ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[05 - 06 - 2010, 06:10 ص]ـ
عُدنا سبيس توون
ذاتَ موتٍ نسيَتني المقابرْ **** وتناست كلماتي المحابرْ
كأني أمام رجل يريد الرحيل , فبه تعبٌ وبه علة ٌ تصرخ استغاثة من واقعٍ ما.
وسَرَتْ ريحٌ بأشجان قلبي **** جرفتها نحوجمرالمحاجرْ
أصعب شيء على المرء أن يجد نفسه أمام هذا القيد الجبري
فلا هو براضٍ ولا هو بماضٍ فقط يتنقل من سلب إرادة إلى أخرى.
ثم ماتت بالعشيّات أحلامي وقد لُفَّتْ بنَشْجِ النَّواظرْ
كأنه الريح أخذت العشق والأحلام معاً لا لتقيدها أو لتؤجلها بل لتميتها
فهنا موتٌ لا إرادي لأشياء لا نحب أن تموت وبأول بيت إرادة للموت برضاء كامل لكن محاولة باءت بالفشل.
واحتفلنا بعدُ بالموتة الخمسين لكنْ ما وجدنا التذاكرْ
عودة لنفس الأمنية الأولى فكرة الرحيل تكررت مرات ومرات دون جدوى.
طردونا خارج الحفل حتى **** لا نرى كيف تُدارُ الدوائرْ
حتى وجه المنع راية رفعت في وجوه هؤلاء الذين لم تحن بعد أدوارهم.
فعَلَوْنا منكبَ الرَّفْضِ نَجْني **** نظرةً ذكرى تُغَذّي الخواطرْ
غير أنّا إذ فشِلْنا سقطْنا **** فوق نهرٍ من حظوظ عواثرْ
لا ضفافٌ تُرْتجى لِلُّهاثِ **** أو بقايا مركبٍ للبشائرْ
بيتان يخدما الفكرة بل وأذكر مثلاً بالعامية المصرية (ولا منهم ولا كفاية شرهم) لم يعطوا هؤلاء المتشوقين أمل في الانضمام ولا طوق نجاة للرحيل ,
كل ما حوْلك قِرشٌ، ظلامٌ **** وصقيعُ الصَّمتِ سَدَّ المعابرْ
أدوات الخوف والقهر والتجمد والنهاية الجسدية والتي تساهم في تعذيب الأجساد , عقلٌ مشتتٌ خوفٌ مستبدٌ صقيعٌ قاتلٌ صمتٌ كاتمٌ = شللٌ تام.
يُسْفِر الفجْرُ، فتمتدُّ أيدٍ **** صارخاتٌ فيك يا أنت سافرْ
قدَرٌ أن نزرع الأرض أجيالاً **** وفي المَنْفى تكون البَيادرْ
قدَرٌ أن نُنْجب الزّهر وَهْناً **** ويمصُّ الغَرْب ماء الأزاهرْ
الأملُ يمد يده ويلوح عن حياة جديدة لكن لم تدم إن وقعت الفرحة بين يأس وحزن فما الجديد؟
هيَ أيدينا قَدَ اْوْكَتْ وفانا **** نفَخَ القِربةَ ضِمْن المخاطرْ
نحن شكَّلْنا إلهاً، عبدناهُ، أطعنا كيف شاءَ الأوامرْ
ثم قدَّمْنا قرابين مَدْحٍ **** ودَسَسْنا في التراب الضَّمائرْ
وذبَحنا للإله (المفدّى) **** طُهرَنا والصِّدقَ والطفلَ ثائرْ
وتجسَّسْنا على كل صدرٍ **** عَلَّها تَرْضى كلابُ الأكابرْ
نقلة عامة وكأني بين قصيدتين لا قصيدة واحدة لله درك كيف من يملك الجمع بين قصتين لواقع ٍ واحد دون إشعار القارىء حتماً من صفوة المبدعين , وكأن ما كان كله صناعة شخصية لهؤلاء المرتزقة
وجزاء السكوت استفحالٌ في صورة ضياع.
هل ترى أيَّ مدىً من حضيضٍ**** قد وصلناه بفخر الأصاغرْ
نُدْمنُ الظلَّ خضوعاً ونرضى****أن نلوك الخوفَ خلْف الستائرْ
إنها آلهةٌ قد صنعناها، وإبراهيمُ لمّا يُغادرْ
وفؤوسٍ قد وَراها انتظارٌ **** تتشَهَّى أن تُفيقَ المنابرْ
لا أدري للمرة الثانية يتم الجمع بين ثلاث قصص لخدمة واقعٍ واحد ٍ أحييك يا دكتور حقاً هي صورٌ تنطق نحنُ في حضيض ٍ والأكابر هم الأصاغر فكيف يستقيم الحال والهرم مقلوب والصور مشوشة تكاد لا ترى أو تكاد تتجاهل من قبل العارفين.
***************
أيُّها الغافي على شلْوِ نومٍ **** أيقظِ الفجْرَ بعزْمٍ، وبادرْ
من أراد الشمسَ ألقى ظلالاً **** خلْفَ نَعْلَيه، ودكَّ السّواترْ
هي الثورة إذن أو الصحوة أطلقها قلمك لمن أراد مبادرة والشمس هاهي في الأفق لمن أرادها دليلاً أيضاً , لستُ أدري ما قرأت يُنسب لأي صنف من الشعر , أهو شعر الخلود , أوليس ما تخطه يد الأنسان سيُخلد فإما للخير أو للسوء , وها أنتَ سيدي تضع طريقاً على ثلاث نقلات الأولى تمنى للرحيل , والثاني بصيص من الأمل مع ماحولة الهروب من الدوافع التي تسقط الأشياء الجميلة النافعة , والمرحلة الأخيرة العزوم والتوكل لمن أراد نعيما , أنا بتُ لا أعرف ماذا أفعل , فلستُ بناقدٍ ولكن يستهويني الجمال كما ذكرتُ لك سالفاً , وما لامس هوايتي المفضلة حين قرأتُ قصيدتك أنها ربما تخاطبني كواحدٍ من هؤلاء الباحثين عن ملاذ وبصيص أملٍ , قد أطلت فاعذرني وقد تفلسفت فيما ليس لي به علم فارفق بي , فهي تجري في دمي ككرات بيضاء أو حمراء , بارك الله في قلمك وجعلك من النافعين المنتفعين به , ولا تبخل علينا بما أنعم الله به عليك , أما بنعمة ربك فحدث , دُم كما عرفناك صاحب رسالة.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[05 - 06 - 2010, 04:08 م]ـ
تدار الدوائر عندي أبلغ
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[05 - 06 - 2010, 08:10 م]ـ
كنت وضعت هذه القصيدة في مدونة غير أني أحببت أن تأخذ حقها من التشريح والنقد خاصة وأن أكثر أساتذتنا موجودون هذه الأيام في الفصيح يجولون ويصولون وأنا أدعو الجميع إلى هذه الوليمة، فحيهلا
وليمة دسمة ما شاء الله
وتشريحها يحتاج إلى طبيب إبداع خريت ماهر
لكن أبت علي نفسي إلا أن أضرب لها بسهم ولو يسير من ذلك الفيء:)
وكلها مآخذ شكلية أما المعاني فأنت ابن بجدتها وأبو عذرتها
لا ضفافٌ تُرْتجى لِلُّهاثِ **** أو بقايا مركبٍ للبشائرْ
لو قلت (للُهَاثٍ) لسلمت من الخلل العروضي
وفؤوسٍ قد وَراها انتظارٌ
أظن الصواب أن نقول واراها انتظار أو ورَّاها بتشديد الراء أما ورها فلا أظنها تستقيم لغة وإن استقامت وزنا
هيَ أيدينا قَدَ اْوْكَتْ وفانا
وصل المقطوع ضرورة
قدَرٌ أن نزرع الأرض أجيالاً **** وفي المَنْفى تكون البَيادرْ
هذا البيت مدور أليس كذلك؟:)
أيُّها الغافي على شلْوِ نومٍ **** أيقظِ الفجْرَ بعزْمٍ، وبادرْ
من أراد الشمسَ ألقى ظلالاً **** خلْفَ نَعْلَيه، ودكَّ السّواترْ
اسمح لي أن أرفع القبعة فهنا تتجلى روعة الإبداع
¥