عدة دقائق ردّت كلها يرتعش .. مرحباً هل لي أن أكلم الياسمين .. أنفاسٌ تأبى الخروج صمتٌ مطبقٌ أسكت المكان .. كرّر مرحباً هل الياسمينة هنا هل أنت الياسمينة .. شعر بها صمت هو أيضاً بعد لحظات قاربت النصف دقيقة قالت: نعم أنا هي كيف أنتَ يا حبيبي .. عاد لقواه بتلك الكلمة السحرية التي تخترق الوجدان فتحرك فيه مشاعراً كادت تُنسى .. حبيبك من الجيد أنك مازلت تذكرين حبك الذي غبتِ عنه زمناً كدتُ فيه أهلك .. يا فؤادي وهل يُنسى الحب النقي الطاهر الذي لا دنس فيه .. وهل تموت المشاعر النبيلة التي لا تفارقنا في الإصباح والمساء .. إن كنتُ قد غبت عنكَ بجسدي فروحي معك وقد يفنى جسدي لكنّ روحي لا تفنى بهذا عهدَ الخالق لنا .. ثمَّ داعبته: ألستَ مؤمناً ثم ابتسمت بسمة دنت من القهقهة .. لكن الأشياء التي تراقب المشهد عن كسب ضحك بعضها وابتسم بعضها أول مرة منذ وقتٍ يرون سيدتهم فرحة .. قال لها: ما الأمر إذن ما سرُّ تلك القطيعة؟ .. ياربيع إن حبيبتك ستسلب منك .. أوقف حديثها ماذا تقولين ما هذا القول لماذا ومن ذا الذي يفعل وكيف .. تلك هي الحقيقة يا سيدي وتاج رأسي وهل أنا أعز من بلادنا المقدسة كل الأشياء في الشرق إرادتها ليست بيديها فهل تكون أرادتي بيدي .. قطاعها قائلاً: أيتها الياسمين يا روحي وعمري: لن يتزوجك غيري .. قاطعته قائلة: قالوا عن فلسطين والعراق ولبنان ومصر والشام؛ سندافع عنها حتى تنتقل أرواحنا وننول الشهادة أو ننتصر كثيراً نالوا الشهادة وأكثر منهم لم ينتصروا .. إننا يا سيدي أشبه بقطيع النيلوفر لا يزهو لونه إلا إذا كان في حديقة ملك أو رئيس ولا يعز ويكون حراً إلا إذا قبل أن يوضع في المكان الذي يرونه مناسباً له .. فيكون بعيداً عن مكانه الطبيعي وأرضه الطبيعية .. فأيُّ عزة تلك أو كرامة .. أنفاسي تضيقع جداً هل تسمح لي أن أنهي تلك المكالمة وسأكلمكَ فيما بعد أيها الرَّبيع .. قال َ: ولكن يا أيتها الياسمين لا يُمكن أن أتركك على تلك الحالة بين انكسار وانهيار .. قالت: أرضنا المسلمة وأرواح شعبها الطيب في كل شبر تُرك منَّا جميعاً أتراني أعز من الأرض والعرض .. أيها الرَّبيعُ أنفاسي تأبي الخروج فلا تخف حبك كما انفاسي لا يخرج منّي ولن يخرج إلا على نورٍ ومسافات وآفاق من الأمل أنت على ميمنتي فيها كروحي تماماً وأرضي على ميسرتي كجسدي الطاهر تماماً ودونهما لم ولن أقبل حياة.
ـ[معاني]ــــــــ[16 - 07 - 2010, 05:28 م]ـ
عبر أسلوب السرد الماتع الذي حبكت خيوطه بمقدرة عالية لتصوغ رؤية إنسانية وسنة كونية.
نقرأ فيها ثنائية الإنسان /الأرض التي غالبا ماتكون معادلا لوحدة القيمة والانتماء والمرجع والتاريخ.
وهي ثنائية إيجابية تنحو إلى التكامل إذا حصل التلاؤم والانسجام أما إذا حالفها التأرجح حينها يكون الاضطراب وإذا كان هذا الليل ممتدا منذ عهد الأجداد تضعف المقاومة حتى تتلاشى تحت وطأة التخلف والجمود فحينها حتى الأنفاس تأبى الخروج.
بوركت على هذا النص الهادف.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[17 - 07 - 2010, 05:58 ص]ـ
عبر أسلوب السرد الماتع الذي حبكت خيوطه بمقدرة عالية لتصوغ رؤية إنسانية وسنة كونية.
نقرأ فيها ثنائية الإنسان /الأرض التي غالبا ماتكون معادلا لوحدة القيمة والانتماء والمرجع والتاريخ.
وهي ثنائية إيجابية تنحو إلى التكامل إذا حصل التلاؤم والانسجام أما إذا حالفها التأرجح حينها يكون الاضطراب وإذا كان هذا الليل ممتدا منذ عهد الأجداد تضعف المقاومة حتى تتلاشى تحت وطأة التخلف والجمود فحينها حتى الأنفاس تأبى الخروج.
بوركت على هذا النص الهادف.
تالله صدقتِ هي ثنائية أرض وإنسان .. كلاهما لا ينفصل وكلاهما شبيهٌ للآخر وكأنه صنوه ولم لا .. أوليست الأرض تحمل العناصر الأربعة للحياة (الماء - النار - الهواء - التراب) أوليست الأرض تحمل كل المخلوفات التي صورها الله في صور شتى ومنح الإنسان أحسن صورة بين جميع خلقه .. أحياناً حين نكتب فيطيعنا القلم وَتُطيعنا الأحداث .. نَمتن لمن يرى تلك الأحداث في حلة جيدة أو حيكت بإسلوب شيق .. فهذا لأنه ذوّاقة وهذا لأنه بالكلمات التي تُشبه الإطراء وهي نقداً حقيقاً إذ أنها تُكمل ما نقص في النص الأصلي وتصلح اعوجاجاً وقع فيه .. لهذا يجب شكرك على ما قدّمتيه .. جزيتِ خيراً أسعدك الله في الدارين.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[18 - 07 - 2010, 04:41 ص]ـ
رحم اللهُ أهلنا من الأولين.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[18 - 07 - 2010, 05:01 ص]ـ
أنفاسٌ تأبي الخروجَ كأنها ... سُحبٌ في السماء هِضابا
مَنعتها الأرضُ وهي التي ... جَمَّلتْ جدبها بمطرٍ يُهابَ
ضَيّقتْ عليها كأنها سِجنٌ ... في جبال شَّماءٍ لا يُصابَ
فعلى كلِّ حيٍّ أنْ يَعلمَ مِن ... عيون الدَّهرِ ما لا يُعابَ
فلربما جَمِعَ قلبكَ مِنه حُباً ... وَلربما بَكيتَ حتى تُذابا
فاصبر صَبرَ أيّوبٍ فإنَّ ... الصبرَ للعاقلِ نَجاةً وَرحابا
وَهوَ للعجولِ براءة إذ همَّ ... أن يَجدَ لِنفسهِ فرجاً تُرابا
واسأل اللهَ وَاشُكر نِعمهِ ... فليسَ سواهُ يَمنحك الجوابا
نور الدين
¥