تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي تصوير ساخر يبين لنا التناقضات العربية التي أدت إلى ضياع فلسطين من خلال الاستنكار والكلام الذي لا يجدي نفعا يقول:

صار المذيع خارج الخريطهْ

وصوته مازال يأبى هادراً:

نستنكر الدويلة اللقيطهْ! (45)

تم يعمق هذه السخرية اللاذعة بقوله:

يا فلسطين وأرباب النضال المدمنون

ساءهم ما يشهدونْ

فمضوا يستنكرونْ

ويخوضون النضالاتْ

على هز القناني وهز البطونْ!

عائدونْ

ولقد عادة الأسى للمرة الألفِ

فلا عدنا ..

ولاهم يحزنونْ!. (46)

السخرية من الشعراء:

نشأ شاعرنا في بيئة ريفية بسيطة ولكنه على الرغم من كل المصاعب واصل تعليمه وقهر الظروف الصعبة، رصد احمد مطر ما كان يعانيه المجتمع من جهل وتخلف، وكانت رسالة الشاعر لديه أن يلتزم جانب الدفاع عن أبناء شعبه يصور معاناته وما لحقه من أذى بسبب شعره بأسلوب لاذع ويؤكد على دور القلم في تغيير الواقع يقول:

جسّ الطبيب خافقي

وقال لي:

هل هاهنا الألمْ؟

قلت له: نعمْ

فشق بالمشرط جيب معطفي

وأخرج القلمْ!

هز الطبيب رأسه .. ومال وآبتسمْ

وقال لي:

ليس سوى قلمْ

فقلت لا يا سيدي

هذا يدٌ … وفمْ

رصاصة … ودمْ

وتهمة سافرة تمشي بلا قدمْ!. (47)

وبأسلوب ساخر يرسم لنا صورة عن مصير الشاعر الذي يدافع عن أبناء وطنه و أمته لاسيما في الوطن العربي يقول:

إذا ما عدّتْ الأعمارْ

بالنعمى … وباليسرِ

فعمري ليس من عمري!

لأني شاعر حرٌّ

وفي أوطاننا

يمتد عمر الشاعر الحرِّ

إلى أقصاه بين الرحم والقبر

على بيت من الشعرِ. (48)

ثم يوجه نقدا مرّاً وقاسيا إلى الشعراء الذين يهادنون السلطان بقوله:

لا نامت أعين الجبناءْ!

ورأيت مئات الشعراءْ

تحت حذائي

ووجوه يسكنها الخزي

على استحياءِ

في زمن الأحياء الموتى.

تنقلب الأكفان دفاتر

والأكباد محابرْ.

والشعر يسد الأبواب

فلا شعراء سوى الشهداءْ!. (49)

ويسخر من الشعراء الذين يمجدون السلاطين بشعرهم مقابل بعض الأموال والنياشين الزائفة يقول:

شاعر السلطة ألقى طبقهْ

ثم غط الملعقهْ

وسط قدر الزندقهْ.

ومضى يعرب عن إعجابه بالمرقهْ!

وأنا ألقيت في قنينة الحبر يراعي

وتناولتُ التياعي

فوق صحن الورقهْ.

شاعر السلطة حَلّى بالنياشين

.. وحَلّيتُ بحبل المشنقهْ!. (50)

ويعلل سكوت بعض الشعراء عن قول كلمة الحق بقوله:

يا ناس أني صامتٌ

واحمد الله إذا لم اعتقلْ

بتهمه الكتمان

فالشاعر الشريف في أوطاننا

يُدانُ أو يُدانْ!

يا سادتي ...

تلك هي القضيهْ!. (51)

ولكن شاعرنا يدخل في مفارقة جميلة عندما يسخر من الأجواء التي تحيط به عن طريق الرمز ثم يختمها حينما يوجه اللعنة إلى نفسه لأنه يرى أن لعنة الآخرين لا تغيّر شيئاً يقول:

شئتُ أن ألعن والينا، فقالوا:

باع للسيّافِ رأسَهْ.

شئت أن ألعن أمريكا، فقالوا:

حفر المسكين رمسهْ.

شئت أن ألعن أوربا فقالوا:

دخل الشاعر حبسهْ

ثم اشتد يأسي.

شئت أن ألعن نفسي.

قيل لي: هذا اختصاص السيد الوالي

ولو شاركتَهُ ... تَخْدشُ حِسَّهْ!

...

لم يعد لي

غير أن اكتب خلسهْ:

لعن الله الذي يلعن نفسَهْ!. (52)

وينتقد الشعراء الذين لا يشاركون الشعب همومه وتطلعاته بقوله:

كفرتُ بالأقلام والدفاترْ.

كفرتُ بالفصحى التي

تحبل وهي عاقرْ.

كفرتُ بالشعر الذي

لا يوقفُ الظلمَ ولا يحرّك الضمائرْ

لعنتُ كلَّ كلمةٍ

لم تنطلق من بعدها مسيرةٌ.

لعنتُ كل شاعرْ

ينام فوق الجمل النديّةِ الوثيرهْ

وشعبه ينام في المقابرْ

لعنتُ كل شاعرْ

يستلهم الدمعة خمراً

والأسى صبابةً

والموت قشعريرةً

لعنت كل شاعرْ

يغازل الشفاه والأثداء و الضفائرْ

في زمن الكلاب والمخافرْ

ولا يرى فوهةَ بندقيةٍ

حين يرى الشفاه مستجيرهْ!

ولا يرى رمانةً ناسفةً

حين يرى الأثداء مستديرهْ!

ولا يرى مشنقةً

حين يرى الضفيره!

...

في زمن الآتين للحكم

على دبابةٍ أجيرهْ

أو ناقة العشيرهْ

لعنت كلَّ شاعرٍ

لا يقتني قنبلةً

كي يكتب القصيدة الأخيرهْ!. (53)

السخرية من رجال الأمن:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير