تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[رفع النبي عيسى عليه السلام]

ـ[أبوالوليد السقطي الشهري]ــــــــ[18 Nov 2008, 04:45 ص]ـ

((آيات الكتاب تدل على أن النبي عيسى عليه السلام رفع))

ومن الإيمان بالغيب الإيمان باليوم الآخر وما يسبقه من علامات جاء بها الكتاب، وصحت بها الأخبار عن النبي المختار صلوات الله وسلامه عليه، وتصديقها، وعقد القلب عليها.

وقد دلت الآيات الكريمة على أن نبي الله عيسى عليه السلام رفع من الأرض إلى السماء بروحه وجسده، عندما أراد اليهود قتله وصلبه فلم يمكنهم الله منه، ودلت كذلك على أنه سينزل إلى الأرض مرة أخرى في آخر الزمان علامة على قرب قيام الساعة.

وجاءت الأحاديث الكثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم – تؤكد هذا المعنى، وتبينه بأفصح عبارة، وأظهر بيان، وأنه ينزل بمشيئة الله عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، حاكماً بشريعة محمد - صلى الله عليه وسلم – لا ناسخاً لها، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية فلا يقبل من الكفار إلا الإسلام، ويفيض المال، وتنزل البركات والخيرات.

بعض الأحاديث في نزول عيسى عليه السلام

منها أحاديث في الصحيحين كحديث أبي هريرة رضي الله عنه، الذي يقول فيه - صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - حكماً مقسطاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها)، ثم يقول أبو هريرة: " واقرءوا إن شئتم: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا} (النساء 159). وفي رواية: (كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم).

وروى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة).

وفي حديث حذيفة بن أسيد الذي يقول فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات ..... ذكر منها نزول عيسى بن مريم.

وروى الإمام أبو داود عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال (ليس بيني وبينه نبي - يعني عيسى -، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس على الإسلام، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك المسيح الدجال، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون).

شبهات حول الأحاديث ..

آيات الكتاب تدل على رفعه ونزوله

والجواب عما سبق أن يقال: إن الآيات في كتاب الله قد دلت على رفع نبي الله عيسى عليه السلام إلى السماء، وبين العلماء أنه رفع بروحه وجسده، ومن هذه الآيات قول الله جل وعلا: {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك} (آل عمران 55).

فقد ذكر المفسرون ثلاثة أقوال في المراد بالتوفي في هذه الآية:

الأول: قول الجمهور ورجحه ابن كثير وهو أن المراد به توفي النوم، فكلمة الوفاة كما تطلق على الموت تطلق على النوم أيضاً.

الثاني: أن في الكلام تقديماً وتأخيراً والتقدير (إني رافعك ومتوفيك) أي بعد النزول وهذا القول منسوب إلى قتادة.

الثالث: أن المراد بالتوفي هو نفس الرفع، والمعنى: (إني قابضك من الأرض ومستوفيك ببدنك وروحك) وهذا رأي ابن جرير.

وجميع هذا الأقوال كما ترى متفقة على أنه رفع حياً، وإن كان بعضها أصح وأولى بالقبول من بعض، قال شيخ الإسلام ابن تيميه في مجموع الفتاوى (4/ 322 - 323): " وأما قوله تعالى: {إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا} (آل عمران 55)، فهذا دليل على أنه لم يَعْنِ بذلك الموت، إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين، فإن الله يقبض أرواحهم ويعرج بها إلى السماء فعلم أن ليس في ذلك خاصية، وكذلك قوله: {ومطهرك من الذين كفروا} (آل عمران 55)، ولو كان قد فارقت روحه جسده لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء أو غيره من الأنبياء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير