وهذا نهي صريح عن السخرية الجاهلية الاستعلائية ولكن الله سبحانه وتعالى أباح السخرية الهادفة الداعية إلى إصلاح المجتمع قال سبحانه وتعالى (ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون). (22)
السخرية من الحكام:
شغف شاعرنا بحب وطنه العراق حيث كان يتألم عند ما ينظر الغربيون إلى العربي على انه إرهابي لأنه يدافع عن مستقبل وطنه و أمته يقول:
نعم: أنا إرهابي!
الغرب يبكي خيفةً
إذا صنعت لعبةً
من علبة الثقابِ.
وهو الذي يصنع لي
من جسدي مشنقةً
حبالها أعصابي.
والغرب يرتاع إذا
أذعت، يوماً، أنه
مزَّق لي جلبابي.
وهو الذي يهيب بي
أن استحي من أدبي
وان أذيع فرحتي
ومنتهى إعجابي ..
إن مارس اغتصابي. (23)
وظل هذا الوطن يرافقه في حله وترحاله وتحمل من اجل هذا الحب المصائب التي ألقت به خارج الوطن يقول:
احبك
يا وطني
ضقت على ملامحي
فصرت في قلبي.
وكنت لي عقوبهْ
وأنني لم اقترف سواك من ذنبِ!
يا قاتلي
سامحك الله على صلبي
يا قاتلي
كفاك أن تقتلني
من شدة الحبِ! (24)
ويرى أن المصائب التي حدثت وتحدث في الوطن العربي إنما تعود إلى الشعارات البراقة التي ترفعها الأحزاب التي لم يجنِ منها المواطن العربي غير الهزيمة يقول:
وطنٌ
لم يبق من آثاره
غير جدار خربْ
لم تزك لاصقةً فيه
بقايا
من نفايات الشعارات
وروث الخطبْ
" عاش حزب الـ …"
ليسقط الخا …
عائدو …
والموت للمغتصبْ! (25)
يتوجه بخطابه اللاذع إلى الحكام العرب الذين خضعوا للأجنبي واصبحوا ينفذون أوامره يقول:
أنا لو كنت رئيسا عربيا
لحللت المشكلهْ
وأرحت الشعب مما أثقله
أنا لو كنت رئيسا
لدعوت الرؤساء
ولأ لقيت خطاباً موجزاً
مما يعاني شعبنا منه
وعن سر العناء
ولقاطعت جميع الأسئلهْ
وقرأت البسملهْ
وعليهم وعلى نفسي قذفت القنبلهْ! (26)
كما يحرض شاعرنا الشعوب ويدعوها إلى التخلص من حكامها الظالمين بقوله:
بلغ السيل الزبى
ها نحن والموت سواء
فآحذروا يا خلفاء
لا يخاف الميتُ الموتَ
ولا يخشى البلايا
قد زرعتم جمرات اليأس فينا
فاحصدوا نار الفناء
وعلينا … وعليكم
فإذا ما اصبح العيش قرينا للمنايا
فسيغدو الشعب لغما
.. وستغدون شظايا! (27)
ويصور احمد مطر العزلة بين الحكام العرب وشعوبهم بقوله:
كل من نهواه ماتْ،
كل من نهواه ماتْ.
ربِّ ساعدنا بإحدى المعجزاتْ
وأمت إحساسنا يوماً
لكي نقدر أن نهوى الولاة! (28)
ويجمع الشاعر بين الحكام والجيوش والشعوب لأنها لم تقم بدورها المطلوب إنما كانت تردد ما يريده الحكام واكتفت بالأقوال من دون الأفعال يقول:
حكامنا طبولْ
جيوشنا طبولْ
شعوبنا طبولْ
وسائل الإعلام في أوطاننا طبولْ
غفوتنا تأتي على قرقعة الطبولْ
صحوتنا توقظها قرقعة الطبولْ
طعامنا تطبخه قرقعة الطبولْ
شرابنا ينبع من قرقعة الطبولْ
مؤتمنون دائماً
ومؤمنون دائماً
وآمنون دائماً
والفضل للطبولْ! (29)
ويسخر من ظلم الحكام في الوطن العربي بقوله:
قال الراوي:
للناس ثلاثة أعيادْ
عيد الفطرِ
وعيد والأضحى
والثالث عيد الميلادْ.
يأتي الفطر وراء الصومِ
ويأتي الأضحى بعد الرجمِ
ولكن الميلاد سيأتي بعد إعدام الجلادْ.
قيل له: في أي بلادْ؟.
قال الراوي:
من تونس حتى تطوان
من صنعاء إلى عمان
من مكة حتى بغدادْ
قتل الراوي
لكن الراوي يا موتى
علمكم سر الميلادْ. (30)
كما يسخر شاعرنا من الجيوش العربية لأنه لم تقم بدورها في الدفاع عن الأوطان وإنما استخدمت أداة بيد الحاكم لقمع الشعب يقول:
أي قيمهْ
لجيوش يستحي من وجهها
وجه الشتيمهْ.
غاية الشيمة فيها
إنها من غير شيمهْ.
هزمتنا في الشوارع
هزمتنا في المصانع
هزمتنا في المزارع
هزمتنا في الجوامع
ولدى زحف العدو انهزمت …
قبل الهزيمهْ؟!. (31)
ثم يوجه نقده و سخريته التي تعبر عن ألم الشاعر لما يلحق هذه الأمة من ظلم بسبب حكامها ويتساءل بنظرة سوداوية من دون أن يحصل على الجواب بقوله:
أي قيمهْ؟!
باطل هذا التساؤلْ
وطويل دون طائلْ.
لم تعد في هذه الأمةِ
للقيمة قيمهْ!
بلغ الرخص بنا
أن نمنح الأعداء تعويضاً
إذا ما اخذوا أوطاننا منا .. غنيمهْ!. (32)
ويسخر من التسابق على المناصب من دون وجه حق ويصور النفاق السياسي بقوله:
ما أصعب القرارْ
لو شئت أن اختارْ
بين حياة القط .. أو
بين حياة الفار.
¥