ـ إنما يُعاتَب الأديمُ ذو البَشَرة: أصل البشرة: ظاهر الجلد، والأدَمة: باطنه، وأصله أن الجلد إذا لم تصلحه الدبغة الأولى أعيد في الدباغ إن كان ذا قوة، وتُرك إن كان ضعيفا؛ لئلا يزيد ضعفا. ومعناه: إنما يُراجَع مَن تصلح مراجعته، ويعاتب من الإخوان من لا يحمله العتاب على اللَجاج فيما كره منه. والعتاب يمدح ويذم، فمن المدح قولهم: (ويبقى الود ما بقي العتاب)، ومن الذم قولهم: (العتاب يبعث على التجني، والتجني أخو المحاجة، والمحاجة أخت العداوة، والعداوة أمّ القطيعة).
ـ إنه لشرّاب بأنقُع: يقال ذلك للرجل المعاود للخير والشر. والأنقُع: جمع نَقَع، وهو الموضع الذي يَستنقع فيه الماء، وأصله أن الطائر إذا كان حذِراً ورد المَناقِع في الفَلوات؛ حيث لا تبلغ القناص، ولا تنصب له الأشراك. وقيل: هو مثل للرجل المعاود للأمور التي تُكره، واحتُج بقول الحجّاج: يا أهل العراق إنكم لشرابون عليّ بأنقع، أي معاودون للأمور الشداد.
ـ إنه لنقّاب: هو العالِم الصادق الحدس.
ـ إنه لَهِتر أهتار وإنه لصِلّ أصلال: يقال ذلك للرجل إذا كان داهية، والصلّ: الحية.
ـ إنه ليكسر عليك أرعاظ النبل: الأرعاظ جمع رعْظ وهو مدخل النصل في السهم، وهو يضرب لشدة الغضب.
ـ أهون مَظلومٍ سِقَاءٌ مُروَّبٌ: يضرب للشيء لا يُحفَل بضياعه، وقيل: يضرب للرجل الذليل المستضعف، والترويب: أن تُجعل الرؤبة (الخميرة) في اللبن، ثم يُمخض، وقيل: هو أن يُلَفّ السقاء حتى يبلغ. وظلمه إذا شربه قبل إدراكه.
ـ أهون من قُعَيس على عمته: هو رجل من أهل الكوفة، دخل دار عمته، فأصابهم مطر شديد، وكان بيتها ضيقا، فأدخلت كلبها البيت، وأخرجت قعيسا إلى المطر، فمات من البرد. يضرب في شدة هوان شخص على شخص.
ـ أودت بهم عقاب ملاع: الملاع كسحاب: المفازة لا نبات بها، وعقاب ملاع مضاف ومضاف إليه، وقيل: منعوت ونعت، ومعناه أن العقاب كلما علت في الجبل كان أسرع لانقضاضها. وهو مثل يضرب في هلاك القوم بالحوادث.
ـ أوسعتَهم سَبّاً وأودوا بالإبل: يضرب للرجل يتهدد عدوه، وليس على عدوه منه ضرر، والمثل لكعب بن زهير، ومناسبته أن رجلا من بني أُسيّد غار على إبل زهير، فذهب بها وبراعيها، فجعل زهير يتهدده في شعره، وهم لا يبالون بتهديده، وقد أخذوا الإبل، فقال كعب له هذا، أي أن تهديدك لهم ليس منه ضرر عليهم. فصار مثلا.
ـ أوفى من السَمَؤال: هو رجل يهودي أودع امرؤ القيس عنده دروعا وسيوفا، وخرج للحرب، فقصده ملك من ملوك الشام في الإمانة، فرفض، فأخذ ابنا له، وخيّر السمؤال بين أن يعطيه الدروع والسيوف (الأمانة) أو يذبح ابنه، فاختار السمؤال ذبح ابنه؛ من أجل الوفاء بالأمانة. فضرب به المثل في الوفاء.
ـ أول الغزو أخرق: يضرب مثلا لقلة التجارب، ويراد منه: الأحكام بعد المعاودة.
ـ أىُّ الرجال المهذّبُ: يضرب للرجل يعرف بالإصابة في الأمور، وتكون منه السقطة أو الهفوة.
ـ إياك والسآمة فإنك إن سئمت قذفتك الرجال: يضرب مثلا في نهى عن السآمة؛ لأنها تجعل الإنسان يعيش بمعزل عن الآخرين، فلا يكون له صديق.
ـ إياكم وخضراء الدمن: من كلام رسول الله e وخضراء الدِمَن هو النبت ينبت على البعر، فيروق ظاهره، وليس في باطنه خير. وضربه مثلا للمرأة الحسناء في المنبت السوء.
ـ الإيناس قبل الإبساس: الإيناس هو التلطف بالناقة حتى تؤنس فتسكن قبل أن تُحلب، يضرب في وجوب البسط للرجل قبل الانبساط إليه.
ـ باءتْ عَرَارِ بِكَحْل: يقال ذلك لشيئين كل واحد منهما يكون بَوَاءً بصاحبه. وعرار وكحل: بقرتان باءت إحداهما بالأخرى، والبواء السواء، يقال: فلان بواء لفلان أي مثله، فإذا قٌتِل به رضي به قومه.
ـ بالرِّفاء والبنين: يقال ذلك للمتزوج. والرفاء الموافقة والملاءمة، من قولك رفأتُ الثوب إذا لأمتُ خرقه.
ـ بالساعد تبطش اليد: أي إنما أَقْوَى على ما أريده بالسعة والمقدرة، وليس ذلك عندي. ويضرب أيضا لقلة الأعوان.
ـ بَدَل أعورُ: يضرب للرجل المذموم يخلف الرجل المحمود.
ـ بَرِح الخَفَاءُ: زال الستر وانكشف السرّ. وهو من: برح الرجل من مكانه إذا زال.
ـ بطن جائع ووجه مدهون: واضح في دلالته على النفاق.
ـ بعد اطلاع إيناس: أي ستؤنس بعد الساعة الأمر على خلاف ما تطلع عليه الساعة. يضرب للمدعي ما لا حقيقة له.
¥