وطيّب الله جراح الأمة العربية جمعاء ..
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[14 - 10 - 2010, 02:07 م]ـ
بالفعل أبيات تنم عن قريحة متقدة
و يكفيك التأمل السريع فيها
وأما الإستلهام فهو غير الإلتهام ..
وكان فيمن سبقنا من فحول الشعراء
فهذا الأخطل قال رائيته الشهيرة:
تغيرَ الرسمُ مِن سلمى بأحفارِ
وأقْفرَتْ من سُلَيمْى دِمْنة ُ الدَّارِ
وقَد تكونُ بها سلمى تُحَدثُني
تَساقُطَ الحلْيِ حاجاتي وأسْراري
وكانت على غرار رائية النابغة الذبياني
عوجوا فحيوا لنعم دمنة الدار ... ماذا تحيون من نؤيٍ وأحجار
أقوى وأقفر من نعمٍ وغيره ... هوج الرياح بهابي الترب موار
وقد تكون بها نعم فأخبرها ... ما أكتم الناس من حاجي وأسراري
ومثل هذا كثير
وذلك عادة ما يكون عند بداية القرزمة بالشعر ..
إضافة إلى الملاحظ التي طرحها من سلفني من الأساتذة
في بيتك الذي يقول:
يا دجلة الأنهار روّي غربتي ... ظمآنةٌ ترنو إلى مشتاقِ
لو كان تمام العجز: ظمآنةٌ تهفو إلى مشتاق
... لكان البيت أبلغ بلفظ " تهفو " من حيث شدة اللهفة ..
والله أعلم
أبداً أيها الفاضل ..
سومر مدينة بابل القديمة وهي مجد الحضارة في العراق
ومعنى البيت هو أن تعود سومر قِبلةً (يتوجّه إليها محبوها) حين يدعوهم الحنين
العشاق، هم عشاق سومر وأرض الرافدين ..
حضارة السومرين والآشوريين وتلكم القرون الغابرة
لا تعنينا كمسلمين و لا حتى كعرب عاربة أو مستعربة
أضيفي إلى أن تلكم الحضارات كانت حضارات وثنية قامت على عبادة كل ما سوى الله عز وجل
ولا يخفى دور كثيرٍ من ملوكها في الطغيان والإفساد في الأرض كالنمرود وبخت نصر
ثم جاءت إمارة الحيرة لتكون لدى عرب الجاهلية رمزاً للحضارة ومضرب مثل للمَدَنية ..
بيد أن مجد العراق وعزه وشرفه وميلاد حضارته بحق يوم أشرقت شمس الإسلام على ربوعه وربوع ما وراءه
وتعد بغداد , والكوفة , والبصرة , والموصل رموزاً لتلك الحضارة المجيدة ..
وكل فرد من أفراد أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في مشارق الأرض ومغاربها تعنيه أن يعاد تشييد مجد هذه المدائن
والتي استهدفت بالغزو من كل طرف صليبيياً كان أو مجوسيّاً
قد لا تسعف القافية ولا الوزن -والبيت بهذا التركيب- أن تعاض إحدى هذه الحواضر التي شهدت نبوغ المجد وإشراقه بدلاً من سومر
لكن قد تكون مدينة "سامرّا" أهلاً للاستخلاف في أرض هذا البيت:)
جبذ بأنحاء إعجابي البيت الأخير من هذه الأبيات
فقد جمع بين الجمال والعزة
فلا فض فوكم
والعذر على الإطالة
دمتم مسددين
والسلام عليكم أجمعين
ـ[منى الخالدي]ــــــــ[16 - 10 - 2010, 01:50 م]ـ
أستاذي القدير رؤبة بن العجاج
البلد الذي ليس فيه حضارة لا أصل له
وبلاد الرافدين غنيّة عن التعريف حتى ما قبل ظهور ديننا الحنيف
فهي مهد الحضارة، وفخر للعرب ..
كما تناقشنا بالأمس في هتاف وقد كان نقاشاً ثريّا وجميلاً
أعود وأقول لك: ما زلنا نتغنى بشعراء الجاهلية رغم جاهليتهم بدين الإسلام
فالحضارة فخر، وديننا لنا عزّة، نفخر أن نجمع بين حضارتنا وديننا
لكي يرى جميع الطامعون أن لنا جذوراً متينة، وحضارة لا يمكن طمسها
فإن تخلينا عنها أو أنكرناها، سنطمس جذورنا، وحينها سيأتي الغريب ليبحث عنها وينقب، و .. يسرق ..
إليك جزء من حضارة العراق، فمن منا ينكرها؟
تم اختراع الكتابة التصويرية في بلاد ما بين النهرين قبل العام 3000 قبل الميلاد.
وهذا اللوح الطيني الذي يعود تاريخه إلى العام 3100 قبل الميلاد كتبت عليه قائمة فيها حصص الطعام المخصصة للجنود.
ويدل هذا اللوح على تطور الكتابة من استعمال الصور إلى استعمال الأنماط المنحوتة بالمسامير والتي تعرف بالكتابة المسمارية.
وأول كتابة تم التعرف عليها هي الكتابة السومرية والتي لا تمت بصلة إلى أي لغة معاصرة.
بحلول عام 2400 قبل الميلاد تم اعتماد الخط المسماري لكتابة اللغة الأكدية، كما استعمل نفس الخط في كتابة اللغة الآشورية واللغة البابلية، وهي كلها لغات سامية مثل اللغتين المعاصرتين العربية والعبرية.
وتواصل استعمال الخط المسماري للكتابة في لغات البلاد المجاورة لبلاد ما بين النهرين مثل لغة الحطيين واللغة الفارسية القديمة، واستعملت إلى نهاية القرن الأول الميلادي.
وتم فك رموز الخط المسماري في العصر الحديث أي القرن التاسع عشر وبذلك تسنى لعلماء العصر قراءة النصوص الإدارية والرياضية والتاريخية والفلكية والمدرسية والطلاسم والملاحم والرسائل والقواميس.
ويوجد حوالي 130000 لوح طيني من بلاد الرافدين في المتحف البريطاني.
حيّاك الله وبيّاك ..
ـ[حسنين سلمان مهدي]ــــــــ[18 - 10 - 2010, 02:05 م]ـ
الأخت منى الخالدي!
آسف جدًّا إذا كان التعليق أثار حفيظتَكِ؛ فلم يكن هذا مقصودًا بتاتًا!
وإن كنت أرجو أن يكون (الفصيح) كاسمه مكانًا يجوز للإنسان أن يدلي برأيه الصريح دون أن يهاجَم؛ فأنا آسف لرجائي أيضاً!
فقد كنت أحسب أن الأدباء أخوة همٍّ مشتَرَكٍ؛ فيجوز بينهم النقد البنَّاء والتوجيه الوجيه، وقد قلتُ في ختام نقدي أن بإمكانك أن تعيدي المحاولة، وتبيَّن فعلاً أن هذه الأبيات من أوائل محاولاتك الشعرية، وهذا يكفيني!
وعلى كلٍّ فأن ألوذ بالصمت عن التعليق على (إبداعات) غيري أمرٌ طالَت صحبتي له حتى ألِفتُه وصار طبعًا من طِباعي؛ فلن أجد صعوبةً في الرجوع إليه؛ ولله درُّ أبي الطيِّب حين قال:
وأسرَعُ مَفعولٍ فَعَلتَ تغَيُّرًا ** تكلُّفُ شيءٍ في طِباعِكَ ضِدُّهُ!
شكرًا جزيلاً على رَحابَة الصدر والقافية!
¥