[سؤال فى تفسير سورة الشعراء]
ـ[د. يوسف]ــــــــ[04 Oct 2008, 01:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أدرى هل مثل هذه الأسئلة مشروعة أم إنها نوع من التنطع فى فهم القرءان؟
على كل سأطرح السؤال فإن كان من جنس المشروع فأجيبونى و إن كان غير ذلك فوجهونى و جزاكم الله خيرا.
السؤال هو: لاحظت فى أثناء قرائتى لسورة الشعراء التسلسل فى ذكر قصص الأنبياء إلا فى قصة نبى الله إبراهيم فقد جاء بعد ذكرها ذكر مشاهد يوم القيامة و حال أهل الجنة و النار فما السر فى ذلك يا ترى؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[04 Oct 2008, 04:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أخي الفاضل دعاني سؤالك إلى تدبر الآيات الكريمة.
ورد في تفسير الطبري:
وقوله: (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ) يقول: واجعل لي في الناس ذكرًا جميلا وثناء حسنا، باقيا فيمن يجيء من القرون بعدي.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي بكر، عن عكرمة، قوله: (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ) قَوْلُهُ (وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا). قال: إن الله فضله بالخُلة حين اتخذه خليلا فسأل الله فقال: (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ) حتى لا تكذّبني الأمم، فأعطاه الله ذلك، فإن اليهود آمنت بموسى، وكفرت بعيسى، وإن النصارى آمنت بعيسى، وكفرت بمحمد صلى الله عليه وسلم، وكلهم يتولى إبراهيم; قالت اليهود: هو خليل الله وهو منا، فقطع الله ولايتهم منه بعد ما أقرّوا له بالنبوّة وآمنوا به، فقال: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ثم ألحق ولايته بكم فقال: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) فهذا أجره الذي عجل له، وهي الحسنة، إذ يقول: (وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً) وهو اللسان الصدق الذي سأل ربه.
وفي تفسير القرطبي:
قوله تعالى: (واجعل لى لسان صدق في الاخرين) قال ابن عباس: هو اجتماع الامم عليه.
وقال مجاهد: هو الثناء الحسن.
قال ابن عطية: هو الثناء وخلد المكانة بإجماع المفسرين، وكذلك أجاب الله دعوته، وكل أمة تتمسك به وتعظمه، وهو على الحنيفية التى جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم." أهـ
فإذا قلنا أن " لسان صدق " هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهو ابنه، وأيضا استمر ذكره الحسن عليه السلام ببعثته صلى الله عليه وسلم:
قال تعالى:
{وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (البقرة:135)
وإذا ما تأملنا الآيات التي أتت بعد ذلك أي بعد دعاء إبراهيم في صورة الشعراء، سنراها تحكي أحداث يوم القيامة.
ومن علامات يوم القيامة أن يبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فلا نبي بعده:
وقد قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم:
"بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ أَوْ كَهَاتَيْنِ وَقَرَنَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى" (أخرجه البخاري)
والله أعلم وأحكم.
ـ[د. يوسف]ــــــــ[09 Oct 2008, 08:59 م]ـ
بارك الله فيك
و لكن أصدقك القول لم تشفى غليلى هذه الإجابة فليتك أو أحد الإخوة يجيبنا بما فتح الله عليه فى هذه الآية ..
ـ[التواقة]ــــــــ[10 Oct 2008, 12:05 ص]ـ
بارك الله فيك
و لكن أصدقك القول لم تشفى غليلى هذه الإجابة فليتك أو أحد الإخوة يجيبنا بما فتح الله عليه فى هذه الآية ..
نعم لم تشفي غليلا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Oct 2008, 12:43 ص]ـ
الأخ الكريم د. يوسف وفقه الله ورعاه
مرحباً بك وبأسئلتك دوماً في هذا الموقع الذي يسعد بك وبأمثالك. وسؤالك هذا ليس سؤالاً مشروعاً فحسبُ، بل هو سؤالُ متدبر يتأمل ما يقرأ ويكرر النظر فيه، وقد استفدت منه لفتة لم أتنبه لها من قبل مع كثرة ترداد هذه السورة العظيمة. فجزاك الله عني خيراً.
¥