعله ومنه قولهم رجل ثقيف أي حاذق في إدراك الشيء وفعله وعنه استعير المثاقفة ويقال ثقفت كذا أي ادركت ببصرك لحذق في النظر ثم تجوز به فاستعمل في الإدراك وإن لم يكن معه ثقافة نحو " واقتلوهم حيث ثقفتموهم ".
ـ[جلمود]ــــــــ[11 - 02 - 2009, 04:28 ص]ـ
بارك الله في الأديبة الفصيحة أختنا المستبدة!
مقال رائع وصياغة أدبية فريدة، وتواضع جم؛ فشكر الله لك من قبل ومن بعد!
ويمكنني أن أضع أيديكم الشريفة على نقطة الخلاف، ألا وهي: استعمال كلمة المثاقفة في سياق كلامكم السابق.
فكلمة المثاقفة مصدر من الفعل ثاقف على وزن فاعل كما قال الزمخشري وإن كنت لم أقف على استعمال للفعل ثاقف، وتدور معاني هذه الكلمة بين الحقيقة والمجاز، أما الحقيقة فهي المبارزة بالسيف والملاعبة بالسلاح، وأما المجاز فهو المناظرة والمباحثة والمذاكرة ...
نحن هنا لتبادل المثاقفات.
فالعلم نأخذه من أمهات الكتب أو من علماء وأدباء في تخصصاتهم الدقيقة .. وفي الثانية يزخر الفصيح.
فيكون الحديث في موضوعات مختلفة تثير النقاش. كل مثقف في تخصصه .. فنتبادل معه هذه الثقافة التي حصل عليها من علمه،وتخصص دراسته، فتجد مثاقفات ومطارحات أدبيّة وعلميّة هنا وهنالك.
بارك الله فيكم، هناك بون كبير بين تبادل الثقافة وهو الذي تقصدونه، وبين تبادل المثاقفات، فهل تقصدون من قولكم السابق (تبادل المثاقفات): تبادل الملاعبة بالسلاح بين أعضاء المنتدى إن كنتم استعملتموها على سبيل الحقيقة، أو تبادل المناظرة بين الأعضاء إن كنتم استعملتموها على سبيل المجاز، فإن كانت الأولى فلا أظنكم تفصدونها فهذه مجالها في الحرب، وإن قصدتم الثانية فلا أرى معنى لتبادل المناظرة، لاسيما ومعنى التبادل هنا الأخذ والعطاء في الوقت نفسه.
بارك الله فيكم، والأمر هين، وكما قلتم لا أحجر واسعا، واختلافي معكم لا يعني كوني على الحق والصواب، فقد يكون استعمال هذه الكلمة صحيحا والخطأ عندي.
ومن باب الشيء بالشيء يذكر كنت أريد أن أستفسر منكم عن لفظة وردت في حديثكم السابق نفسه وهي:
الفصيح فوق أن يجيّر لأهداف لا طائل منها.
فما معناها؟ وهل ورودها بهذا المعنى ـ الذي أردتموه ـ صحيح لغويا؟
¥