[سؤال عاجل لمشائخنا الأجلاء حفظهم الله (مالفرق بين لأنعمه ونعمه؟)]
ـ[أمل بنت حسن]ــــــــ[07 Oct 2008, 03:55 م]ـ
في قوله تعالى: (إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين* شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم)
س/ مالفرق بين لأنعمه ونعمه؟؟؟
أحتاج الإجابة قبل يوم الجمعه بوركتم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 Oct 2008, 09:56 م]ـ
نظرا للاحتياج العاجل للجواب أقول:
إن" أنعم " على وزن أفعُل وهو من جموع القلة الأربعة " أفعِلة، وأفعُل، وفعْلة وأفعال " وما سوى هذه الأربعة فهو من جموع الكثرة وعلى هذا قال العلماء ما مؤداه، إن إبراهيم ـ عليه السلام ـ كان يشكر الله على قليل النعم فما بال شكره على الكثير.
قال الفخر:
لفظ الأنعم جمع قلة، ونعم الله تعالى على إبراهيم عليه السلام كانت كثيرة. فلم قال: {شَاكِراً لأَنْعُمِهِ}.
قلنا: المراد أنه كان شاكراً لجميع نعم الله إن كانت قليلة فكيف الكثيرة.
قال الآلوسي:" {شَاكِراً لاّنْعُمِهِ} ... أوثر صيغة جمع القلة قيل: للإيذان بأنه عليه السلام لا يخل بشكر النعمة القليلة فكيف بالكثيرة وللتصريح بأنه عليه السلام على خلاف ما هم عليه من الكفران بأنعم الله تعالى حسبما أشير إليه بضرب المثل أ. هـ آلوسي
قلت وهو ما جاء في قوله تعالى" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112) تعريضا بكفار مكة. فعين المدح لإبراهيم عليه السلام عين التعريض بذرّيته الذين أشركوا وكفروا نعمة الله.
ومن هنا يتضح الفرق بين أنعم التي هي من جموع القلة ونعم التي هي من جموع الكثرة فليتأمل. والله أعلم
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[07 Oct 2008, 10:08 م]ـ
سبحان الله العظيم
بارك الله فيك شيخنا عبد الفتاح ونفع بك
لفتة عربية جميلة ماشاء الله
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[08 Oct 2008, 03:33 ص]ـ
جزاك الله خيراً د. عبد الفتاح.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[08 Oct 2008, 09:56 ص]ـ
سُئل الدكتور فاضل السامرائي هذا السؤال:
* ما دلالة إستخدام كلمة (نعمة) بالإفراد (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (18)؟
المفرد له قد يكون يدل على الجنس أو على الواحد. مثلاً تقول: الحصان أسرع من الحمار، هل تعني به واحداً؟ أو الجنس عموماً؟ تعني كل الجنس. الأسد أقوى من الكلب، لا تعني به أسداً واحداً وإنما الجنس. إذن قد يؤتى بالواحد للدلالة على الجنس. فالنعمة قد يراد بها جنس النعمة والعرب أحياناً تأتي بالمفرد للتكثير والكسائي نقل لنا: أتينا فلان فكنا عنده في لحمة ونبيذا، يعني أكل كثيراً. إذن هي للجنس والجنس أكثر من الجمع أحياناً. نعمة أكثر من نِعَم وأنعم. مثال: نقول: لا رجل في الدار، لا رجلين في الدار، (لا رجل) نفيت كل الجنس أي لا واحد ولا اثنين ولا أكثر، لكن لما تقول لا رجلين في الدار فأنت تنفي العدد فقط يمكن أن يكون هناك واحد أو ثلاثة، لا رجال في الدار قد يكون هناك واحد أو اثنين. (لا رجل) تعني لا واحد ولا اثنين ولا أكثر. الجنس يجمع وهو أعم وأشمل. هذا احتمال. رب العالمين في القرآن يذكر الجنة ويذكر فيها الفاكهة يقول (فاكهة) ويذكر الدنيا ويقول (فواكه) فاكهة مفرد وفواكه جمع. فإذن إذا أريد الجنس يستعمل المفرد لأنه أعم وأشمل. النُحاة يضربون مثلاً نحن نعدّله نقول الرجل أقوى من المرأة الرجل لا يقصد به رجل بعينه وإنما الجنس.
الوجه الآخر أن النعمة الواحدة لا تُعدّ. لو جئت أن تعد نعمة الأكل إحصِ من خلق المادة الأولى وكيف كانت مزروعة؟ ومن زرعها ومن حصدها ومن طحنها وكم من الأيادي بعد الخلق الأول عملت بها إلى أن جاءت عندك؟ ثم لما هُيأت لك كيف تأكلها؟ بالأسنان والمعدة والعصارات الهاضمة، هذه نعم لا تحصى. الإحصاء هو العدّ. مفردات النعمة الواحدة لا تُعدّ ومن الصعب أن تعدها. نعمة البصر أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم لما بكى الرجل العابد فقال تعالى أدخلوه الجنة برحمتي قال بل بعملي قال تعالى برحمتي قال بل بعملي فقال تعالى زنوا له نعمة البصر فوضعوها في كفة وسائر أعمال الرجل في كفة فرجحت كفة نعمة البصر فقال الرجل لا بل برحمتك. كم في نعمة البصر من تهيئة النور واستقبالها والأعصاب وغيرها! إذن لا تحصى مفردات النعمة الواحدة فكيف بالنِعَم؟ (وإن تعدوا نعمة الله) تعدوا أي أن تحاولوا إحصاءها. موجودة في القرآن نعمة ونعِم وأنعم. أنعم جمع قلة من أفضل (من 3 إلى 10) في اللغة فإذا صارت عشرة تدخل في الكثرة. في القرآن الكريم وردت نِعَم ونعمة وأنعم، نعمة وردت في الإفراد وقد يكون هذا الجنس والله أعلم إبراهيم عليه السلام قال (شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (121) النحل) لأنه لا يمكن أن يشكر الإنسان نعم الله تعالى فأتى بجمع القلة. وقال تعالى (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً (20) لقمان) بالكثرة لأن النعم كثيرة الظاهرة والباطنة لكن لا يمكن أن نقول (شاكراً لنعمه)، نحن نشكر الله تعالى ونحمد الله بما نستطيع كما ينبغي لجلال وجهه والله تعالى أثنى على إبراهيم (شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (121) النحل).
¥