كان القدماء يعبرون عن الأعداد بحروف هجائية، ففي الغرب كانت الحروف اللاتينية تستعمل لذلك ... وكان الساميون مثلا يستخدمون ما يسمى بحساب الجمل
أرى في هذه العبارة شأن. فهذه الحقيقة أن للأحرف السامية و الأرقام علاقة كأنه ينبع من أصل سماوي. و البعض يستعمل هذه الخاصية في القرآن.
(كِتَابٌ مَّرْقُومٌ) المطففين: 9 - - و كذلك (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا) الكهف: 9 – آيتان بهن الجذر رقم.
مع أن اعتقادي أن القرآن يفسر بالقرآن ... أقتطف هذا من "لسان العرب" لظني هذه الأسطر تلمس جانب أصل معنى الكلمة أكثر و هذا لأنه كأن الترقيم هو نوع من الزخرفة و لكن الترقيم له حقيقة و مادة بالنسبة للزخرفة و هي ظاهرة؛ الا ترى أن كلمة الزخرفة لم تأت بموضع يصف العلو في القرآن:
"---- والرَّقْمُ خَزّ مُوَشّى. يقال: خَزٌّ رَقْم كما يقال بُرْدٌ وَشْي.
---- والرَّقْمُ ضرب من البُرود؛ قال أبو خراش:
تقول: ولولا أنت أُنْكَحْتُ سيداً * أزَفُّ إليه، أَو حُمِلْتُ على قَرْمِ
لَعَمْري لقد مُلِّكْتِ أَمْرَك حِقْبةً * زماناً، فهلا مِسْتِ في العَقْمِ والرَّقْمِ
---- والرَّقْمُ: ضرب مخطط من الوَشْي، وقيل: من الخَزِّ.
وفي الحديث: أَتى فاطمة، عليها السلام، فوجد على بابها ستْراً مُوَشًّى فقال: ما لنا والدنيا والرَّقْم؟ يريد النقش والوَشْيَ، والأصل فيه الكتابة.
وفي حديث علي، عليه السلام، في صفة السماء: سَقْف سائر ورَقِيمٌ مائر؛ يريد به وَشْيَ السماء بالنجوم.
---- ورَقَمَ الثوب يَرْقُمُه رَقْماً ورَقَّمهُ: خططه؛ قال حميد:
فَرُحْنَ، وقد زايَلنَ كل صَنِعَةٍ * لهنّ، وباشَرنَ السَّديلَ المُرَقَّما
والتاجر يَرْقُمُ ثوبه بسِمَته.
---- ورَقْمُ الثوب: كتابه، وهو في الأصل مصدر؛ يقال: رَقَمْتُ الثوب ورَقَّمْتُه تَرْقِيماً مثله."
و لكن السؤال: متى أمست كلمة الرقم تمثل العدد في اللغة؟ أني أظن هذا حدث قريبا لموازية علوم الغرب. هل هذا صحيح؟