ـ[جلمود]ــــــــ[05 - 08 - 2010, 10:28 م]ـ
أخي الحبيب جلمودا ..
في كل نص تثبت أديبنا الأريب أنك تنتمي روحا وقلما وفكرا
لأدباء نجلهم ونحترمهم زينوا بداية نهضة الأمة بأدب سيبقى ذخرا
للأجيال إلى الأبد ..
قصة من الروائع فيها برغم قصرها من الرموز و الإشارات ما تضيق
عنه عشرات الصفحات .. لله درك أديبنا
ووددت أن أتساءل: أليس لأديبنا نصوص شعرية؟؟ ?
لا تحرمنا -أديبنا- من مثل هذه اللقطات المصورة العالية الدقة والمركزة
وأرجو أن تتقبل بعضَ ملاحظاتٍ على النص في هذا الاقتباس وهي في غالبها من باب
التفضيل و الذوق الخاص و السهو الطباعي فيما تبقى:
وافر ودي و تقديري
أما ما أسميته سهوا طباعيا فهو خطأ نحوي مني، جزاك الله عني خيرا، وأما ما أسميته ذوقا وتفضيلا فهو المقدم عندي على ماكتبتُه. هذه واحدة، والثانية أستأذنك أن تعدل النص: من خطئي إلى صحيحك، ومن مفضولي إلى فاضلك.
تحياتي وشكري إليك بازي العزيز!
ـ[همبريالي]ــــــــ[06 - 08 - 2010, 01:46 ص]ـ
أبدعت في ما كتبت
وأصبت في ما رميت
خالص مودة همبريالي وتقديره
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[06 - 08 - 2010, 03:28 ص]ـ
على باب السيدة
أرقت قبل انصداع الفجر من هموم لا تزال تظلني، فقلتُ لنفسي أصلي في جامع السيدة زينب، توضأت وأسبغت الوضوء ثم بكرت إلى المسجد، فوجدت نسمة لطيفة داعبت نفسي حتى زال همي وانقشع غمي، وصلت إلى المسجد مبكرا ولما تُزال أغلاقه، التفت يمنة ويسرة علّي أجد مكانا أجلس إليه، فوجدت شيخا كبيرا أتت عليه الأيام، فقلتُ أستانس به، فسلمت عليه ثم جلست، وكان الرجل ودودا فبدأني بالحديث:
- من أين يا بني؟
- قلت: من الحسين.
- قال وكأنه يحفظ الحسين شبرا شبرا: من أين من الحسين؟
- قلت: من درب الأتراك.
- قال: خلف جامع الأزهر؟
- قلت: نعم.
- فتنهد في حسرة وقال: وأين أزهر اليوم من أزهر الأمس! بل أين أدباء اليوم من أدباء الأمس: طه حسين والعقاد وشوقي والمازني ومحمود شاكر والطناحي والمرصفي والرافعي والمنفلوطي! والله اشتاق قلبي لعطائهم ويدي لمصافحتهم!
- قلت: أوتعرفهم أيها الشيخ الجليل؟
- قال في ثقة: نعم، بل لم يكن يمر علي يوم حتى أنهل من عطائهم الفياض.
- فقلت في نفسي: ما أجهلني! لا شك أنه أديب كبير طوى الزمان ذكره. فقلت له: أيها الشيخ الجليل ألا تعرفني بشخصك الكريم!
- قال أنا رجل على باب الله.
- قلت في نفسي: هذا تواضع العلماء! فقلت له أيها الشيخ الجليل: اعذر جهلي فلم أعرفك بعد.
- قال: والحمد لله لا يوجد أديب كبير ولا شاعر إلا وصافحته ودعوت له ودعى لي ونهلت من عطائه، بل وكان هو الذي يدعوني إليه، ولكن الحال تغير، وما عاد عطاء أدباء اليوم بمثل عشر الأمس، وما عاد يدعوني أحد، بل أنا الذي أذهب إليهم، ولكن الحمد لله على كل حال.
- فقلت في نفسي: لقد قابلتُ مثقفا مثلي يؤمن بقضاياي ويعرف لأدبائنا الكبار حقهم. ثم قلت له: أيها الشيخ الجليل اعذر جهلي مرة أخرى، كيف لا يعرفك مثفقو اليوم!
- قال: لأن عملي يتطلب الكتمان.
- قلت: وماذا تعمل أيها الشيخ الجليل.
- قال: شحاذ.
سبحان الله
تستطيع استشفاف أشياء كثيرة عن شخصية الكاتب عندما تقرأ نصه
نص بسيط عميق في نفس الوقت محزن مضحك كذلك واضح غامض مرمز في آن واحد ..
البراعة في اليراع تبدع ولاسيما عند صاحب الذهن المتقد والنظرة اللماحة والأسلوب المتميز
أود أن تساعدني في إلقاء نظرة سريعة على فكرة لم أستطع الإحاطة بها كاملة ربما لأنني لا أعرف تمامًا حي الحسين:
لماذا انتقيت الأدباء مباشرة ولماذا اتجه ذهن الشحاذ للحديث عنهم بشكل خاص دون المشايخ والعلماء والطلاب فما يخطر في بالك بمجرد ذكر الأزهر هو االمشايخ والعلماء وطلاب العلم، قبل الأدباء والشعراء .. ؟ طبعاً للكاتب الحرية في الانتقاء وهذا ما فسرته ولكن هل هناك سبب آخر؟؟
ربما لم أستطع تطبيق قواعد القصة القصيرة من حيث الحبكة القوية والتشويق ولكن الرمزية والفكرة واللغة الجيدة والأسلوب المحكم استطاعا أن يقنعاني بجمال ما قرأت وجعلاني أتحسس أكثر جمال الرمزية عندما تستخدم بشكل فني جميل ..
الروعة كانت عند الخاتمة:
"قلت في نفسي: لقد قابلتُ مثقفا مثلي يؤمن بقضاياي ويعرف لأدبائنا الكبار حقهم. ثم قلت له: أيها الشيخ الجليل اعذر جهلي مرة أخرى، كيف لا يعرفك مثفقو اليوم!
- قال: لأن عملي يتطلب الكتمان.
- قلت: وماذا تعمل أيها الشيخ الجليل.
- قال: شحاذ."
هنا الضربة القاضية .. إذن فلا أحد مثقف مثلك:) وهذه لفتة تبعث على الابتسام دالة على شيء من الغرور أو أعتذر أقصد الثقة بالنفس .. (طبعاً أقصد بالحديث عن الراوي) ولا أحد يعرف لأدبائنا الكبار حقهم وهنا بيت القصيد وعين الصواب
أشكرك على قصتك القصيرة العميقة وليتك تتحفنا بإبداعات أكثر
بارك الله فيك أستاذنا وأديبناالفاضل جلموداً وأسال مدادك وحفظ يراعك للخير
¥